رنات ساعة الموبايل الخاص بي المختبئ بالجيب الداخي لسويتر بدلتي الزرقاء تشير نغماته للواحدة بعد منتصف الليل قادتني قدماي المترجلة في تلك الساعة المتأخرة ليلا لشارع جامعة الدول العربية بمنطقة المهندسين ضاحية علية القوم من رجال الأعمال ونجوم الفن من يمر بها لابد له من تقمص شخصية قاطنيها ليستطيع المرور بها ويعتر هذا التقمص جواز مروره ليتمكن من الترجل بها بين( بوتيكاتها) الزاخرة فاترينها بأحدت خطوط الموضة المستوردة أزياء العالمية من لندن وباريس عاصمة الموضةالعالمية, وواصلت قدماي السير بين مختلف كفهاتها ومقاهيها المحتشدة مقاعدها, بالشباب من الجنسين, ايناث وفتيان] بملابسهم المثيرةالمغرية يستهلكون أوقاتهم هباء في لعب, الطاولة والدومنيو] وتدخين الشيشةالتي لايفارق, اللاي] الخاص بها شفاهم وأفواهم يتصارعون في تدخينها وكأنها نمط ومظهر أساسي من حياتهم اليومية لايستطيعون الفكاك منه فجأة وقعت عيناي الشاردة بين كافيهات وبوتيكات جامعة الدول العربية علي فتاة ترتدي نقابا أسود يخفي كل معالم جسدها الشاب المفعم بالإثارة والشباب والحيوية تجلس قابعة في مستطيل خشبي يجره حمار بعجلتين مستديرتين, عربة] كارو وسط ذهول المارة بشارع جامعة الدول العربية لهذا المشهد المثير الغريب, النشاز] بتلك المنطقة الراقية بسكانها الملقبين, بعلية القوم] تخترق شوارعها وسط السيارات, ال بي م دبلو] و,الزلمكة], والأوبل فيكترا] و,الفوكسي فاجن] وهي تقود عربتها, الكارو] تستخدم مصطلحات تلك المهنة, الرجالي الخشنة لتوجية حمارها, شي ح يس] وسط عبارات التهكم والسخرية لمن تقع عيناه وتري لأول مرة فتاة تمتهن مهنة, العربجي] عفوا, العربجية] ورجال المرور بمختلف رتبهم الشرطية يفسحون لها الطريق لتمر منه بسرعة لتطهير الشارع من هذا المشهد الغريب الذي يعتبرونه من وجهة نظرهم الشخصيةعارا, يدنس] هذه المنطقة الراقية وكأنها من كوكب آخر يختلف عن مناطق جمهورية مصر العربية, وكأن هذه الفتاة, العربجية]ليست مصرية تشرب من نيلها وتأكل من طينها وأرضها وأجبرتها ظروفها وزمانها علي امتهان تلك المهنة الرجالي الخشنة مهنة, العربجية] مهنةأسرتها وجدودها ورثتها أبا عن جد, تكسب قوتها منها ولا تعرف مهنة أوحرفة غيرها بحكم, الوراثة] بدلا من أن تمتهن مهنة أخري غير, مشروعة] أو,غير شرعية]....