أكد الدكتور صابر وهيب, رئيس قسم جراحة الأطفال بجامعة الإسكندرية, أن نسبة التشوهات الخلقية ارتفعت بنسبة5 أضعاف خلال ال10 سنوات الأخيرة بسبب الجهل والمبيدات المسرطنة وبعض العوامل البيئية الأخري, مشيرا إلي أن القسم يجري أكثر من5 آلاف عملية جراحية سنويا ويستقبل40 ألف طفل بالعيادات الخارجية. وقال وهيب في حواره ل الأهرام المسائي إن القوافل الطبية التي ينظمها القسم سنويا جابت4 محافظات بمنطقة الدلتا ووصلت إلي ثلاث دول إفريقية من بينها تنزانيا حيث استقبلهم خلالها رئيس الجمهورية التنزاني وطالبهم بالمزيد. وأضاف وهيب أن القسم أصبح لديه مركز متكامل للعيادات وعمليات اليوم الواحد تصل إلي12 عملية يوميا بعد أن تم دعمه بعدد من الأجهزة الحديثة وإلي نص الحوار.. هل ارتفعت نسبة الحالات النادرة بين الأطفال في الإسكندرية خلال الفترة الأخيرة؟ بالتأكيد هناك زيادة في نسبة التشوهات الخلقية5 أضعاف خلال العشر سنوات الأخيرة وفق دراسة أجراها قسم الصحة وطب المجتمع بكلية الطب جامعة الإسكندرية, وهذه النسبة لها عدة أسباب منها بيئية وأخري وراثية, في الماضي كان يعزي كل شيء لزواج الأقارب ولكن اتضح أن زواج الأقارب يمثل ما بين5 إلي10% من نسبة التشوهات الخلقية. أما العوامل البيئية فهي متعددة منها نوعية الطعام وضعف الرعاية الصحية للأم أثناء الحمل, كما يؤدي انتشار الجهل وقلة التعليم إلي ممارسات خاطئة تؤثر علي الجنين وتؤدي إلي زيادة نسبة التشوهات الخلقية, لذلك نجد النسبة ترتفع بين الأشخاص الأقل تعليما وغير المثقفين صحيا عكس الأشخاص الأكثر تعليما واهتماما بالرعاية الصحية, فالنسبة في الأرياف أضعاف ما هو موجود في الحضر. ونسبة التشوهات الخلقية في محافظة البحيرة أضعاف الإسكندرية ومطروح, بسبب العوامل البيئية كما أن الاستخدام البدائي للمبيدات الزراعية بدون وسائل أمان يعد سببا رئيسيا في وجود التشوهات الخلقية, كما أن الثقافة الصحية بها تكاد تكون منعدمة كما أن الإمكانات الطبية المتوافرة بسيطة. ما أغرب حالات التشوهات الخلقية التي أجريت لها جراحة؟ حالات استخراج جنين من بطن الرضيع من أغرب الحالات التي أجريت لها جراحة, وكذلك التوءم الملتصق والذي يجذب انتباه الجميع ويجعله محط الاهتمام نظرا لغرابته, وهذا دليل علي زيادة نسبة التشوهات الخلقية نتيجة لتلوت البيئة واستخدام المبيدات المسرطنة. حدثنا عن قسم جراحة الأطفال بجامعة الإسكندرية؟ تخصص جراحة الأطفال بدأ في جامعة الإسكندرية عام1958, وهو قسم معني بجراحة أكثر من10 ملايين طفل يسكنون محافظاتالبحيرة ومطروح وكفر الشيخ, فهي لا تعد خاصة بمحافظة الإسكندرية فقط بل تخدم المحافظات المحيطة بها, حيث يتم إجراء أكثر من5 آلاف عملية جراحية سنويا, ويتردد علي العيادات الخارجية التخصصية ما يقرب من40 ألف طفل. أما وحدة الشاطبي فقد تأسست أوائل السبعينيات, وكانت تتمتع بإمكانات متميزة في ذلك الوقت إلا أنها ظلت علي حالها دون صيانة أو تجديد بالإضافة إلي قلة الموارد والظروف التي مرت بها مصر في الفترة الأخيرة, ففي ال15 سنة الأخيرة شهدت الوحدة انتكاسة كبيرة بعد تراكم هذه الأسباب كلها. حدثنا عن القوافل الطبية التي ينظمها القسم؟ تم تنظيم4 قوافل داخل مصر من بينها قافلة إلي رشيد وأخري إلي المستشفيات التابعة لوزارة الصحة في الإسكندرية شملت إلقاء محاضرات علمية وإجراء عمليات, وتنظيم ورش عمل بمستشفيات الطلبة وطوسون للتأمين الصحي ورشيد العام, وذلك بدعم من جمعية أصدقاء مرضي جراحات الأطفال والتشوهات الخلقية, ومن المقرر تنظيم قافلة إلي أسوان بنهاية هذا العام. وماذا عن القوافل الطبية إلي الدول الإفريقية؟ اجتذب القسم عقب تأسيسه طلابا من كينياوتنزانيا وجامعة أوكسفورد البريطانية مما أكسبه شهرة عالية في الجراحات النادرة للأطفال, ومن هنا بدأ التواصل مع الدول الإفريقية وخاصة دولة تنزانيا فعن طريق الأطباء الذين تلقوا تدريبا في القسم بدأوا في تدريب الأطباء في بلدانهم علي جراحات الأطفال المتقدمة. كما قام القسم بتنظيم3 قوافل طبية إلي دولة تنزانيا بمعدل قافلة كل عام تستمر لمدة5 أيام, وهذه القوافل لها هدف إنساني بمد يد العون إلي المحتاجين, كما أن لها هدفا سياسيا, وهو ما ظهر في آخر زيارة قام بها الفريق الطبي حيث اجتمعنا مع رئيس جمهورية تنزانيا والذي قدم الشكر للفريق علي القوافل التي تنظم بشكل منتظم وتوسم أن تكون بداية لإنشاء جامعة هناك, وهو الدور الذي لابد أن تقوم به مصر.