أنا سيدة في الثلاثين من عمري ترملت منذ أربعة أعوام بعد زواج لم يكمل ثلاث سنوات توفي بعدها زوجي في حادث سيارة تاركا لي طفلا وأخري في أحشائي... تعرفت علي صديقة توطدت علاقتي بها خاصة أن لديها أطفالا في عمر أبنائي وكانت تكبرني بعدة سنوات فاحتوتني وأصبح بيتها هو بيتي وكنت أذهب أحيانا للمبيت عندها لنستمتع بالصحبة لأطول وقت. مررت أثناء ذلك بتجربة زواج سريعة فاشلة فوقفت بجواري هي وزوجها وسانداني في إنهاء إجراءاتها وساعدني زوجها في البحث عن عمل وكنت أعتبره أخا لي لم تنجبه أمي, ومنذ عدة شهور فوجئت به يفاتحني في أمر الزواج منه بعد أن اعترف بحبه لي, وللوهلة الأولي رفضت بسبب أنه زوج صديقتي التي يبدو أنها قد بدأت تلاحظ إعجاب زوجها بي فبدأت تتغير معاملتها لي فتختلق المشاكل وتقاطعني ثم تعود لطلب صداقتي من جديد, وعلمت من زوجها أنها تشوه صورتي أمامه وتدعي علي ماليس في أخلاقي. سيدي لقد رفضت زوج صديقتي من أجلها, رغم أنه ميسور جدا ويحبني, وأولادي متعلقون به جدا, أي أنه مناسب لي تماما ولا أدري إذا كنت سأحصل علي مثل هذه الفرصة مرة أخري أم لا, وهو مازال يلح علي في الزواج منه, فهل أنا علي صواب في رفضي؟ وهل سيقدر علي أن أخسر صديقاتي بسبب أزواجهن أو بسبب غيرتهن علي أزواجهن مني؟؟ سيدتي أعانك الله علي تربية أبنائك وعلي وحدتك التي يبدو أنها طالت فأثرت عليك وعلي حكمتك وأفقدتك رجاحة التفكير, نعم يا سيدتي فالوحدة تؤدي إلي جفاف العاطفة والتي بدورها تترك الشهوة والغريزة تتحكمان وتبطلان العقل وتفقدان الإنسان رجاحة التفكير, وبسببها تورطت في زيجتك الثانية غير المدروسة التي جرت عليك الأقاويل مثل أنك امرأة وحيدة تبحث عن رجل تتزوجه وفقط, سواء كان مناسبا أم لا... أو أنك أصبحتي امرأة خطيرة علي أزواج المحيطين بك, وسبب تلك الأقاويل ليس اختيارك السييء للرجل الذي تزوجتيه دون ترو وإنما سببها سرعة طلاقك منه وبالتالي فالكل منتظر.. من سيكون الزوج القادم!! والكل أيضا أصبح متأكدا أن زواجك القادم سيكون بشروط أقل, أي من الممكن أن تفكري في من هم متزوجون بالفعل وهذا ما دفع صديقتك للشك فيك وفي تصرفات زوجها وأيضا جعلها تحاول النيل منك ومن سمعتك. سيدتي أنت متهمة بخيانة صديقتك التي فتحت لك بابها واتخذت منك أختا صغري لها وأغدقت عليك الاحتواء والاهتمام وكانت سندا لك في طلاقك كما ذكرت هي وزوجها, فكان يجب عليك أن تغلقي الباب فورا في وجهه من أول إحساس وصل إلي قلبك وعقلك بأنه مهتم أو يحاول التودد إليك, ولا تحاولي إقناعي أوإقناع نفسك بأنك فوجئت بطلبه الارتباط بك أو بتصريحه لك بحبه, فالمرأة بطبيعتها حساسة جدا فيما يخص الاهتمام والعواطف ولديها قرون استشعار عن بعد تجعلها تدرك مبكرا نية الرجل الذي أمامها. وأنت أيضا متهمة بالأنانية الشديدة بجانب الخيانة لأنك مازلت تفكرين في زوجها كفرصة محتملة لك وتتساءلين إن كنت ستجدين رجلا أو فرصة مثله أم لا!! أما زوجها هذا فهو خائن أكثر منك لأنه استغل ظروفك ووحدتك وبعد أن كان أخا لم تلده أمك تحول إلي ذئب تحركه شهواته وأنانيته لدرجة أنه علي استعداد لأن يضحي ببيته وزوجته, فبالله عليك كيف تأمني علي نفسك وأولادك مع مثل هذا الرجل؟. سيدتي كلنا كبشر خطاءون ولكن خير الخطائين التوابون, فأفيقي وارجعي إلي صوابك وقري في بيتك وصوني نفسك وان شاء الله في القريب العاجل سيفتح الله عليك وينعم بالزوج الصالح, فأنت مازلت في عز عنفوانك وشبابك... اعتصمي بحبل الله وهو سيجعل لك مخرجا بإذنه, ونصيحة أخيرة لك أن تبتعدي فورا عن هذه الأسرة وتخرجي تماما من حياتها, لكن قبل ذلك أطلبي مقابلة صديقتك وصارحيها واعتذري لها وأبدي لها ندمك لتعينيها علي نسيان ما حدث من زوجها مبررة ذلك بأنها هفوة أوذلة لن تعود,بل وقدمي لها النصيحة عن كيفية استرداد اهتمام زوجها بها مرة ثانية وبذلك تكونين قد كفرت عن ذنبك وخطئك معها, وتقبلي مني التحية علي صراحتك ولجوئك للاستشارة التي تدل علي يقظة ضميرك وتدل علي الخير الذي مازال يملأ قلبك.