يلعب الرجل والمرأة علي السواء أدوارا متعددة خلال حياتهم, تشكو المرأة أكثر خاصة لو كانت عاملة لأنها تتحمل أعباء إضافية تضطر لإحداث توازن بينها جميعا بمعايير مثالية تكاد تكون مستحيلة فتشعر بالتقصير ثم بالإحباط, أما الرجل فيركز علي دوره في العمل وينسي أو يتناسي أدواره الأخري كزوج وأب وربما ابن, فهو الأقل شكوي لكنه الأقل توازنا أيضا. خبيرة تنمية مهارات القيادة رانية أبو رابية تنصحك باتباع9 قواعد لتحقيق توازن أفضل بين نواحي الحياة المختلفة. -1 حدد النية والهدف الحقيقي من التوازن. هل التوازن هدف في حد ذاته؟ أم أنه وسيلة لهدف أكبر مثل السعادة أو تحسين نوعية الحياة؟ اسأل نفسك عن أهمية الهدف ومعناه والفائدة من تحقيقه مثل تربية أفضل للأبناء, أو الاستمتاع بالأسرة والتواصل معها, أو ممارسة الرياضة أو بر الأهل. -2 حدد معايير واقعية ممكن التعامل معاها: تأقلم مع فكرة عدم وجود الكمال, إنك لن تتمكن من عمل كل شيء بنسبة100% طول الوقت, فحدد ما يستحق أن يكون100% وما هو يمكن تحقيقه بنسبة أقل, وما هو الممكن عدم تحقيقه, فمثلا إذا كان هذا الأسبوع لديك تقرير مهما لإنجازه فليس ضروريا دعوة أقاربك علي العشاء, وإذا كان أحد الأبناء يحتاج رفقتك لسبب ما فليس ضروريا إعداد طعام الغداء المعقد, ويمكنك تأجيل موعد ممارسة الرياضة إذا كنت مضطرا لزيارة والدتك المريضة في نفس اليوم. -3 حدد مهامك يوما بيوم ورتب أولوياتك: في بداية كل صباح حدد نيتك لأهم الأشياء التي ترغب في إنجازها, الأهم من ذلك أن تشرك من حولك, فمثلا في البيت اتفق مع أولادك علي إنهاء واجباتهم وترتيب غرفهم مقابل قضاء وقت محدد معهم بعد الانتهاء من اجتماعك المهم الذي سيجعلك تتغيب طويلا, لاتفترض أنهم سيفهمون وحدهم ويرتبون أمورهم تلقائيا. -4 ركز علي الكيف وليس الكم: نصف ساعة تقضيها بتركيز علي عمل شيء هي أفيد من ساعات تقضيها لإنجاز نفس الشيء وأنت شارد أو متوتر, فمثلا ليس مهما قضاء يوم بكامله مع زوجك, قضاء ساعة واحدة في حديث شيق يكفي, الخروج مع الأبناء مرة في الشهر دون إلكترونيات ولا كلام في واجبات وتمارين, يغني عن الخروج كل أسبوع. التواصل الجيد الصحيح يخلق المودة والرحمة والسعادة ويجدد الطاقة. -5 اعتمد علي الجداول لإنجاز المهام الروتينية في حياتك: حتي لا يضيع وقتك حدد مهامك الروتينية واكتب جداول بالخطوات المتكررة لك ولأسرتك وأيضا لفريق عملك وعلمهم استخدامها, فهو يسهل المهام ويصفي مكانا في المخ لأشياء أهم تركز عليها طاقتك الإبداعية, فمثلا اجعل روتينا لتحضيرات المدرسة, روتينا للتحضير للنوم, روتينا للتنظيف, جدولا أسبوعيا للغداء وقائمة طلبات أسبوعية للبيت, وهكذا في العمل روتين تحضير للورش التدريبية وروتين متابعة العملاء وروتين تقييم الأداء وهكذا. -6 بسط الأمور بدلا من تعقيدها: في حياتك اليومية أشياء تفعلها بحكم العادة أو لإرضاء الناس, نقح المهام مما لا لزوم له, بسط ملابسك وطعامك ومجاملاتك وأعمالك وارتباطاتك, افعل هذا تدريجيا بتبسيط شيء واحد كل شهر وابدأ بالأسهل وتذكر قاعدة تفويض شخص آخر بدلا منك للقيام بالعمل حتي لو كان سيؤديه بنسبة70% فليست كل الأمور تتطلب الأداء بكفاءة100%. -7 حدد أهدافا لحياتك الأسرية, ومثلها لعملك: في آخر رحلة العمر لا نندم علي وظيفة تركناها ولا سيارة لم نقم بشرائها, لكن نندم علي عبادة أو تواصل أهملناه, أو وقت لم نقضه مع من نحبهم, أو مهارة وقيمة لم نعلمها لأولادنا. -8- حدد مدة استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعي: احسب الوقت الضائع في قراءة ومتابعة رسائل الإيميل والفيس بوك وغيره ستجده يفوق توقعاتك, هذا غير الشرود والطاقة السلبية التي تتسبب بها المقارنات اللا إرادية التي تعقدها بين حياتك وحياة الآخرين لذلك حدد وقتا لمتابعة أولوياتك علي تلك المواقع, وافرض قواعدك علي أبنائك ورفقاء العمل. -9 كن رءوفا بنفسك: * تعلم ألا تحمل نفسك فوق طاقتها باستمرار واعتمد علي مساعدين سواء في البيت أو العمل. * تعلم كيف تقول لا, للناس وللأعمال وللطلبات التي ليست من صميم اهتماماتك, الدراسات تخبرنا أن الأشخاص الناجحين يقولون لا أكثر مما يقولون نعم. * تعلم الاستمتاع بإجازة حقيقية دون مداخلات ولا إيميلات ولا مكالمات عمل. * علم أصحابك وزملاءك احترام حدودك وحدود عطاءك.