تلقي الزعيم الليبي معمر القذافي أمس هزائم ميدانية ودبلوماسية, حيث فقدت قواته السيطرة علي مدينة البريقة الاستراتيجية فيما أصبحت إيطاليا ثاني دولة أوروبية بعد فرنسا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا وحيدا للشعب الليبي. وهو الاجراء الذي تعتزم الكويت اتخاذه لتصبح ثانية دولة عربية تقدم علي هذه الخطوة بعد قطر. وكان المجلس قد رفض اقتراحا بتولي احد أبني القذافي السلطة خلال مرحلة انتقالية عقب تنحي والدهما وطالب القذافي وأبناءه بالرحيل من دون أي مفاوضات دبلوماسية. وقد استعاد الثوار الليبيون مدينة البريقة الاستراتيجية بعد معارك ضارية قامت كتائب القذافي خلالها بقصفها بالمدفعية الثقيلة. ونقل راديو سوا الامريكي مساء أمس عن شاهد عيان في البريقة قوله ان المدينة اصبحت الآن تحت سيطرة الثوار الذين يقومون حاليا بتطهيرها تماما من كتائب القذافي. من جهة أخري, اكد نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة, في تصريحات نقلها راديو سوا, حرص المجلس علي تحقيق الديمقراطية في البلاد بعد التخلص من نظام القذافي. وقال غوقة ان المجلس يقبل باقامة دولة ديمقراطية قائمة علي التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات وان يكون لليبيا دستور ينص علي شكل الدولة. واكد ان الليبيين يرغبون في إقامة دولة مدنية ديمقراطية ولا يريدون حكما فرديا ولا حكما قبليا او يقوم علي التطرف والإرهاب. وأعلن الثوار الليبيون أن قوات القذافي قصفت مناطق سكنية في مدينة مصراته التي يسيطر عليها الثوار, ذكرت ذلك قناة' العربية' الفضائية أمس. علي الصعيد السياسي, القت ايطاليا أمس بدعمها الكامل وراء المعارضة الليبية واعترفت رسميا بها كممثل شرعي وحيد للبلاد وتعهدت بتزويدها بالسلاح للقتال وبخبراء لاعادة الاعمار. وقالت ايطاليا المستعمر السابق لليبيا كذلك ان مبادرات من مبعوث القذافي الذي سافر الي بعض العواصم الاوروبية تفتقر للمصداقية وطالبت القذافي وعائلته بمغادرة ليبيا. وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني للصحفيين بعد اجتماعه مع علي العيساوي عضو المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض المسئول عن الشئون الخارجية قررنا الاعتراف بالمجلس بصفته المحاور السياسي والشرعي الوحيد الذي يمثل ليبيا.' وتعهد وزير الخارجية بأن تسلح ايطاليا المعارضين اذا احتاجوا السلاح للدفاع عن انفسهم خاصة اذا كان المدنيون في خطر. وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح أمس ان الكويت ستعترف رسميا خلال ايام بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا. واضاف الوزير في تصريح لرويترز في الامارات العربية المتحدة ان الكويت اعترفت بالمعارضة الليبية عمليا بالفعل وسيأتي الاعتراف الرسمي خلال ايام. وستكون الكويت ثاني دولة عربية تعترف رسميا بالمعارضة الليبية بعد قطر التي اعترفت بالمجلس الشهر الماضي ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي. وذكرت صحيفة( نيويورك تايمز) الأمريكية أمس أن اثنين علي الأقل من أبناء القذافي يعرضان الأنتقال إلي ديمقراطية دستورية ورحيل والدهما عن السلطة وتولي أحدهما المرحلة الانتقالية. ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه ومسئول ليبي علي إطلاع بالاقتراح, أنه في حال تبني هذا الطرح فسوف يتولي سيف الإسلام القذافي إدارة المرحلة الانتقالية. ولم توضح الصحيفة ما إذا كان القذافي يوافق علي هذا الطرح الذي يؤيده نجلاه سيف الإسلام والساعدي, إلا أن شخصا قريبا من سيف الإسلام والساعدي أفاد بأن القذافي يبدو موافقا علي هذا الاقتراح. وقال المصدر للصحيفة' إن سيف الإسلام والساعدي يريدان التقدم في اتجاه التغيير في البلاد, إلا أنهما أصطدما بالكثير من الجدران مع الحرس القديم, مشيرا إلي أنه في حال حصولهما علي الضوء الأخضر فسوف ينهضان بالبلاد بسرعة'. وتري الصحيفة أن هذا الاقتراح قد يكون معبرا عن الخلافات القائمة منذ زمن بعيد بين أبناء القذافي منوهة إلي أن كلا من سيف الإسلام والساعدي كانا يسعيان إلي نهج إصلاحي اقتصادي وسياسي غربي, بينما كان اثنان آخران من أبناء القذافي هما خميس ومعتصم من أنصار الخط المتشدد. وقالت الصحيفة' إن خميس يرأس إحدي الكتائب الأمنية التي يتشكل منها الجيش الليبي, فيما يعتبر معتصم مستشار الأمن الوطني الليبي خصما لسيف الإسلام في السباق إلي خلافة والدهما'. ومن جانبه, رفض المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين مقترح تولي أحد أبناء القذافي إدارة مرحلة انتقالية في البلاد, وقال المتحدث باسم المجلس شمس الدين عبد المولي من بنغازي- معقل الثوار في شرق ليبيا-' إن هذه الفكرة يرفضها المجلس بشكل تام, مؤكدا أنه علي القذافي وأبنائه أن يرحلوا قبل أي مفاوضات دبلوماسية'. واعتبرت فرنسا أن الشعب الليبي هو الذي يرجع له الأمر في تحديد ظروف وشروط المرحلة الانتقالية في بلاده. جاء ذلك في تعليق للمتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو, بشأن اقتراح نقل السلطة الذي تقدم به أبناء القذافي.