قال الله تعالي آمرا نبيه عليه الصلاة والسلام:' يا أيها المزمل* قم الليل إلا قليلا* نصفه أو انقص منه قليلا* أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا' المزمل1:.4 وقال تعالي:' ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسي أن يبعثك ربك مقاما محمودا' الإسراء.79 قيام الليل دأب الصالحين وتجارة المؤمنين, ويقول الله تعالي في وصف عباده القانتين:' كانوا قليلا من الليل ما يهجعون* وبالأسحار هم يستغفرون' الذاريات17,.18 وقال صلي الله عليه وسلم:' عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم, وهو قربة إلي ربكم, ومكفرة للسيئات, ومنهاة عن الإثم'. ويمدح المولي تبارك وتعالي القائمين بين يديه بالليل, في قوله تعالي:' تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون* فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون' السجدة16,.17 وكان الحبيب المصطفي يقيم الليل حتي تتفطر قدماه, أي تتشقق من كثرة الوقوف بين يدي ربه متعبدا شاكرا لفضله ونعمه التي لا تعد ولا تحصي, روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقوم من الليل حتي تتفطر قدماه, فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال:' أفلا أكون عبدا شكورا'. وروي أيضا عن أم المؤمنين رضي الله عنها, أنها قالت لرجل:' لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان لا يدعه, وكان إذا مرض أو كسل صلي قاعدا'. وحث النبي أصحابه علي قيام الليل ورغب فيه, والأحاديث الواردة في هذا الشأن كثيرة, قال صلي الله عليه وسلم:' إن في الجنة غرفة يري ظاهرها من باطنها, وباطنها من ظاهرها' فقيل: لمن هي يا رسول الله؟ قال:' لمن أطاب الكلام, وأطعم الطعام, وبات قائما والناس نيام'. وروي عن رسول الله, أنه قال:' أتاني جبريل, فقال: يا محمد, عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, واعمل ما شئت فإنك مجزي به, واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل, وعزه استغناؤه عن الناس'. وقال عليه الصلاة والسلام:' من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين, ومن قام بمائة آية كتب من القانتين, ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين'. والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر.