حقق عمر سمرة حلم الطفولة بتسلق جبل إيفرست, ليكون أول مصري يحقق هذا الإنجاز, وانطلق من هناك ليتسلق قمم العالم السبع, بما في ذلك قمة جبل كيلمنجارو, وقمة جبل دينالي في ألاسكا, وقد قاده حبه للاستكشاف إلي تأسيس شركة للسفر والمغامرة, لتشجيع المزيد من الناس في المنطقة علي استكشاف أماكن وثقافات جديدة. ماذا يتبقي أمام مستكشف استطاع أن يصعد إلي أعلي قمة جبلية علي كوكب الأرض, وأن يتزلج بين قطبيه الشمالي والجنوبي؟ بالنسبة لعمر سمرة, المستكشف المصري الشهير, فإن المكان الوحيد المتبقي الذي لم يصل إليه بعد هو خارج هذا الكوكب, حرفيا. وأمام عمر سمرة مهمة الآن لمواجهة الحدود النهائية والذهاب إلي الفضاء. وإذا تمكن من إنجاز هذه المهمة, سوف يكون أول مصري وأصغر عربي يستطيع الذهاب لما يتجاوز الغلاف الجوي الميزوسفير. يقول سمرة: كان من أحلامي الأولي أن أصبح رائد فضاء.. مضيفا: كنت طفلا فضوليا إلي حد كبير, وقرأت الكثير عن المستكشفين منذ صغر سني. يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يبدأ سمرة في استكشاف العالم فيما يتجاوز الإجازات التي يقضيها مع أسرته في لندن, وباريس, والساحل الشمالي في مصر. التحق سمرة بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة للحصول علي شهادة البكالوريوس في علوم الاقتصاد, وبعد إكمال دراسته بها, حصل علي وظيفة بأحد البنوك الاستثمارية في لندن. وقد منحته فترة إعارته إلي هونج كونج, التي امتدت لثلاثة أشهر الفرصة لاستكشاف بلد مختلف وثقافة مختلفة, بعدها بدأ بسفريات متكررة لعدد من الأماكن التي لم يستكشفها بعد. وفي عام2007, عندما بلغ28 عاما, حقق عمر سمرة حلم الطفولة بتسلق جبل إيفرست, ليكون أول مصري يحقق هذا الإنجاز. وانطلق من هناك ليتسلق قمم العالم السبع, بما في ذلك قمة جبل كيلمنجارو, وقمة جبل دينالي في ألاسكا. وقد قاده حبه للاستكشاف إلي تأسيس شركة للسفر والمغامرة, لتشجيع المزيد من الناس في المنطقة علي استكشاف أماكن وثقافات جديدة. وفي الوقت الذي لا يسافر فيه, يمارس سمرة عمله رئيسا لمؤسسة مروة فايد توي رن, وهي مؤسسة خيرية أسستها زوجته الراحلة. وقد بدأت مروة هذه المبادرة قبل أن تقابل سمرة, حيث كانت تجمع الألعاب من الأسرة والأصدقاء كي تتبرع بها لدور الأيتام في القاهرة. يقول عمر: عندما تقابلنا, كانت تتحدث بولع شديد حول هذه المؤسسة, لكن الفرصة لم تأتينا أبدا كي نعمل بها معا. وبعد وفاتها بفترة وجيزة, في أول يوم من أيام شهر رمضان عام2013, وضع سمرة لنفسه هدفا بجمع500 لعبة. يقول سمرة: كنت أبحث عن شيء لأقوم به, وكانت مجرد جولة واحدة لجمع الألعاب, ثم أخذت في التزايد والاتساع بشكل سريع, وبطريقة لم أتوقعها أبدا. حصلت المؤسسة الخيرية علي منحة من إم بي سي وفازت بجائزة القضايا الإنسانية التي تقدمها هذه المجموعة الإعلامية. وهناك الآن ثمانية أقسام حول العالم تعمل بشكل تطوعي, وتم حتي الآن جمع ما يزيد