تدهورت الأوضاع أمس في اليمن علي نحو ينذر بالأسوأ حيث قتل25 شخصا وأصيب المئات خلال مواجهات دامية تخللها إطلاق مسلحين النار من فوق أسطح المنازل علي متظاهرين معارضين للرئيس في مدينة تعز مما أدي إلي إصابة800 شخصا علي الأقل.يأتي ذلك في وقت رفضت فيه المعارضة اليمنية المبادرة الخليجية التي تدعو الفرقاء اليمنيين للحوار في مدينة الرياض بحثا عن حل للأزمة التي تعصف بالبلاد.ولقي3 أشخاص مصرعهم وأصيب15 آخرون أمس بالعاصمة اليمنية' صنعاء' من أبناء قبائل مديريات' سنحان' و' بلاد الروس' و' بني بهلول' أثناء تنظيمهم مسيرة سلمية مؤيدة للشرعية الدستورية باليمن, ثم سعيهم للقيام بجهود وساطة بين السلطة والمؤيدين للمعارضة. وقال مصدر أمني يمني- في تصريح أمس- إن المشاركين في المسيرة المؤيدة للشرعية الدستورية توجهوا بعد مسيرتهم بشوارع العاصمة اليمنية صنعاء إلي مقر الفرقة الأولي مدرعة بالعاصمة لمراجعة اللواء علي محسن صالح بالعدول عن قراره في مساندة أحزاب اللقاء المشترك( المعارضة) والعودة إلي الشرعية الدستورية ولكن جنود الفرقة مع ميليشيات تابعة لجامعة الإيمان من أحزاب اللقاء المشترك قاموا بإطلاق النار عليهم من مختلف الأعيرة الخفيفة والمتوسطة. وأوضح المصدر أن إطلاق النار بكثافة أدي إلي سقوط قتلي وجرحي في صفوف أفراد الوساطة, بالإضافة إلي تحطيم عدد من السيارات التابعة لهم. وأشار المصدر إلي أنه من ضمن وفد الوساطة الذي تمت مهاجمته الشيخ محمد محسن الحاج الشقيق الأكبر للواء علي محسن صالح وعدد آخر من الشيوخ والوجاهات من مديريات' سنحان', و' بلاد الروس', و' بني بهلول وقال مقيمون إن مسلحين اطلقوا النار من اسطح المباني علي متظاهرين معتصمين في مدينة تعز اليمنية جنوبي العاصمة صنعاء بعد ساعات من وقوع هجوم علي مسيرة احتجاجية جرح فيها المئات أمس.وقال شهود لرويترز بالتليفون إنهم شاهدوا سقوط عدد من الجرحي مع استمرار اطلاق النار الا انه لم ترد اي انباء عن الاصابات من المستشفيات.وقال أطباء إن الهجمات اسفرت عن اصابة نحو30 جراء اطلاق النار او الضرب فيما اصيب800 آخرون من استنشاق الغاز المسيل للدموع.في شأن آخر قال اللواء محسن إن الاشتباك الذي وقع أمس بين أنصار الرئيس اليمني ووحدة للجيش تدافع عن محتجين يطالبون برحيل صالح كانت محاولة حكومية لاغتياله.علي الصعيد السياسي رحب مصدر مسئول باسم الحكومة اليمنية بما أعلنه أمس الشيخ محمد السالم الصباح نائب رئيس الوزراءوزير الخارجية الكويتي بشأن قرار دول مجلس التعاون الخليجي بدعوة الحكومة اليمنية وممثلين للمعارضة لإجراء محادثات في الرياض لحل الأزمة السياسية الراهنة باليمن.كما أشاد المصدر في تصريح صحفي أمس بموقف مجلس الوزراء السعودي الداعم لقرار الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بدعوة الأطراف اليمنية إلي الحوار وتقديمه أفكارا لحل الأزمة.وأكد المصدر موقف الحكومة اليمنية الحريص علي الحوار وحل أي خلافات من خلال الجلوس علي طاولة الحوار وبعيدا عن أي عنف أو فوضي أو تخريب.وفي سياق متصل, رحب المصدر ببيان الحكومة الفرنسية وتأكيدها علي ضرورة العودة إلي طاولة الحوار والتعامل الايجابي مع الأفكار التي ستقدمها دول مجلس التعاون إلي الحكومة اليمنية والمعارضة لحل الأزمة السياسية.وفي تعليق علي المبادرة الخليجية, قال اللواء علي محسن صالح قائد الفرقة الأولي مدرع الذي يوفر الحماية للمناهضين للنظام المعتصمين بصنعاء' إننا نؤيد أي مساع خيرة لحل الأزمة السياسية باليمن بشرط أن تؤدي إلي تغيير النظام ونقل السلطة, وألا تكون علي حساب مطالب الشارع اليمني. وجدد الرئيسصالح دعوته لتحالف أحزاب اللقاء المشترك( المعارضة الرئيسية بالبلاد) إلي الجلوس إلي طاولة المفاوضات والحوار, والابتعاد عن العنف وقطع الطرق ومهاجمة مقار المحافظات والمنشآت والمصالح الحكومية اليمنية. وقال صالح خلال لقائه أمس مع الشيوخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية وأعضاء المجالس المحلية والشباب في مديريات سنحان وبني بهلول وبلاد الروس محافظة صنعاء' إن قطع الطرق وقتل النفس المحرمة ونهب الممتلكات والمصالح الحكومية أمر غير مجد ويؤدي إلي ردود فعل سلبية ونتائج كارثية'. وأضاف: إننا سنبذل كل الجهود لإعادة الأمور إلي نصابها مع الشخصيات العقلانية في أحزاب اللقاء المشترك ومع الشخصيات السياسية التي تتحمل مسئوليتها. وأكدت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن الإتحاد الأوروبي وجه رسالة واضحة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح بأن نقل السلطة في بلاده يجب أن يبدأ الآن.