غيرت اعتداءات11 سبتمبر2001 وجه امريكا إلي الابد وقلبت عملها الدبلوماسي وسياستها الامنية لتبقي الولاياتالمتحدة في حرب دائمة ضد الارهاب الجهادي منذ15 عاما بدون ان تنجح في وضع حد للفوضي في الشرق الاوسط, فيما دعا الرئيس اوباما الامريكيين أمس الي البقاء متحدين في مواجهة هجمات الجهاديين في انتقاد جلي للمرشح الجمهوري الي البيت الابيض دونالد ترامب, بعد15 عاما علي هجمات11 سبتمبر.2001 قال اوباما في كلمته الاسبوعية التي بثت اذاعيا وعبر الانترنت عشية الذكري15 للاعتداءات في مواجهة الارهاب, طريقتنا في الرد ترتدي اهمية كبري. اضاف لا يمكننا الاستسلام لافراد قد يخلفون بيننا. لا يمكننا الرد باساليب تؤدي الي تفتت نسيج مجتمعنا. لان تنوعنا وترحيبنا بجميع الكفاءات ومعاملتنا للجميع بانصاف بغض النظر عن العرق او الجندر او الاثتنية او المعتقد, جزء مما يجعل بلدنا عظيما, ويجعلنا كذلك اشداء.. واقر اوباما بان التهديد الارهابي تطور بعدما كان اعتبر في يناير ان تنظيم داعش لا يشكل تهديدا وجوديا لامتنا. واضاف في افغانستانوالعراقوسوريا ومناطق اخري, سنقاتل من دون هوادة المنظمات الارهابية مثل القاعدة وتنظيم داعش. سندمرها وسنواصل القيام بكل ما في وسعنا لحماية بلادنا. والرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يحكم منذ يناير2009 رفض كل نزعة تدخلية عسكرية في الحروب في العالم العربي وحاول مصالحة امريكا مع البلدان الاسلامية, لكنه يترك الولاياتالمتحدة في حالة نزاع متواصل مع الارهاب, كما يقول الخبراء. وسيبقي اوباما الديموقراطي الذي سيغادر البيت الابيض في يناير, الرئيس الذي اخرج البلاد من حربي العراقوافغانستان المدمرين اللتين بدأهما سلفه الجمهوري جورج بوش الابن ردا علي اسوأ اعتداءات في التاريخ وتحت راية الحرب العالمية علي الارهاب. وقالت تمارا هوفمان ويتس مديرة الابحاث في معهد بروكنيجز, في احد المنتديات انه بعد15 عاما علي11 سبتمبر والحروب في الشرق الاوسط وتمدد تنظيم داعش والتشدد والاعتداءات في اوروبا وامريكا تمنع كلها دفن فكرة الحرب العالمية علي الارهاب. ففي الواقع, ما زالت القوة العظمي الاولي في العالم تشارك عسكريا بشكل محدود او بدعم لوجستي في عدد من الجبهات: في سورياوالعراق ضد التنظيم, وفي افغانستان وليبيا واليمن والصومال ونيجيريا في مواجهة مجموعة من حركات التمرد. وقال حسين ايبش الباحث في معهد دول الخليج العربية في واشنطن لوكالة فرانس برس ان اوباما يعتقد انه يجب تجنب الحروب الكبيرة التي تؤدي الي تفاقم الازمات. وبالعكس, ادخل قائد الجيوش الامريكية الديمقراطي عسكرييه في عصر جديد هو عصر الطائرات بلا طيار والقوات الخاصة وتأهيل جيوش محلية. والكلفة لذلك محدودة بعد مقتل5300 جندي اميركي وجرح خمسين الفا آخرين وانفاق1600 مليار دولار بين2001 و2014 في العراقوافغانستان, حسب الكونجرس. وبلغت هذه السياسة العسكرية لاوباما ذورتها في مايو2011 عندما قتلت قوات خاصة اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي تبني اعتداءات11 سبتمبر, في منزله في باكستان. لكن ايبش يري ان هذا الاستخدام المحدود للموارد العسكرية يشبه حربا لا تتوقف. رأي المحلل ان الامر حتي اكثر من حرب دائمة لان الموارد العسكرية المحدودة لا يمكن ان تغير شيئا من حالة عدم الاستقرار في النزاعات الاقليمية, مشيرا الي ان ادارة اوباما قبل بان تكون الفوضي الحالية غير قابلة للحل. وقالت الباحثة في العلوم السياسية في باريس ايمي جرين لفرانس برس انه بعد15 عاما علي اعتداءات11 سبتمبر الرد العسكري ليس الرد الجيش لان الارهاب لا يشكل تهديدا وجوديا. وذكرت جرين بانه لم يحدث هجوم علي الارض الاميركية بالحجم نفسه مثل اعتداءات11 سبتمبر التي اودت بحياة نحو ثلاثة آلاف شخص. وقال مدير السي آي ايه جيمس كومي انه في نظر الاف بي آي, التهديد الذي سيهيمن في السنوات الخمس المقلبة سيكون تأثير سحق الخلافة التي اعلنها تنظيم داعش.