عن100 ألف لعبة, وتوزيعها علي الأطفال. وكون والدته من المهتمين بالنشاط الخيري كباقي عائلته, فقد قامت بتأسيس أول مؤسسة خيرية خاصة للصحة العقلية في مصر للاهتمام بالأطفال من ذوي الإعاقات الذهنية. ومع مرور الوقت, بدأ سمرة بالمشاركة في أنشطة هذه الجمعية, واليوم يترأس مجلس إدارتها بينما يقوم بجمع الأموال وزيادة الوعي من خلال أنشطة تسلق الجبال التي يقوم بها. وعلي الرغم من أنه لا يزال أمامه الكثير ليستكشفه حول العالم, فإن سمرة يركز جهوده علي الصعود للفضاء. فحتي اليوم, لم يسافر إلي الفضاء سوي400 شخص, اثنين منهم فقط من العرب الأول أمير سعودي, والثاني رجل أعمال سوري- أمريكي. الذهاب إلي الفضاء ليس بالأمر السهل, خاصة إن لم تمتلك دولتك برنامج فضاء. يقول سمرة: عندما بدأت دراسة ماجستير إدارة الأعمال في عام2005, جاء ريتشارد برانسون, وتحدث عن شركة فيرجن جالاكتيك, وإرسال أشخاص عاديين إلي الفضاء. وقد أطلقت أكاديمية أبولو الفضائية إيه إكس إي(AXEApolloSpaceAcademy) مسابقة لاختيار23 شخصا لإرسالهم إلي الفضاء. وانتهت عملية الاختيار التي امتدت لشهور طويلة, وشارك فيها2 مليون متقدم, إلي اختيار110 أشخاص وصلوا للمرحلة النهائية, تم وضعهم تحت اختبارات وتحديات شديدة لمدة10 أيام, وكان عمر سمرة من بين المتقدمين الذي استطاع الفوز بهذه المسابقة. لكن عملية الاختيار لم تكن سهلة. فالسفر إلي الفضاء أمر مكلف جدا, وقد واجه البرنامج بعض التحديات التي تسببت في تأخير إطلاقه إلي المدار. ويقول سمرة: قررت أن أقوم بشيء حيال هذا الأمر بدلا من مجرد الانتظار. واستطاع عمر سمرة أن يشارك في مشروع بوسوم, وهو مشروع يضم15 شخصا, ويتم تمويله بشكل جزئي من قبل وكالة ناسا, ويهدف إلي دراسة التكوينات النادرة للسحب بهدف تحديد الآثار الخاصة بالتغير المناخي. وكان عمر هو الشخص الوحيد في هذا الفريق الذي لا يملك خلفية علمية. كذلك فقد تم قبوله ببرنامج فينوم,( الخاص بالملاحظات البدنية والصحية والبيئية في الجاذبية الصغري), والذي يهدف إلي تطوير حلول جديدة لاستكشاف الفضاء والمحيطات. ويدرس سمرة الآن علوم الفضاء حتي يصبح أكثر فائدة للفرق التي أصبح الآن جزءا منها. وبالنسبة لعمر سمرة, هناك هدف يتعلق بوضع المنطقة علي الخريطة من خلال هذه المحاولات. يقول عمر: كيف يمكن أن تصبح ذا أهمية في عالم الفضاء؟ لماذا تنفق مجموعة كل هذه الأموال, هل يمكنك إجراء بحوث معينة تكون فريدة من نوعها؟ ويعلق: بالنسبة لي الآن, أسعي إلي التحرك من زاوية فريدة, وأطور سيرة ذاتية لنفسي في الوقت الذي بدأ العالم العربي بالاهتمام بالفضاء بشكل أكبر. قامت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرا بتأسيس وكالة فضاء, ولديها خطط للدوران حول المريخ خلال10-15 سنة. يختم سمرة: سيكون هناك مجموعة قليلة جدا من الخبراء في هذا المجال في المنطقة. وهدفي أن أكون واحدا من هؤلاء. متخصصة في قضايا وشئون الشرق الأوسط