سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ناصر عبدالمنعم: رئاسة القومي للمسرح انتهت وحان وقت العودة للإخراج أرفض مطالب تعديل اللائحة وتقسيم المسابقات لأننا لا نمتلك تعريفا واضحا للمحترف والهاوي
علي مدار ثلاث سنوات تولي المخرج ناصر عبد المنعم رئاسة المهرجان القومي للمسرح المصري تطور خلالها المهرجان, واصبح راسخا في الحركة المسرحية بعد ان كان مهددا في أعقاب ثورة25 يناير بالتوقف تماما, ولكن بعد نهاية الدورة التاسعة من المهرجان التي امتدت علي مدار ثلاثة أسابيع متتالية وحملت اسم النجم الراحل نور الشريف أعلن عبد المنعم انه اكتفي بإدارته للمهرجان لمدة ثلاث سنوات وقرر العودة لدوره الاساسي كمخرج مسرحي, وفي هذا الحوار يحدثنا عن تقييمه للدورة الاخيرة ومشاريعه المستقبلية: انظر للجانب التنظيمي والاداري اكثر لأننا المسئولين عنه كادارة مهرجان, ولنا دخل به اكثر من العروض المشاركة, وفي رأيي أن هذه الدورة كان فيها قدر عالي من الاحترافية والخبرة في الادارة والتنظيم, كل اللجان اصبح لديها خبرة اكبر من السنوات الماضية و الامور اكثر وضوحا وسلاسة واحترافية, تم التغلب علي الثغرات والسلبيات التي كانت موجودة في دورات سابقة, واصبح هناك دقة وانضباط وشفافية وعمل شبه مؤسسي, والمهرجان تحول الي مؤسسة مستقرة وراسخة في الحياة المسرحية بعد أن كان في مهب الريح ومن الممكن الغاءه في اية لحظة, وهذا ليس امرا سهلا, هذا تقييمي للمهرجان تنظيميا, اما فيما يتعلق بالعروض المشاركة فهناك تفاوت من عام لأخر في المستوي الفني للعروض التي تنتجها بعض الجهات, بعض المؤسسات عروضها هذا العام اقوي من الدورات السابقة ومؤسسات اخري كانت عروضها اقل من السابق, لذلك يجب أن يتعامل المسرحيون مع المهرجان علي انه ترمومتر لقياس الحالة المسرحية, أو ما اسميه دفتر احوال المسرح المصري تقرأه كل جهة انتاج جيدا لتعرف من خلاله شكل ومستوي مساهمتها في الحركة المسرحية, وهل كان لديها خطة ومشروع حقيقي علي مدار العام اثر بشكل ايجابي ام لا, بمعني انه من الممكن جدا أن يلعب المهرجان دورا في اطار تطوير جهات الانتاج نفسها وتطوير رؤيتها, لأن الاحساس بالقصور بعد أن تخرج مؤسسات معينة من المهرجان بلا جوائز أو بنسبة صغيرة فهذا له جانب سلبي واخر ايجابي, وعلينا ان نركز علي الايجابي وهو أن نحاسب انفسنا ونعيد تقييم خطط العمل لنتعرف علي مواطن القصور ونتلافاها مستقبلا ونقدم الافضل. ليس لدي اي تعليق علي عمل لجنة التحكيم نهائيا, كل لجنة لها ذائقة ولها وجهة نظر ولو اختلفت اسماء أعضاء اللجنة بالتأكيد لن تعطي جوائز بهذا الشكل, ولدينا تجارب عملية لعروض لم تحقق اي شيء في مهرجانات اخري وحصلت علي جوائز في المهرجان القومي, الامر نسبي ويعتمد علي معايير وذائقة اللجان, لأنه لا يوجد في الفن معايير مطلقة ومسطرة ارسطية تحسب عليها الامور, وبالتالي الجوائز نتاج حساسية وذائقة لجنة معينة في زمن