علي هامش فعاليات الدورة32 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط, عرض أمس الفيلم السوري أنا وأنت وأمي وأبي, الذي يرصد تفكك الشعب السوري بسبب الاختلافات العقائدية والسياسية التي تقع داخل الأسرة الواحدة, وظهرت في سوريا عقب قيام الثورة وإستغلالها من قبل بعض الجماعات. وعقب عرض الفيلم أقيمت الندوة بحضور الفنانة سوزان نجم الدين بطلة الفيلم التي بدت متأثرة وغلبت عليها دموعها حتي بعد بداية الندوة, بينما اعتذر المخرج الفيلم عبد اللطيف عبد الحميد لظروف خاصة. وقالت سوزان إن العمل ليس مجرد فيلم ولكنه عبارة عن تفاصيل6 سنوات من الألم والوجع, مضيفة سرقنا بعض لحظات الفرح أحيانا لكن الألم غلب علي حياتنا, ولا يوجد هناك شخص لم يخسر من روحه أو أولاده أو من أي شئ, كل شئ كان يبكي في سوريا. وأضافت أن أكثر ما وجعها هو الطائفية التي أثرت علي الناس, موضحة أن المهم في الإنسان هو أخلاقه وتعامله مع من حوله, موجهة رسالة لمن وصفتهم بالجهلة والبعيدين عن الإيمان والمنطق, قائلة أن قشور الحضارة التي ارتدوها وقعت وانكشفت حقيقتهم ورجعوا لبيئتهم الحقيقية. وأشارت إلي أن الرسالة التي يوضحها الفيلم هي أن الحب هو الذي سينتصر, وسوريا والبلدان العربية كلها ستعود كما كانت, ووجهت رسالة لكل أم وأب وكل عائلة مفادها أن التربية الأساسية التي يتلقاها الطفل هي التي تستمر معه لنهاية حياته, وطلبت من كل أب وأم عدم تأسيس عائلة إذا لم يكن لديهم القدرة علي تربية أطفالهم. وأوضحت أن المخرج إستطاع أن يعود بها لكل لحظة مرت علي سوريا في الست سنوات الماضية, مؤكدة أنها أكثر من توجعت لأنها عاشت تلك اللحظات في الحقيقة, مضيفة بأن ظروف التصوير كانت صعبة, حيث كان يتم التصوير وسط التفجيرات والعواصف, وعلي قدر التعب والمعاناة التي تعرضوا لها أثناء تصوير الفيلم إلا أن النتيجة النهائية والصورة الأخيرة للفيلم عوضت فريق العمل عن تلك المعاناة. وقالت المخرجة إنعام محمد علي أن الفيلم يعبر عما يحدث في كل بلد عربي, فكل عائلة شهدت انقسامات داخلها, والأمر يحدث في كل الدول العربية وليس في سوريا فقط, مؤكدة أنها تتحدث عن واقع لمسته من خلال الخلافات بيني وبين أولاد أشقائي, فالكثيرين انخدعوا, وأريد أن أقول أنه لو تم تقسيم سوريا ستضيع مصر والعالم العربي بأكمله. فيما تمني الناقد طارق الشناوي حضور مخرج الفيلم عبد اللطيف عبد الحميد لمناقشته في بعض أرائه حول الفيلم, مؤكدا أن غياب الديمقراطية عن العالم العربي كانت سبب في قيام الثورات, فالثورة السورية في بدايتها كانت سلمية قبل ان يستغلها بعض الجماعات المسلحة والإرهابية. كما أقيمت ندوة لتكريم المنتج الكبير محسن علم الدين, بحضور مجموعة كبيرة من صناع السينما, علي رأسهم المنتج فاروق صبري, المخرج عمر عبد العزيز, الناقد طارق الشناوي. وقال علم الدين إنه يفخر بكل الأعمال الفنية التي قدمها للجمهور, سواء كمنتج فني أو مدير إنتاج, مثل أفلام إحنا بتوع الاتوبيس, الصعود إلي الهاوية, وغيرها من الأفلام الهامة التي تركت علامة كبيرة في مسيرته الفنية. وأضاف أنه صور العديد من الأفلام في دول تونس والمغرب وعدد من البلدان العربية المختلفة, وكل ذلك كان مجانا, بسبب رغبتهم في تشجيع صناعة السينما علي أراضيها, مؤكدا أن الدولة مسئولة عما وصلت إليه صناعة السينما في مصر, وذلك بسبب إهمالها للصناعة, مما ترتب عليه وصول تلك الصناعة المهمة إلي حالة من الفوضي والعشوائية كما نراها الآن. وخلال المؤتمر تحدث مجموعة من صناع السينما, بينهم المنتج فاروق صبري الذي حضر الندوة وأكد أن المنتج محسن علم الدين معروف عنه أنه رجل إنسانيات في المقام الأول, ويقف بجانب الجميع من أبناء صناعة السينما, وكان دائم الحرص علي خروج الأفلام التي ينتجها لنفسه أو ينتجها لغيره في أفضل شكل ممكن, مؤكدا علي حبه للسينما ولصناعتها بغض النظر عما إذا كان هو صاحب العمل أم لا. وقال المخرج عمر عبد العزيز, إن المنتج محسن علم الدين يعتبر وزير الشئون الاجتماعية لكل أصدقائه كما هو معروف عنه, وأوضح أنه يعرف المنتج محسن علم الدين منذ40 عاما وتربطهما علاقة صداقة وطيدة. وأقيمت أيضا علي هامش فعاليات المهرجان ندوة بعنوان القدس في السينما العربية بحضور حلمي النمنم وزير الثقافة, بجانب إيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطيني والأمير أباظة رئيس المهرجان كما حرص عدد من الفنانين علي حضور الندوة, ومن بينهم الفنان سامح الصريطي, والكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن والفنانة سميرة عبد العزيز وفاروق صبري رئيس غرفة صناعة السينما وآخرون. وأكد النمنم خلال الندوة علي دعم الحكومة للسينما وأن البعض اختلط عليه الأمر في فكرة دعم الحكومة للسينما بخمسين مليون جنيه, خاصة وأن هذا المبلغ ليس ضخما مضيفا أن كل ما في الأمر أنه تم زيادة ميزانية المركز القومي للسينما الخاصة, بدعم الأفلام من عشرين مليون جنيه إلي خمسين مليون. وأوضح الوزير أنه طلب من أحمد عواض رئيس المركز القومي للسينما, دعم الأفلام التسجيلية والأفلام التي تميل إلي الوثائقية. وأهدي الامير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي خلال الندوة درع المهرجان للدكتور إيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطيني, بالإضافة إلي إهداء المهرجان درع لوزير الثقافة حلمي النمنم. ومن جانبه, قال إيهاب بسيسو, إن سعادته لا توصف لاهتمام المهرجان بالقدسوبفلسطين طالبا من كل العرب ألا ينسوا فلسطين وأن يبقوا دائما بجوارها.