أخيرا استطاع الاتحاد المصري للكرة الطائرة أن يوهم الرأي العام الرياضي بأنه يسير علي الطريق السليم من خلال التظاهرة الإعلامية التي قام بها للترويج لفوز آنسات مصر بالبطولة العربية للكرة الشاطئية التي احتضنتها المغرب خلال الفترة من28 أغسطس حتي4 سبتمبر الحالي, ومن قبلها فوز منتخب الناشئات تحت18 سنة بالبطولة الإفريقية التي أقيمت في مدينة ماهاماسينا مدغشقر من19 إلي21 أغسطس الماضي وذلك في محاولة للتغطية علي ما يتعرض له الاتحاد برئاسة الدكتور فؤاد عبد السلام من انتقادات واسعة بعد الفشل الأوليمبي الأخير في ريو دي جانيرو وفتح ملف ما تم إنفاقه علي الاتحاد ومنتخبي الرجال للصالات والآنسات للشاطئية اللذين شاركا في منافسات اللعبة بالدورة الأوليمبية والذي وصل لما يقرب أو يزيد علي7 ملايين جنيه. فقبل الخوض في ملايين الاستعداد الوهمي للأوليمبياد الذي كان محصلته المركزين الأخير وقبل الأخير في منافسات ريو دي جانيرو, نتعرض أولا للبطولة الإفريقية التي استضافتها مدغشقر والتي شهدت مشاركة3 منتخبات فقط هي مصر ومدغشقر وموريشيوس, وهو الأمر الذي يؤكد أنها بطولة ضعيفة المستوي أحجب عنها المنتخبات الإفريقية الكبيرة في طائرة الآنسات مثل كينيا والجزائر وتونس والكاميرون ونيجيريا. أما فيما يتعلق بالبطولة العربية للكرة الطائرة الشاطئية والتي أقيمت الأسبوع الماضي بالمغرب بمشاركة3 دول فقط هي مصر والمغرب والسودان وهو الأمر الذي دفع بمسئولي الاتحاد العربي للسماح بمشاركة أكثر من منتخب ممثل للدولة وإقامة المنافسات بنظام الدوري من دورين لتتاح الفرصة أمام كل فريق لخوض ثماني مباريات, حيث لعبت المغرب بفريقين وكذا مصر فيما شارك المنتخب السوداني بفريق واحد. هذه المشاركة المتعلقة بالبطولة العربية فقط كلفت وزارة الرياضة والدولة آلاف الدولارات كمصاريف اشتراك وإقامة ومصروف جيب, هذا بخلاف مصاريف الطيران, بعثة تضم ما يقرب من عشرة أشخاص ترأسها نور زكي عضو مجلس إدارة الاتحاد المعين, في وقت الدولة كلها تعاني أزمة في العملة الصعبة, تدفعنا للسؤال عن المردود الذي هدف منه اتحاد الكرة الطائرة للمشاركة من الأساس, وكذا المشاركة بفريقين ببطولة غير مؤهلة لأي بطولات دولية ولا مفيدة من حيث المستوي الفني والاحتكاك بدليل حصول الفريقين اللذين مثلا مصر علي المركزين الأول والثالث, اللهم إلا إذا كان هناك ترتيبات خاصة بالجمعية العمومية القادمة للاتحاد العربي ورغبة من جانب رئيس الاتحاد في الوجود بمنصب متميز بمجلس إدارة الاتحاد العربي. وإذا كان رد الاتحاد ومجلسه المبجل برئاسة الدكتور فؤاد عبد السلام فإن المشاركة هدفها تقوية أواصر العلاقات العربية وما إلي ذلك من كلام رنان عن البعد السياسي والمهم للمشاركة, فمن الممكن أن يكون السؤال التالي: ولماذا لم تشارك بفريق للرجال بجانب فريق الآنسات لتقديم هذا البعد خاصة أن البطولة التي احتضنتها المغرب كانت في فئتي الرجال والآنسات, بل إن مشاركة الدول العربية في منافسات الرجال كانت رائعة ووصل عدد الفرق الموجودة إلي ما يزيد علي12 فريقا, بمعني أن الوجود بمنتخب للرجال كان أفضل علي المستوي الفني والسياسي والاجتماعي والثقافي وغيره؟!. والسؤال الأخير للمهندس خالد عبد العزيز, وزير الشباب, عن صمته إزاء إنفاقه بواقع صلاحيات منصبه لما يقرب من7 ملايين جنيه علي إعداد الطائرة للأوليمبياد, ومنتخب الرجال للصالات لم يخرج في معسكر بسبب انتظام مباريات الموسم المحلي وما تخلله من المشاركة بالبطولتين العربية والإفريقية, بالإضافة لخوضه قبل الأوليمبياد مباشرة منافسات الدوري العالمي التي يتحمل الاتحاد الدولي تذاكر الطيران الخاصة بها والإقامة وكذا مصروف الجيب للاعبين, فما هي البنود التي تم إنفاق هذا المبلغ الكبير فيها, حيث لا يعقل أن تكون بنود السفر لأعضاء المجلس والمقربين منهم من موظفي الاتحاد بالأوليمبياد وما قبلها وما بعدها تكلفت هذا المبلغ الخيالي؟!.