معين. اللائحة تقول ثلاث دورات, وقد توليت رئاسة المهرجان لأول مرة في عام2014 وفي عام2015 صدرت اللائحة الحالية وأقرت أن يتولي رئيس المهرجان هذا المنصب ثلاث دورات متتالية, والبعض يفسر هذا علي أن الدورات الثلاثة هي بداية من صدور اللائحة في2015 وهناك تفسيرات اخري تشير الي ان الثلاث دورات بداية من دورة2014, ولكن بعيدا عن الاجتهاد القانوني في تفسير اللائحة فانا شخصيا اكتفيت بهذا القدر فقد مارست دوري بشكل جيد قدر المستطاع علي مدار ثلاث دورات وبتفان واخلاص واعتقد اني لم اقصر في اداء هذا الدور وهذا كاف, لأني من جانب اخر مخرج ولدي مشروعي الفني والمسرحي واحتاج العمل عليه ليس دوري ان اكون رئيس مهرجان فقط, اكثر من ثلاث سنوات كثير جدا يكفي هذا, لانه في النهاية عمل عام ومسئولية كبري اقوم بها لاني احب المسرح, وواجهت انتقادات بسببه ممن يعتبرونه منصبا ويشيرون الي اني متمسك به رغم انه ليس منصبا وانا لست ممن يتمسكون بالمناصب بدليل اني استقلت من قبل من رئاسة البيت الفني للمسرح ورئاسة قطاع شئون الانتاج الثقافي, ولو تحدثنا عن الجانب المادي لهذا المنصب فرئيس المهرجان القومي يتقاضي راتبا اذا تم توزيعه علي مدار العام فهو مبلغ هزيل جدا, وهناك مهرجانات اخري داخل وزارة الثقافة ما يتقاضاه رئيسها في الشهر اكثر مما يتقاضاه رئيس المهرجان القومي في العام. المدهش أن المشاكل التي امامنا الان وتحتاج لعلاج هي الجمهور فرغم ان اقبال الجمهور امر ايجابي الا ان له ايضا جوانب سلبية, الكثير من الناس لم يتمكنوا من حضور العروض وحاولنا البحث عن حلول وتخلصنا من فكرة شغل فريق العمل للاماكن في المسرح باصدقائهم فقط, من خلال الاستعانة ببطاقات الدخول المجانية ولكن للاسف بعض المخرجين قاموا بملأ القاعات قبل العرض باصدقائهم ومعارفهم والجمهور في الخارج في انتظار الدخول بالبطاقات البعض اشتكي لي انه توجه للمسرح ثلاث مرات ولم يستطع الدخول, وهذه مشكلة كبيرة لابد من حلها, ومن جانب اخر لابد من توسيع قاعدة العروض والمسارح بمعني أن الجامعات علي سبيل المثال تقدم عروضها في اماكنها, صحيح أننا نريد من الجمهور أن يعرف اماكن مسارح الدولة, ولكن للاسف كان هناك ضغط كبير من بعض عروض الجامعات علي مسارح الدولة وصل في بعض الاحيان لحافة الخطر وكانت هناك مشاكل كارثية علي وشك الحدوث من صدامات مع الامن وابواب كادت ان تتحطم وتدمير لمقاعد المسرح, كل هذه المشاكل تحتاج لاجتهاد في حلها. طبعا, وبعد100 دورة ستظل هناك اصوات تتعالي وتطالب بتغييرها, علي سبيل المثال البعض يطالب الان بإقامة ثلاث مسابقات منفصلة بثلاث لجان تحكيم مسابقة للمحترفين واخري للهواة والثالثة للمستقلين, واخرين يطالبون بمسابقتين للمحترفين والهواة, وهناك من يتحدث عن نوعية العروض حيث أن المهرجان يضم عروض استعراضية يتم تقييمها مع العروض المسرحية فسمعت رأي يطالب بتقسيم المسابقة تقسيم نوعي لمسرح استعراضي ومسرح تجريبي