تحولت مدينة داريا التي تقع في ريف دمشق إلي مدينة أشباح بعد عملية الإخلاء الكامل يوم الجمعة الماضي بموجب اتفاق سلم المدينة بشكل فعلي للحكومة. ولا يزال مستقبل المدينة وما إذا كان المدنيون سيعودون إليه غير معلوم وبدأت حافلات محملة بالناس ترحل عن داريا يوم الجمعة وتحولت داريا إلي مدينة أشباح الآن تصطف فيها المباني المنهارة والحطام في مشهد يجسد منطقة عانت بشدة من حصار وحشي لمدة أربع سنوات. ومن المباني المدمرة مزار شيعي يعرف باسم السيدة سكينة وهو من أهم المزارات الشيعية وتوغلت قوات مدعومة من تركيا في عمق الأراضي السورية أمس مما أثار انتقادات من الولاياتالمتحدة التي تشاركها عضوية حلف شمال الأطلسي والتي قالت إنها تشعر بالقلق من أن يكون الصراع علي الأرض قد حاد عن استهداف تنظيم داعش. وفي بداية الهجوم التركي عبر الحدود المستمر منذ أسبوع وحتي الآن وفرت الدبابات والمدفعية والطائرات المقاتلة التركية لحلفائها من المعارضة السورية قوة النيران اللازمة للسيطرة السريعة علي بلدة جرابلس الحدودية من تنظيم داعش. ومنذ ذلك الحين تقدمت القوات التركية بالأساس داخل أراض تسيطر عليها قوات متحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية وهو تحالف يضم وحدات حماية الشعب الكردية وتدعمه واشنطن في قتال التنظيم الإرهابي. وقال بريت مكجورك المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف المناهض لداعش نريد أن نوضح أننا نري هذه الاشتباكات في المناطق التي لا وجود لداعش بها غير مقبولة ومبعث قلق بالغ. ونفي نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش امس وجود أي نية لإبقاء القوات التركية داخل الأراضي السورية, مؤكدا أن بلاده لم تشن أي حرب من خلال توغلها في شمال سوريا. وقال قورتولموش خلال مؤتمر صحفي له في اسطنبول, أوردته قناة( سكاي نيوز) الإخبارية إن تركيا ليست دولة احتلال, ولم تشن حربا, وأن كل الأطراف المعنية بما في ذلك حكومة دمشق كانت تعلم بعملية درع الفرات, وروسيا أبلغتها نحن علي ثقة من ذلك. ودعت وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون) امس مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا إلي الانسحاب فورا إلي شرق نهر الفرات. وقال البنتاجون في بيان أوردته قناة( سكاي نيوز) الإخباري إن غياب التنسيق في التحركات الميدانية يعطي تنظيم داعش فرصة لتخطيط وتنفيذ عمليات جديدة. وأكد البيان التزام الولاياتالمتحدة مع تركيا في إطار حلف شمالي الأطلسي مع قوي المعارضة السورية المدعومة من التحالف الدولي لمحاربة داعش في شمال سوريا.