نيران الثأر

اجتاحت دوامة الثأر عائلتي عبد العال والمعبدي التي دقت طبولها منذ ثماني سنوات أتت خلالها علي الأخضر واليابس, حيث عاني أفراد العائلتين من الرعب عندما نشبت الخلافات بينهما والتي بلغت حصيلة قتلاها منذ اندلاعها عام2008 حتي اليوم خمسة من زهرة شباب العائلتين وإصابة ثلاثة آخرين بالإضافة إلي مقتل شخص آخر لا ينتمي للعائلتين حيث تصادف وجوده في مكان الحادث.
ترجع خلفية الصراع بين العائلتين عندما قامت عائلة المعبدي بقتل المقدم محمد وشقيقه محمود من عائلة عبد العال سنة2008 واتهم فيها ستة أفراد من عائلة المعبدي حكم علي خمسة منهم بالإعدام من بينهم شقيقين وتمت تبرئة المتهم السادس حيث قام أهالي المتهمين بالنقض علي الحكم وتم قبول النقض.
وعلي الرغم من صرامة الحكم الصادر, إلا أنه لم يكن رادعا للطرفين حيث سرعان ما تجددت المناوشات بينهما والتي أسفرت عن مقتل احد أفراد عائلة عبد العال.
الأمر الذي أشعل النار في قلوب عائلة عبد العال التي فقدت ثلاثة من خيرة شبابها وأصرت علي الانتقام لتشفي غليلها وتذيق عائلة المعبدي مرارة الثأر وحتي يتمكن أفرادها من رفع رءوسهم بين أهالي قرية جزيرة طما والقري المجاورة وبالفعل تمكنوا من قتل احد أفراد عائلة المعبدي.
لم تقنع بذلك, بل أرادت الثأر لقتلاها بضربة أخري تكون موجعة وتترك أثرا كبيرا لدي أفراد عائلة المعبدي ورأت أن ذلك لن يتحقق إلا باستهداف أحد كبار العائلة من ذوي الرأي والمشورة بها واستقر الأمر بهم إلي استهداف مظهر لكونه صاحب الكلمة العليا بعائلة المعبدي حتي تكون مصيبتهم كبيرة.
وأمس تربص بعض أفراد عائلة عبد العال بمظهر وشقيقه عرفان وأمطروهما بوابل من الرصاص أودي بحياة مظهر وإصابة شقيقه.
تم نقل الجثة والمصاب للمستشفي, وأخطرت النيابة فصرحت بدفن الجثة بعد تشريحها وسؤال المصاب بعد تماثله للشفاء وقررت سرعة تحديد وضبط الجناة والسلاح المستخدم في الواقعة وباشرت التحقيق بإشراف المستشار هاني الجوهري المحامي العام لنيابات شمال سوهاج.
كان اللواء مصطفي مقبل مساعد وزير الداخلية مدير امن سوهاج قد تلقي بلاغا من العميد جلال أبو سحلي مأمور مركز شرطة طما يفيد بمقتل شخص وإصابة آخر بقرية جزيرة طما.. فانتقل علي الفور العميد خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لمكان البلاغ لكشف ملابسات الواقعة وتحديد هوية المجني عليهم وتبين مقتل مظهر58 سنة وإصابة شقيقه من أفراد عائلة المعبدي وأشارت التحريات إلي وجود خصومة ثأرية بين عائلة المجني عليهم و عائلة عبد العال منذ أكثر من ثمان سنوات وتجددت أكثر من مرة وتواصل أجهزة الأمن تحديد المتهمين في الواقعة والسلاح المستخدم تم نقل الجثة والمصاب للمستشفي, وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيق.