استمرت أمس المعارك الطاحنة بين القوات الموالية للرئيس المنتخب في كوت ديفوار الحسن واتارا والرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو في العاصمة ابيدجان حيث دارت مواجهات عنيفة حول قصر الرئاسة والإذاعة الحكومية وقواعد الجيش. وفيما اعتبر المتحدث باسم واتارا ان سقوط جباجبو اصبح وشيكا دعا الاتحاد الأوروبي جباجبو إلي التنحي فورا فيما اعتبرته فرنسا انه يعيش أيامه الأخيرة في السلطة ولقي الجنود المؤيدون للحسن مقاومة شرسة من مقاتلي جباجبو في مدينة أبيدجان الرئيسية في ساحل العاج أمس عندما خاض الجانبان قتالا من أجل السيطرة علي البلد الذي يقع في غرب افريقيا. ودار قتال حول قصر الرئاسة والاذاعة الحكومية وقواعد الجيش بين القوات الموالية لكل من الجانبين المتنافسين علي الرئاسة وسمع مراسل لرويترز أصوات اطلاق نيران وانفجارات من مدفعية ثقيلة بالقرب من القصر. وفي علامة علي مدي دموية الصراع قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان800 شخص علي الاقل قتلوا في اعمال العنف الطائفية في بلدة ديوكوي الواقعة في غرب ساحل العاج الاسبوع الماضي. ويرفع ذلك العدد المؤكد للوفيات في اعمال العنف منذ انتخابات الرئاسة التي اعترف المجتمع الدولي بفوز واتارا بها الي1300 شخص. ومن المرجح ان يكون العدد الفعلي للقتلي أعلي بكثير لان القتال كان شديدا للغاية ولان قوات جباجبو نادرا ما تكشف عن خسائرها أو عن المدنيين الذين قتلتهم. وسمع دوي الاعيرة النارية وطلقات المدفعية الثقيلة في انحاء أبيدجان فيما واصل المتمردون السابقون الهجوم للاطاحة بجباجبو الذي رفض التخلي عن السلطة. وقال سكان انهم سمعوا دوي انفجارات عالية بالقرب من قاعدة أجبان وهي أكبر قاعدة في المدينة حيث يقع المقر الرسمي لجباجبو. وقال جولز كونين الذي يعيش علي مقربة نيران قذائف المورتر تسمع منذ الليلة قبل الماضية في انحاء الثكنات. وهي مرتفعة للغاية ونحن نحتمي بمنازلنا. وقال ساكن آخر يدعي ادي سابا قوات الامن تقاتل من معسكراتها المتمردين. وقال تريك آتشي المتحدث باسم واتارا لرويترز بالهاتف ان سقوط جباجبو أصبح وشيكا. وقال آتشي لست قلقا علي الاطلاق. أين سيذهب؟ انه لا يسيطر علي الجيش أو قوات الامن. ستستنزف قدراتهم. الذخيرة لديهم بدأت تنفد. وعثرت حكومة وأوتارا المعترف بها دوليا, علي مقابر جماعية غرب البلاد متهمة أنصار الرئيس جباجبو بمسئوليتها عن هذه المذابح. وذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية أنه تم العثور علي عدة مقابر جماعية في مناطق توليبلو وبلوليكين وجويجلو غرب البلاد, مشيرة إلي أن حكومة أوتارا أكدت أن مرتكبي تلك المذابح هي قوات ومرتزقة ومليشيات موالية لجباجبو. علي صعيد ردود الأفعال الدولية, دعا الاتحاد الأوروبي جباجبو إلي التنحي فورا وتسليم نفسه لسلطات بلاده. وذكرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاترين اشتون في بيان أن الحسن واتارا هو الرئيس المنتخب لكوت ديفوار, مضيفة أدعو جميع الأطراف إلي ضبط النفس لحماية المدنيين. وشددت اشتون علي أهمية أن يتم السماح لبعثة الأممالمتحدة لدي كوت ديفوار بتنفيذ ولايتها بالكامل لحماية المدنيين. وقد اعتبر وزيرالخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس أن الرئيس الايفواري المنتهية ولايته لوران جباجبو يعيش حاليا آخر أيامه كرئيس لكوت ديفوار. وقال وزير الخارجية الفرنسي في تصريح له أمس, إن تصميم وعناد جباجبو علي البقاء في السلطة يعد أمرا إجراميا, مشيرا إلي أن الضغوط التي تمارس عليه من الجميع ستجبره في النهاية علي الرحيل, وهذا ما تأمله فرنسا. وأضاف جوبيه أن جباجبو أصبح يعاني من العزلة التامة وحتي الدول الأفريقية تطالبه بالرحيل.