أعجب لكثير من الناس الذين لا يكفون عن السخرية ليل نهار وحينها اسأل نفسي سؤالا دائما ما يخطر ببالي وهو: لماذا يسخر الناس من كل شيء؟ فهؤلاء الناس يسخرون من كل شيء وأي شيء يخطر لهم السخرية منه, حتي إنهم يسخرون من التاريخ والأمجاد والسياسة والأخلاق والقيم الرفيعة وهذا يدل علي أننا بدأنا نسخر من كل هذا لمجرد السخرية ويبرر هؤلاء الأشخاص ذلك بأنهم يمزحون وأنهم لا يقصدون بذلك السخرية. فأقول لهم أن لكل شيء احترامه ولا يجب أن نمزح ونستهزئ من القيم والأخلاق والتاريخ فإذا كنا نعيش حياة صعبة ومرة يدب فيها الفساد والشر فليس معني ذلك السخرية منه وإذا كنا نعيش واقعا سيئا فلا يجب أن نسخر منه. فهل ستعيد لنا السخرية القيم التي ضاعت؟ هل ستعيد لنا مكارم الأخلاق؟ هل ستعيد لنا احترامنا لأنفسنا؟ هل ستعيد لنا أمجاد الماضي؟؟ كلا لن تعيد لنا كل هذا. فلماذا نسخر ونستهزئ ونمزح وهل سيحل هذا ما أصابنا من مصائب وكربات؟ لا والله لن يصلح ما نفعله شيئا مما أصابنا. أريد أن أقول فلنكف عن السخرية ونستبدلها بتبديل وتغيير هذا الواقع الذي نعيشه, ولكن كيف ذلك؟ بالعمل وتحسين المناهج الدراسية وتعليم الأجيال القادمة احترام جميع المثل والقيم والأخلاق الكريمة واحترام التاريخ حتي تعود لنا أمجادنا وكل ما نحلم به لبلادنا الحبيبة مصر فإن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.