ختام ناجح لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي

تكريم6 من رموز المسرح.. ودقيقة حداد علي حتر ومهران: فرصة للتلاقي الخلاق

اختتمت أمس فعاليات الدورة23 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي الذي عاد بعد توقف أكثر من5 سنوات, وشارك في فعالياتها المختلفة من عروض وورش وندوات فكرية مبدعون من42 دولة,
وعروض مسرحية من11 دولة أجنبية هي روسيا وتشيلي وأمريكا ومولدوفا والسويد وأرمينيا ورواندا والمكسيك وإيطاليا وبولندا, والصين, و6 عروض عربية من3 دول وهي الإمارات العربية المتحدة ولبنان وتونس, بالإضافة إلي13 عرضا مصريا.
وأقيم حفل الختام مساء أمس بالمسرح الكبير بدار الأوبرا, وأخرجه المخرج الكبير ناصر عبدالمنعم, وقدمت الحفل الإعلامية جاسمين طه زكي التي قامت بعرض الإنجازات التي تحققت خلال هذه الدورة من المهرجان ومنها بروتوكول التعاون معITI وإعلان القاهرة الأول الذي يهدف إلي تأسيس شبكة تواصل بين المهرجانات المسرحية الدولية المختلفة وبناء قاعدة بيانات, وقالت عنها إنها بحق دورة استعادة الجسور بين المسرح المصري والمشهد المسرحي الدولي.
وطالب وزير الثقافة حلمي النمنم الحضور في بداية كلمته خلال الحفل بالوقوف دقيقة حدادا علي روح الكاتب الأردني ناهض حتر, ووجه الشكر لضيوف المهرجان, مشيرا إلي أن المهرجان عاد بهم وبتعاونهم, وأن الحياة دائما ممكنة وواجبة بالحوار بين الفنون والأفكار والتواصل بين المبدعين والجمهور وفي مواجهة أعداء الحياة ودعاة القتل فالفن يمنحنا الشجاعة.
وقال د.سامح مهران, رئيس المهرجان, خلال حفل الختام: استعدنا مهرجاننا العريق بما حفل به من عروض وورش وندوات كانت فرصة للتلاقي الحر الخلاق,استعدنا تشاركيتنا التي تؤكد علي أهمية الفعل الثقافي في إزالة الخلافات السياسية مهما يكن نوعها, في عالم أصبح يؤمن بالحوار والتفاعل, ويؤمن بثقافة التفاوض.
وأضاف تعددت العروض واختلفت في اتجاهاتها وتوجهاتها, ومن الطبيعي أن يثار الجدل حولها فمنها من وظف تراثه المحلي في التعامل مع أعمال كلاسيكية, ومنها من لجأ إلي حيلة الاقتصاد في تقديمها ومنها من ربط المرأة بفعل الحكي السابق علي فعل الكتابة الذي طالما ارتبط بعقلية ذكورية, ولكنها في جميعها تؤكد أنه يجب التصدي لقبح العالم بالوسائط الفنية والأشكال الجمالية فالفن يعلمنا العطاء المتبادل, لننهل فيما بعد مما أعطينا في صيرورة لاتنتهي.
وشهدت الدورة ال23 تكريم6 من رموز المسرح حول العالم, وقدمت إحدي المكرمات وهي الكاتبة والمنتجة مومبي كايجوا كلمة في حفل الختام توجهت فيها بالشكر للقائمين علي المهرجان, مشيرة إلي أنها أيقنت أن عظمة المسرح نابعة من سحره.
وقالت: علمنا معكم إننا جميعا أسرة واحدة نناضل من أجل تحقيق التواصل, وأشعر بالفخر لكوني من المكرمين في مهرجان بعيد جدا مثل مهرجان القاهرة, فنحن نعرف مصر من الأساطير القديمة وقصص الفراعنة وحتشبسوت ونحلم بزيارتها والتعرف إلي شعبها المضياف.
وألقت الممثلة والمنتجة الأمريكية ذات الأصول العربية مها شلهوي كلمة باسم الضيوف والمشاركين في الندوات الفكرية للمهرجان, أعربت فيها عن شكرها لإدارة المهرجان, مشيرة إلي أنها المرة الأولي التي تحضر فيها مهرجانا مسرحيا في الوطن العربي.
وأضافت: أنها تري أن المسرح نوع من الشجاعة فمما لا شك فيه أن خلق العمل المسرحي يتطلب قدرا كبيرا من الشجاعة وخصوصا في ظل ندرة الموارد, وقلة فرص الدعم, وإصرار الكثير من المسرحيين علي تقديم أعمال مسرحية تتحدي المجتمع بقوة مما يضعنا في موقف الخطر وتختلف هذه الظروف من فنان لآخر ومن مجتمع لآخر بل ومن لحظة لآخر, مؤكدة أن الثابت في المسرح أن الشجاعة أمر ضروري لوضع الأفكار علي الورق ثم تحويلها إلي عمل مسرحي متفجر ثلاثي الأبعاد حين نخلق عملا مسرحيا فأننا نكسو أفكارنا لحما ودما وكأننا نقف أمام حجرة مليئة بأناس يتنفسون ويعلنون أنهم هنا, وإذا امتدت هذه الشجاعة وتحلي بها جمهورنا وقبلوا الدعوة التي نوجهها لهم فإن هذا يفتح آفاقا للتواصل والتوسع بل والتحول أيضا وأكدت أن المهرجان هيأ المناخ لذلك والأهم أنه أتاح فرصة التواصل مع الآخر, فرصة مشاهدة الأعمال المسرحية خاصة من مصر والعالم العربي, ومقابلة الفنانين المبدعين القائمين عليها. وأعقب حفل الافتتاح استراحة قصيرة ثم تقديم عرض الختام المصري ياسم للمخرجة ومصممة الرقصات شيرين حجازي وفرقة دوم تك المستقلة.