من بنجلا دش الي الولاياتالمتحدة, يشهد العالم بشكل أصبح شبه يومي عمليات إرهابية دامية. فهل أصبح العالم اكثر آمانا بدون صدام حسين كما يدعي توني بلير؟ بالتأكيد لا. ولكن توني بلير, رئيس وزراء بريطانيا الأسبق, والذي أدخل بريطانيا الحرب ضد العراق في التحالف مع الولاياتالمتحدة, يؤكد أن عالمنا اليوم أكثر أمانا مما كان عليه وقت وجود صدام حسين الرئيس العراقي حتي عام.2003 بداية لم تكن العراق تملك في ذلك الوقت أي أسلحة دمار شامل أو أسلحة نووية كما أدعت الولاياتالمتحدة في تمثيلية واضحة كان بطلها وزير الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت, كولن باول, الذي جلس في الأممالمتحدة يشرح بشكل مسرحي كيف تملك العراق وتخفي أسلحتها المدمرة والتي لم يكن لها وجود أصلا. كما لم يثبت أن عراق صدام حسين كان مسئولا عن أحداث11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن عام2001; أي أن في عام2003 لم يكن العراق يمثل أي خطر علي الغرب أو علي العالم. أما عن الأمن في العراق, فبالتأكيد كان يمكن للمرء أن يسير في شوارع المدن العراقية قبل2003 بلا خوف من أن يتعرض لإنفجار سيارة ملغومة أو قنبلة موقوتة والتي كان أخرها في رمضان الماضي وراح ضحيتها اكثر من مائتي شخص. كانت العراق, وحتي فرض الحصار الاقتصادي عليها, إحدي أغني وأكثر دول العالم الثالث تقدما في كل المجالات الثقافية والصناعية والزراعية والتعليمية; وأقواهم عسكريا. لذا ربما لم تكن تمثل خطرا أو تهديدا للغرب, ولكنها كانت تمثل خطرا علي إسرائيل التي ترغب في أن تكون القوة الوحيدة في المنطقة. ولكن ومنذ الحرب ضد العراق في عام2003, لم تهدأ الانفجارات الدموية في البلاد ولم تهدأ محاولات التقسيم, ولقي الآلاف, بل أكثر من مليون شخص حسب بعض الإحصاءات, حتفهم, ومازلوا, غداة انتهاء الحرب, معظمهم من المدنيين. فقد أعلن عن انتهاء الحرب ولكن العمليات الإرهابية الدموية لم تنته. أما بالنسبة للعالم, فقد أطلقت حرب العراق كل أنواع الشر في جميع أنحاء العالم من بنجلادش الي تركياوالعراق ولبنان وسوريا والسعودية ومصر, الي إفريقيا ثم فرنسا وبلجيكا ولندن في أوروبا الي الولاياتالمتحدة, فقد شهد العالم في السنوات الأخيرة تصاعدا خطيرا للعمليات الإرهابية وأسماء عديدة للجماعات الإرهابية من القاعدة الي جبهة النصرة الي داعش وأخري. إذن توني بلير يكذب مرة أخري, عندما قال إن العالم اليوم أكثر أمانا وأمنا في غياب شخص مثل صدام حسين, بل هو بالتأكيد أكثر خطرا من أي وقت مضي. وإن تصور بلير أنه كان يجب عليه أن يتخذ قرارا في عام2003, بصفته رئيسا للوزراء وصانع قرارات, فإنه لم يكن مدفوعا أو مغيبا, فقد خرجت شعوب العالم في مظاهرات عارمة من أقصي الشرق الي أقصي الغرب تطالب بوقف الحرب وعدم التدخل, وهدد الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت, جاك شيراك, باللجوء الي استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن إن حاولت الولاياتالمتحدة استخراج قرار من الأممالمتحدة يشرع الحرب ضد العراق; ومع كل ذلك شنت الولاياتالمتحدة ومعها بريطانيا توني بلير وحلفاؤهما حربا دموية ضد دولة لم تهددهما. وهي بكل المقاييس حرب غير قانونية أو شرعية. إذن ماذا بعد تقرير شيلكوت؟ هل سيطالب المجتمع الدولي بمحاكمة توني بلير وجورج بوش في محاكمات مثل محاكمات نورمبورج؟ أم سوف يكتفي بالاعتذار؟