رحلة سقوط مبروك

جلس مهموما حزينا ساخطا علي أوضاعه المالية السيئة يفكر في سبيل للهروب من بين براثن الفقر الذي أصبح يحيط به من كل مكان ويخنق علي رقبته
, حيث أصبح غير قادر علي التكيف مع واقعه المرير ومر شريط حياته أمام عينيه سريعا متذكرا نزوحه من إحدي قري مركز ببا ببني سويف إلي منطقة السيدة زينب أملا في تحسين أوضاعه بإيجاد فرصة عمل تناسب قدراته وإمكاناته المحدودة إلا أن أبواب الرزق كانت مؤصده أمامه.
خرج مبروك من شقته المتواضعة يندب حظه العثر بعد أن تكالبت عليه الأوجاع ناقما علي حياته وسنوات عمره التي مضت سريعا دون أن يتقن أي حرفة أو يتعلم مهنة تساعده علي توفير قوت يومه حتي استقرت قدماه في أحد المقاهي الشعبية المجاورة لمنزله ليقضي بها نهاره بعيدا عن التفكير السلبي الذي أصبح يلازمه واختار أحد الأركان ليحتسي بها كوبا من الشاي الذي اعتاد تناوله بصفة يومية. وفي أحد الأيام حلت فكرة شيطانية علي رأس الشاب تكون بمثابة مصدر للمال الذي ينتشله من الفقر بأن يسرق السيارات التي تمتلئ بها شوارع القاهرة ويساوم أصحابها علي استردادها مقابل مبالغ مالية كبيرة وبعد أن اختمرت الفكرة في رأسه بدأ في التخطيط لتنفيذ جرائمه باختيار الأحياء الهادئة بالعاصمة لارتكاب أفعاله المحرمة وتعددت وقائعه وتبدلت أحواله وجرت الأموال بين يديه وزادت معها أطماعه في تحقيق المزيد من المكاسب إلا أن رائحة أفعاله وصلت إلي المقدم علاء خلف الله رئيس مباحث السيدة زينب حيث تمكن من ضبطه.
كانت قد وردت معلومات لضباط وحدة مباحث قسم شرطة السيدة زينب مفادها أن المدعو مبروك طه28 سنة عاطل ومقيم بدائرة القسم ومسقط رأسه مركز ببا, بني سويف والسابق اتهامه في3 قضايا آخرها شروع في سرقة وراء ارتكاب العديد من حوادث سرقات السيارات بأسلوب المفتاح المصطنع ومساومة مالكيها علي دفع مبالغ مالية نظير إعادة السيارات مرة أخري. وبعرض المعلومات علي اللواء عبد العزيز خضر مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث أشرف عليه العميد محمد الألفي مدير مباحث قطاع الغرب باشره العقيد محمد الشرقاوي مفتش المباحث ضم ضباط مباحث السيدة زينب حيث تم وضع خطة وتوجيه عدة مجموعات بحثية لجمع التحريات اللازمة عن المتهم والتخطيط لضبطه.
عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة في الأماكن التي يتردد عليها تمكن المقدم علاء خلف الله رئيس المباحث وبصحبته قوة من القسم من ضبطه وبمواجهته أقر بسرقة7 سيارات من مناطق مختلفة بالعاصمة. وتم ضبط المسروقات لدي أحد عملائه ومقيم العياط/ جيزة, وباستدعاء المجني عليهم تعرفوا علي السيارات. تم تحرير محضر للمتهم وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.