في العام1953 اختارت مجلة ناشيونال جيوجرافيك موضوع الحج ومناسكه موضوعا رئيسيا لها ونشرت عدة صور تنقل لنا مناسك الحج بداية من دخول الأراضي المقدسة حتي نهاية الشعائر, تظهر الصور القديمة التطور الذي حدث في شكل أداء مناسك الحج مع الحفاظ علي أساسياته, فقد اختلفت عن الآن طرق السفر إلي الحج والانتقالات بين المناسك والوقوف بعرفة وجاء هذا التغير أو التطور كي يناسب زيادة أعداد الحجيج وتوفير الراحة لهم أثناء قيامهم بالمناسك المختلفة المتعلقة بالحج. كان السفر عن طريق الطيران ما زال في بداياته وكان مكلفا جدا فكانت وسيلة البواخر هي أهم وسيلة للسفر لأداء مناسك الحج. وكان عدد قليل جدا من الحجيج يستطيع استقلال الطائرات للسفر لأداء مناسك الحج أما الآن فأصبح النقل الجوي هو الوسيلة الرئيسية لكثير من الحجاج كانت ومازالت تستخدم الحافلات لتنقل الحجيج بين المناسك مع التطور في صناعة الحافلات وإدخال بعض التعديلات علي هذه الحافلات لتوفير الراحة للحجيج وقد أدخلت المملكة مؤخرا سيارات الجولف لنقل المرضي وكبار السن والمعاقين. حول المسجد الحرام كانت تنتشر الكثير من المناطق الأثرية والسكانية وتمت العديد من التوسعات حول الحرم وتم بناء العديد من الفنادق تنزل بها أفواج الحجيج. كما تم توسعة الشوارع المحيطة بمناسك الحج حتي تلائم أعداد الحجاج الذي يزيد عددهم كل عام. قديما كان يسمح للحجيج بدخول الكعبة من باب واحد أو بابين ومع الوقت تمت زيادة الأبواب عن طريق توسعة الحرم خلال السنوات الأخيرة. توسعة الحرم سمحت بعدد أكبر من المصلين داخل وخارج الحرم. كانت ساحة الحرم مكونة من طابق واحد أما الآن فقد تم عمل عدة طوابق داخل الحرم تجنبا للزحام والتدافع. قديما كان في إمكان الحجيج دخول الكعبة من الداخل, ولكن الآن أصبح من الصعب أو من المستحيل السماح للحجيج من دخول الكعبة, نظرا للأعداد الضخمة التي تأتي للحج. قديما كان الطواف أسهل بكثير حول الكعبة, نظرا لقلة عدد الحجيج بالمقارنة بما عليه الآن. في السابق كانت الأسواق تحيط بأماكن مناسك الحج وكانت عبارة عن باعة جائلين يفترشون الأرض وكانت هذه الأسواق المتجولة تسبب عقبة في طريق الحجيج فتم إنشاء أسواق منعزلة عن طريق الماسك وأصبحت محلات مستقلة ومقننة أما عن وسيلة التنقل بين مناسك الحج المختلفة ففي فترة الخمسينيات كانت تستخدم العربات التي يجرها الخيل واستبدلت الآن مكانها الحافلات إلي جانب العجلات الصغيرة التي يستقلها كبار السن والمعاقون. سوق الأغنام والأضاحي كانت في السابق تنتشر بصورة عشوائية ولكن الآن أصبحت هناك أسواق خاصة لاختيار واختبار الأضاحي الخاصة بالحجيج أما عن طعام الحجيج فكان يتم إعداده في الهواء الطلق حيث تذبح وتطبخ الأضاحي والأطعمة المختلفة ولكن الآن أصبحت هناك مطاعم خاصة تقوم بإعداد الطعام لضيوف الرحمن. كان الحجيج يبيتون بجوار الأضاحي من إبل وغنم في مكان واحد ولكن الآن أصبحت هناك خيام للمبيت والسكني أثناء مناسك الحج. رمي الجمرات كان يتم في مكان محدود أيام التشريق ومع زيادة أعداد الحجاج تمت توسعة مكان رمي الجمرات وإقامة جسور للوصول إلي مكان رمي الجمرات تفاديا للزحام. وعن حرارة الجو كان الحجيج يستخدمون المظلات العادية التي لم تكن في استطاعتها الحماية من حرارة الجو فكانت تحدث الكثير من الوفيات وحالات ضرات الشمس. واستحدثت المملكة العربية السعودية هذا العام المظلة الذكية فقد ابتكر سعودي وفلسطينية مظلة ذكية بهدف التخفيف من مشقة الحجاج خلال أدائهم هذه الفريضة الإسلامية. وتم تزويد المظلة بنظام شمسي وبنظام تحديد المواقعGPS, وبمروحة مثبتة ومصباح, فضلا عن تزويدها بثلاثة مخارجUSB مختلفة لشحن الهاتف المحمول والكمبيوتر اللوحي وبعض الأجهزة المحمولة الأخري.