للمرة الأولي منذ بداية انتشار وباء الكوليرا وتسببه في مقتل آلاف الأشخاص في هايتي, قبل نحو ست سنوات, اعترف مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بدور قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الأممية في نشر الوباء, مؤكدا الحاجة لمجموعة من التدابير المهمة الجديدة من جانب المنظمة للتصدي للأزمة. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق- في رسالة بريد إلكتروني نقلت محتواها صحيفة( نيويورك تايمز) الأمريكية أمس: إن الأممالمتحدة أصبحت مقتنعة بأنها تحتاج لفعل ما هو أكثر فيما يتعلق بانخراطها في الانتشار الأولي ومعاناة هؤلاء المتضررين من الكوليرا. وأضاف حق سيكون هناك استجابة جديدة سيجري تقديمها بشكل علني خلال الشهرين القادمين, بمجرد تحضيرها بشكل كامل وبشكل متفق عليه مع السلطات في هايتي ومناقشتها مع الدول الأعضاء. وعلي مدي السنوات الماضية, كان مسئولو الأممالمتحدة يرفضون الاعتراف بدور المنظمة في جلب الوباء لجمهورية هايتي الواقعة علي البحر الكاريبي, مما أدي لإصابة مئات الآلاف بالمرض ومقتل نحو10 آلاف شخص في البلد الذي يقدر تعداد سكانه بنحو11 مليون شخص. ورغم إنكار الأممالمتحدة, ظلت الشكوك محيطة بفرقة نيبالية من قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة, كانت قد وصلت إلي البلاد بعد وقوع زلزال مدمر في نيبال في يناير.2010 كان وباء الكوليرا منتشرا في نيبال في هذه الأثناء, وسمح لأحد معسكرات القوات الأممية النيبالية بإلقاء نفايات مراحيضه في أحد الأنهار المجاورة, مما يرجح أنه كان سببا في تفشي الكوليرا. ويأتي اعتراف الأممالمتحدة أخيرا عقب تقرير سري أرسل, في8 أغسطس الجاري, للأمين العام للمنظمة بان كي مون, من جانب مستشارها لحقوق الإنسان وأحد المقررين الخاصين بها فيليب ألستون, والذي يعمل أيضا أستاذا للقانون في جامعة نيويورك, ويؤكد التقرير بوضوح أن الوباء لم يكن ليندلع لولا تصرفات الأممالمتحدة.