هو مكان تسحرك أنواره وحواريه وبيوته القديمة ذات الطراز المعماري الفاطمي, يحتضن جميع الفئات من أثرياء وفقراء ضاقت بهم سبل السعادة والتنزه فوجدوا ضالتهم فيه, لم يغلق أبوابه في وجه أحد فالجميع فيه سواء لأنهم في شارع المعز. الشارع له طابع مختلف عن أي مكان آخر وخاصة في الشهر الكريم وكأن رمضان انطلق منه إلي باقي الدول العربية, تجد فيه الخير والابتسامات من البائعين والروح التي لن تجدها في مكان غيره, وهواؤه المختلف الذي يلامس وجهك برقة فيشعرك بالارتياح لهذا المكان. مقاه وبائعو كنافة وقطايف.. رسومات ولوحات قديمة وأشغال يدوية تجذب الأعين, وأنتيكات قديمة تبلغ أعمارها قرنا أو أكثر من الزمان, ومسحراتي يدق علي طبلته لينبه الناس بموعد السحور لا ليوقظهم لأن النوم لا يدخل هذا المكان في ليالي رمضان, تجد المجالس مصطفة جوار بعضها لتناول الناس السحور في مشهد لن تجده إلا في شارع المعز. لن تشعر فيه بالوقت أو بزوغ الشمس لبداية يوم جديد فتجدها ظهرت فجأة دون شعورك بذلك من استمتاعك بالجو الذي أفقدك الإدراك بالوقت وبدلك من زائر إلي عاشق للمكان, هو مكان بيت السحيمي وبيت الشاعر وبيت القاضي وغيرهم, إنه شارع المعز لدين الله الفاطمي أقدم شوارع مصر. وإذا سألت الناس هناك ما الذي يميز هذا الشارع عن غيره, سيجيبك إسماعيل محمد الطالب الجامعي, في زيارته الأولي للمعز: لم أكن أتوقع أن المكان بهذا القدر من الجمال والروح الغريبة التي ملكتني وأسرتني فيه, لا أعلم كيف كنت أقضي رمضان دون زيارة شارع المعز ولكن ما أعلمه أنها لن تكون الزيارة الأخيرة. أما أسرة الأستاذ جلال فقالت: اعتدنا زيارة المعز أكثر من مرة في رمضان فهو شارع له طابع خاص وأجواء تدخل قلبك دون استئذان. وقالت سهير محمود, موظفة بالمعاش: دائما ما آتي إلي المعز مع أحفادي لأعرفهم المكان أكثر وأحببهم فيه وأعلقهم به كما تعلقت أنا به من قبلهم. يقول أبانوب سمير: لا تقتصر زيارة المعز علي المسلمين فقط.. أحب شارع المعز وأرتاده كثيرا مع أصدقائي في رمضان وباقي أيام السنة.