ومسرح كلاسيكي وهنام من يطالب بمسابقة لمسرح العرائس والطفل في المهرجان القومي, نحن امام وجهات نظر كثيرة جدا واراء وتصورات مختلفة, ولكن الجانب الايجابي هنا هو ان المهرجان شكل زخم في الحركة المسرحية ورغبة لدي بعض الناس في التطوير, حتي لو كانت بعض الاراء لا ترقي لحيز التنفيذ. لست معها ابدا, وادرك واحذر ايضا من الخوض فيها لاننا سندخل في دهاليز من الممكن أن تودي بالمهرجان نفسه, فحن لا نمتلك تعريفا جامعا مانعا لمن هو المحترف ومن هو الهاوي, وسبق أن خضنا في هذا الامر عام2012 ولم نوفق في الوصول لتعريف ولا نريد الان اعادة انتاج العجلة والعودة لنقطة سبق أن حاولنا فيها الي ان وصلنا للشكل الحالي للمسابقة والتي يمنح فيها جوائز اساسية للمحترفين وجوائز اخري للصاعدين يرشح لها الهواة, فاذا قلنا مثلا أن المعايير في التفرقة بين الهاوي والمحترف هو أن يكون عضو نقابة وماذا عن النجوم الذين ليسوا اعضاء نقابة ويعملون بتصاريح عمل, كما أن العمل المسرحي الواحد يجمع بين عضو نقابة واخر غير عضو, فهل العرض الواحد ستشاهده لجنتان واحدة للمحترفين واخري للهواة, ومن جانب اخر المستقلون يعتبرون انفسهم محترفين بينما النقابين القدامي لا يروا ان المستقلين محترفين, وطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية يرون انفسهم محترفين واساتذتهم يقولون انهم ليسوا محترفين!. وماذا عن الممثل المحترف الشاب اليس شابا ايضا, والفنان اشرف عبد الغفور عندما شارك في المهرجان بعرض المحاكمة الم يكن من الممكن أن يأخذ منه جائزة التمثيل ممثل شاب محترف, فهل هذا يقلل منه بالطبع لا, هل اذا تم فصل المسابقات لمحترف وهاوي سيرفض النجوم المنافسة مع شباب محترف لانهم اكبر من ذلك, من الممكن أن يحصد الجوائز شاب عبقري تخرج حديثا من معهد الفنون المسرحية فهل هذا يقلل من منافسيه الكبار بالطبع لا, لا اقتنع بهذه المقولة ابدا واستطيع ان اطبقها علي نفسي حيث شاركت في عام2013 في مسابقة المهرجان بعرض ليل الجنوب وحصل علي جائزة افضل عرض وقتها1980 وانت طالع وهذا لا يقلل مني, ولم يضايقني بل علي العكس سعدت بالعرض فانا شخصيا منحته جائزة افضل في احد المهرجانات التي كنت عضوا في لجنة تحكيمها, وأقول للنجوم انه ليس شرطا للمشاركة ان يحصلوا علي جائزة فهي ثقافة غريبة ولا يصح ان نفكر بهذه الطريقة. لدي مشروعان اعمل عليهما الان في مسرح الطليعة ومسرح الغد, الاول مع أحمد نبيل الحاصل علي جائزة افضل مؤلف صاعد هذا العام بعرض الخروج عن النص, وهو نص سبق تقديمه في الجامعة واعجبت به جدا وقتها, بعنوان حلاوة شمسنا واعمل عليه حاليا مع المؤلف لتقديمه في مسرح الطليعة قريبا, وهو بطولة جماعية لاربع شباب واربع فتيات ويقدم حالة من اللخبطة التي نعيشها في حياتنا من خلال الشخصيات والعلاقات التي تجمعهم وتعبر عن الواقع الذي نعيشه, والمشروع الثاني بلاد اضيق من الحب لسعد الله ونوس بطولة سيد رجب وسامية عاطف.