خرجت من المياه بصحبة أصدقائي من هواة الغطس بالأنابيب من أعماق مياه البحر الأحمر الرقراقة ونحن نسبح الخالق علي بديع كائناته..شاركني السعادة في تأمل تلك المخلوقات ذات الألوان الخلابة سبع سيدات وثلاثة رجال من جنسيات مختلفة.. لغة الإشارات تحت الماء, للحاصلين علي ترخيص الغطس الدولي, تغني عن كل اللغات خاصة عند التعامل أثناء رحلة ما وراء أمواج البحار. وفي طريق العودة إلي عالم البشر المتفرد لم تتوقف الابتسامات والضحكات علي المغامرة البحرية الشيقة التي قمنا بها. ومن بعيد, لاحت لنا وجوه الأزواج والأصدقاء والأبناء والغرباء, من المصريين والأجانب, الذين تكدس بهم المكان في إجازة عيد الأضحي. وظللنا نتفرس الوجوه علنا نجد من خلفناهم في نفس المكان قبل شد الرحال إلي ملكوت الله أي منذ أكثر من ست ساعات متواصلة. فإذا بهم متسمرين في أماكنهم غارقين في عرق العافية, تعرفهم من تكشيراتهم التي لا تتناسب مع المايوه الديكور الوحيد الثابت الملازم للشواطيء وحمامات السباحة. ولا أدري لماذا جال بخاطري كلمات الأستاذ سامي خير الله الذي كتب مقالا في الأهرام يتحدث فيه عن المرأة المصرية التي تجلس في المقاعد والصفوف الأولي في عالم النكد..فيقارنها بمثيلتها الفلسطينية الولود والسورية المبدعة واللبنانية المتجملة والتونسية والمغربية. أتفق معك تماما سيدي في أن المرأة الفلسطينية لا تكف عن الإنجاب كواجب قومي..واللبنانية لا تكف عن تجميل الشفاه والصدر من مصاري الزوج المغلوب علي أمره..والسورية أصبحت لاجئة تبحث عن سقف ولقمة ولو حتي مع زوج مصري لم تكن لتعره انتباها قبل الحرب لسمعته السلبية في التعامل مع زوجاته..والمغربية تفضل الفرنسي..والتونسية لا ترغب في العيش في مصر. أما فيما يتعلق بجينات النكد لدي المرأة المصرية, فهذه أكبر أكذوبة ذكورية يتخفي خلفها الزوج البخيل والجاهل والمنافق والمزواج والسكير والكذوب والمقامر بحياته وحياة أفراد أسرته..فالزوجة المصرية هي الوحيدة التي تقبل الحياة مع شريكها تحت بئر السلم وفوق أسطح المنازل وأحيانا في كوخ بصحاري جدباء تفترش الأرض وتلتحف السماء.. فالسيدة المصرية, كما ذكرت د.سامية خضر أستاذ علم الاجتماع, توصم بالعانس إذا لم تتزوج..وتتحول إلي اللعوب إذا ما طلقت..وهي الجدباء إذا لم تنجب..والأرنبة إذا أنجبت كثيرا..والمسترجلة إذا نزلت إلي العمل..والجاهلة إذا بقيت في المنزل. الجميع يحكم عليها مسبقا بدءا من الجيران وانتهاء بالأهل وحتي الأحباب..وربما تكون النتائج المترتبة علي النكد من فرز هرمونات الانفعال والتعرض للإصابة بالذبحة الصدرية أو الجلطة الدماغية هي ما دفعت الجمعية العامة للأمم المتحدة, لاعتبار تحطيم معنويات شخص آخر جريمة في المبادئ العامة لحقوق الإنسان..ومنذ عام1993 بدأت بعض الدول اعتبار التنكيد علي الشريك جنحة يعاقب عليها القانون. وفجأة أفقت من أفكاري التي لا أجرؤ علي البوح بها في مجتمعنا الذكوري علي صوت أجش خرج من فم لا تكاد تراه من كثافة شاربه صاعدا من معدة, تنتفخ بما لا يقل عن خمسة سنتيمترات كل يوم, آمرا ناهيا علي الطريقة الشرقية وهو يسحق آخر ذرة من البطاطا المقلية علي الطريقة الفرنسية, ويبدأ في الآيس كريم المعد علي الطريقة الإيطالية:مش خلصنا بقي من موضوع البحر والضحك اللي علي الفاضي والمليان ده! يللا علشان نلحق الأوبن بوفيه, حأموت من الجوع! وكتمت في نفسي آخر خاطر جال بفكري وهي إحصائية, للباحثة فادية أبو شبيهة بالمركز القومي للبحوث تؤكد أن السيدات المصريات تفوقن بنسبة28% علي الأمريكيات(23%).. والبريطانيات(17%).. والهنديات(11%) في ضرب الزوجات لأزواجهن دفاعا عن النفس ضد العنف الأسري.قولا وفعلا! [email protected]