تلقي ثوار ليبيا أمس ضربة موجعة بعدما فشلوا في الاحتفاظ بسيطرتهم علي مدينة الزاوية التي تقع علي بعد50 كيلو متر من العاصمة طرابلس بعد معارك طاحنة مع القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. أسفرت عن مقتل52 علي الأقل وعشرات المصابين فيما لايزال الغموض يحيط بمصير نحو60 من الثوار المسلحين. ودارت أمس معارك عنيفة بين الثوار والموالين للقذافي في الذاوية التي تحولت إلي مدينة أشباح.. وتفوح منها رائحة الموت والدمار.. فالجثث ملقاه في الشوارع.. كما امتدت المعارك إلي بن جواد وميناء الدر البترولي الذي ارتفعت أعمدة كثيفة من الدخام الأسود فوقه عقب قصفه خلال المواجهات المسلحة. وذكرت تقارير إعلامية أن القوات الموالية للقذافي تمكنت من إعادة السيطرة علي الزاوية الواقعة غربي طرابلس. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية( بي بي سي) عن التليفزيون الليبي مساء أمس قوله إنه تم استعادة السيطرة علي الزاوية بعد قتال عنيف مع الثوار المعارضين. ومن ناحية أخري قال شاهد عيان من داخل الزاوية إن مستشفي المدينة شهدت اعدادا كبيرة من الجرحي. يأتي هذا في ظل توارد أنباء عن وقوع مواجهات عنيفة بين القوات الموالية للعقيد معمر القذافي والثوار في مدينة راس لانوف البترولية- التي تقع شرقي البلاد-; مما أدي إلي سقوط قتيلين وإصابة17 شخصا آخرين. كما تعرضت منشأة بترولية بالقرب من ميناء سدرة إلي قصف جوي من قبل قوات القذافي مما أدي إلي وقوع انفجار ضخم تصاعدت منه ألسنة اللهب والدخان.وقال مقاتل اتصلت به رويترز هاتفيا ان القوات الموالية للقذافي دخلت الميدان الرئيسي في الزاوية أمس وانسحبت قوات المعارضة المسلحة التي كانت تحاول الاحتفاظ بالسيطرة عليها. وأكد طبيب محلي تقريرا افاد بان عدد القتلي في قتال أمس لا يقل عن40 وربما يكون اكثر كثيرا.وقال المقاتل هاتفيا' انسحبنا وهم داخل الميدان لكننا سنهاجمهم من جديد ونستعيده. فهذه ليست النهاية.'وقال الطبيب ان كثيرا من القتلي في الشوارع ومن بينهم مسنون ونساء واطفال. وقال إبراهيم المقاتل في الزاوية' الوضع مخيف للغاية. هناك الكثير من القناصة. وتابع قوله' الكثير من القتلي سقطوا ولم يتسن حتي دفنهم. الزاوية باتت مهجورة ولا احد في الشوارع ولا حتي الحيوانات ولا طيور في السماء.' وقال مسئول بمصفاة الزاوية الليبية أمس إن معارك ضارية أدت لإغلاق المصفاة وهي واحدة من أكبر المصافي الليبية وتقع علي اطراف مدينة الزاوية. وقال المسئول لرويترز' تم اطلاق الأسلحة الثقيلة في منطقة قريبة ولا يمكننا تشغيل المصفاة في هذه الظروف.' وتابع أن قوات المعارضين قتلت ضابطا كبيرا من أقارب القذافي في القتال في وقت سابق هذا الأسبوع' لذلك يقصف المدينة. انهم يريدون استعادة جثته وقد فعلوا.' وأضاف أن نحو60 من مقاتلي المعارضة خرجوا من المدينة لمهاجمة قاعدة عسكرية تبعد20 كيلومترا عن الزاوية أمس الأول. وقال' لم يعد أحد ولا نعرف ما إذا كانوا أحياء ام قتلوا. لم نسمع شيئا عنهم. وقد شنت المعارضة المسلحة في ليبيا هجمات خاطفة علي القوات الموالية للقذافي في شرق البلاد أمس وزودت خطها الأمامي بالأسلحة والذخيرة. وحلقت طائرة حربية فوق نقطة تفتيش للمعارضة عند البوابة الرئيسية لبلدة راس لانوف التي تسيطر عليها المعارضة والتي شهدت غارات جوية مستمرة في الأيام الماضية. وقال مقاتلون ضمن المعارضة الليبية إن قوات موالية للقذافي أصابت صهاريج تخزين في ميناء السدر البترولي في شرق ليبيا أمس وذلك خلال قصف عنيف لمواقع المعارضة في المنطقة. وارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان الأسود فوق الميناء. ولم يتسن علي الفور التأكد من مصادر مستقلة من التيقن إن كان السبب هو قصف قامت به قوات القذافي أو صاروخ شارد للمعارضة. وقالت المعارضة المسلحة في مقرها مدينة بنغازي في شرق ليبيا أمس إن قواتها عادت لتخوض قتالا ضاريا علي بلدة بن جواد لكن بعض المقاتلين قالوا إن مصيرها غير واضح. وقد تعرضت مواقع المعارضة المسلحة الليبية للقصف قرب ميناء السدر البترولي في شرق البلاد من جانب القوات الموالية للقذافي وردت باطلاق زخة من المقذوفات الصاروخية. وتبادلت الحكومة الليبية والمعارضون اللوم في حادث تفجير منشآت بترولية في شرق البلاد أمس. وقال المعارضون إن قوات القذافي ضربت خط أنابيب بترولي يؤدي إلي السدرة وأسقطت قنابل علي خزانات في منطقة راس لانوف. وحمل التلفزيون الحكومي الليبي المسئولية عن الانفجار عناصر مسلحة' مدعومة من القاعدة' قائلا إنها فجرت خزانا للبترول بينما كانت القوات المؤيدة للقذافي تتقدم صوب راس لانوف. واتهم مسئول معارض في بنغازي القذافي بأنه يلعب' لعبة قذرة' من خلال ضرب أنابيب البترول.