الروح الرياضية والتسامح هما عنوان كرة القدم في جميع أنحاء العالم باستثناء مصر التي تلعب فيها كرة القدم من أجل التعصب الأعمي وتدبير المكائد ليس علي مستوي الجماهير فحسب ولكن أيضا علي مستوي مجالس إدارات الأندية التي عماها التعصب وباتت تبذل كل ما لديها من أجل إفساد فرحة الآخر، دون مراعاة لأي اعتبارات أدبية أو إنسانية في الوقت الذي يكتفي فيه اتحاد الكرة بدور المشاهد الصامت تجاه كل التجاوزات. لم ينس مسئولو الزمالك ما فعله نظراؤهم في الأهلي مع نهاية الموسم الماضي عندما رفضوا إخراج درع الدوري من خزائن النادي الأهلي بالجزيرة في محاولة للتقليل من حجم الإنجاز الذي حققه الفريق الأبيض بعدما حصل علي لقب الدوري بعد غياب دام 11 عاما متواصلة حيث تأخر مسئولو الأبيض في تسليم الدرع وطلبوا تأجيل تسليمه لما بعد مباراة سموحة التي خاضها الزمالك مساء أمس الأول الإثنين. وهو الأمر الذي ستترتب عليه أزمة كبري بين جماهير الناديين وربما تصل إلي أزمة بين مجلس إدارة الناديين خلال الأيام القادمة خاصة وأن إجازة عيد الفطر بدأت أمس الثلاثاء وتستمر حتي يوم الأحد المقبل بما يؤكد أن درع الدوري سيتم تسليمه للجبلاية عقب مباراة القمة في محاولة من جانب مسئولي الزمالك لإفساد فرحة الجماهير الأهلاوية بالحصول علي لقب الدوري. في الوقت نفسه يمني فريق الأهلي نفسه بوصول درع الدوري حتي يتم تسليمه يوم السبت للأهلي خلال مباراة القمة التي تجمع الزمالك والأهلي ورغبة الأهلي في التتويج بالدرع في تلك المباراة الأخيرة في عمر المسابقة حيث يبحث ثروت سويلم القائم بأعمال رئيس اتحاد الكرة كيفية التوصل لأي اتفاق مع مسئولي الزمالك للحصول علي درع الدوري قبل يوم السبت من أجل تجهيزه وتسليمه للأهلي بطل الدوري للمرة ال38 في تاريخه. كان الأهلي قد تعامل مع الزمالك بنفس الطريقة مع نهاية الموسم الماضي حيث رفض تسليم درع الدوري بعد أن حسم الزمالك البطولة قبل نهايتها ومع الضغوط الشديدة من جانب مسئولي اتحاد الكرة لجأ مجلس الأهلي إلي حيلة جديدة للتقليل من قيمة البطولة التي حققها الزمالك بإرسال درع الدوري من مقر النادي بالجزيرة إلي مبني الجبلاية الملاصق للأهلي مع عامل نظافة. وأثارت الصور التي انتشرت في ذلك الوقت لنقل درع الدوري من النادي الأهلي إلي مقر اتحاد الكرة سخط الجماهير بشكل عام والجماهير البيضاء بشكل خاص بعدما أرسل الأهلي درع الدوري مع عامل نظافة تابع لاتحاد الكرة ما اعتبرته الجماهير إهانة لاتحاد الكرة ونادي الزمالك الذي فاز بالدرع. وانتقدت الجماهير الغاضبة طريقة نقل درع الدوري من الأهلي إلي الجبلاية وأكدوا أن الحدث يعتبر مهمًا وكبيرًا للغاية، وأنه كان علي النادي الأهلي أن يسلمه لاتحاد الكرة بشكل لائق في إطار التنسيق بين الطرفين، وأن يحظي هذا الحدث باهتمام إعلامي كبير. وشنت الجماهير وقتها هجومًا لاذعًا علي إدارة الأهلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي بداعي أن النادي الأهلي الذي يؤكد مسئولوه أنهم دائمًا قلعة المبادئ والقيم، لم يبرهنوا علي ذلك في هذا الموقف بعدما رفضوا تسليم الجبلاية درع الدوري وأصروا علي إرسال اتحاد الكرة مندوبًا من جانبه إلي القلعة الحمراء لتسلم الدرع، وإلا يتم تسليمه في نقطة شرطة الجزيرة، ليتسلمه اتحاد الكرة من هناك بمعرفته. أما جماهير الزمالك، فأكدت أن مسئولي الأهلي قاموا بهذه التصرفات نظرًا لحالة السخط التي تنتاب مسئولوه بسبب ضياع الدرع وانتقاله إلي نادي الزمالك، واصفين مجلس الأهلي بال"مُتكبر".