كشفت الجولات المتتالية التي قام بها المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط خلال الأسبوع الماضي علي محطات الصرف الصحي ومياه الشرب بمراكز وقري المحافظة عن الواقع المرير الذي يعيشه قطاع مياه الشرب والصرف الصحي وحالة الغيبوبة التي يعيشها مسئولو الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي والجهل بمشكلات محطات المياه والصرف الصحي والبرامج الزمنية المحددة للانتهاء من تلك المشروعات. وذلك بعدما طلب الدسوقي من مسئولي الهيئة بأسيوط تقريرا عن المشروعات التي يجري العمل بها وكذلك المحطات التي بها مشكلات وعقب تسلمه للتقرير قرر القيام بجولة ميدانية لمتابعة سير العمل ليكتشف المفاجأة بأن التقرير الذي تم إعداده لا يمت بصلة للواقع المأساوي الذي يعيشه قطاع الصرف الصحي والمياه بأسيوط وهو ما دعا الدسوقي لتحميل الهيئة المسئولية الكاملة عن تأخر انتهاء أعمال إنشاء عدد من محطات المياه والصرف الصحي بالمحافظة وخاصة التأخر في أعمال إنشاء محطة ديروط المرشحة وشبكاتها الموجودة بقرية شلش وعدم الالتزام بالجدول الزمني الموضوع لتسليم المحطة والبدء في أعمال التشغيل الفعلي لها واصفا التأخر في تشغيل المحطة وعدم توصيل الخدمة للمواطنين طبقا للجداول الزمنية الموضوعة بأنه إهدار للمال العام, مشيرا إلي انه كان من المفترض تسليم المحطة منذ عام2007 م وفقا للمكاتبات التي صدرت من الشركة. وشدد علي البدء الفوري في معالجة أسباب تأخر التشغيل الفعلي للمحطة ومضاعفة العمل خلال الفترة المقبلة لتعويض هذا التأخير حيث جاء رد المهندس محسن الحسيني رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط ليحمل الظروف المسئولية حيث قال إن سبب التأخر في مواعيد بدء التشغيل الفعلي للمحطة يرجع لعدة أسباب منها تأخر صدور قرار مصادرة الأرض حتي تم تنفيذه في عام2008 م فضلا عن توقف الأعمال خلال فترة الثورة كما جاء توقف الشركة المنفذة خلال الفترة الأخيرة عن القيام بالأعمال داخل المحطة بسبب حدوث إضراب داخلي بها كعامل مؤثر أيضا علي تأخر أعمال التشغيل الأمر الذي أدي إلي سحب الأعمال منها وإيقاف مستحقاتها والطرح للتعاقد مع مقاول كهروميكانيكي جديد حيث سيتم بعد ذلك عمل التطهير ل المروقات والخزانات الأرضية يتبعها إجراء تجارب التشغيل ثم بدء ضخ المياه للجانب الشرقي من الشبكات خلال3 شهور والذي يمثل40% من الكثافة السكانية للمركز. وجاءت ثاني المفاجآت بخزان مياه شرق أسيوط حيث فوجئ المحافظ بتوقف العمل بالخزان بالرغم من انتهاء الأعمال الإنشائية والميكانيكية وهو ما دعا الدسوقي لتوبيخ مسئولي الشركات المنفذة للمشروع لتقاعسهم عن تنفيذ تلك المشروعات رغم توافر التمويل اللازم لتنفيذ بعضها مطالبا الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي باتخاذ إجراءات أكثر حزما للانتهاء منها في التوقيت المحدد لها مسبقا خاصة وأن خزان مياه شرق أسيوط بدأ إنشاؤه منذ عام2001 بطاقة استيعابية3 آلاف متر مكعب ولم تتم الاستفادة منه حتي الآن رغم مرور15 عاما علي البدء في تنفيذه بسبب عدة مشكلات شابت عمليات التجريب والتشغيل ومدي صلاحية المياه, لافتا إلي ضرورة إجراء عدة تجارب لتشغيله خلال الفترة الماضية إلا أن هذه التجارب أكدت وجود بعض الملاحظات الفنية خاصة في خط الطرد التي من المفترض تداركها من قبل الشركة المنفذة للمشروع في أسرع وقت ممكن حتي يتم تشغيله والاستفادة منه في القضاء علي مشكلة توصيل المياه للأدوار العليا حيث سيضاعف تشغيله من وصول المياه للأدوار العليا ويحسن ضغوط المياه في الشبكات بجميع مناطق حي شرق مدينة أسيوط. وجاءت ثالثة المآسي بمحطات البنك الدولي المراغي والفواخير بحي غرب أسيوط حيث توقفت محطة البنك الدولي عن العمل تماما لمدة أسبوع وهو ما أحدث أزمة كبيرة بالمدينة وتفاقمت عقب قيام الشركة بقطع المياه عن5 مناطق مأهولة بالسكان وكالعادة جاء رد مسئولو الهيئة بأن ملاك الأبراج المخالفة قاموا بصرف مخلفات البناء بالمحطة وقد أثرت علي استيعاب محطات الصرف الصحي مما تسبب في قطع المياه وغرق الشوارع بمناطق الأربعين وحي غرب ودرنكة ونزلة عبد اللاه بمدينة أسيوط وأن العمر الافتراضي لمحطة البنك الدولي بمنطقة الأربعين25 عاما حيث بدأ العمل بها عام1981 لتستوعب250 لتر/ث في اليوم. واقترح المحافظ إنشاء محطة جديدة بجوار المحطة القديمة لاستيعاب الكميات الكبيرة من الصرف الصحي من تلك الأبراج مستقبلا. أما أكثر المواقف المخجلة التي تعرض لها مسئولو الهيئة القومية كانت محاولة أحدهم مغافلة محافظ أسيوط الذي استعان بخبراته في مجال الهندسة حيث تفقد سير العمل بمحطة مياه الوليدية التي كان من المفترض أن يتم تسليمها نهاية الشهر الجاري ولكن حقيقة الأمر تحتاج إلي6 أشهر آخري وحينما استفسر عن سبب التأخير قال له مسئولو الهيئة أن تأخر المعدات الميكانيكية بالجمارك هي السبب وأن الأمر خارج عن أرادتهم ليبادرهم الدسوقي بطلبه بالاطلاع علي الأوراق الدالة علي ذلك وبالفعل تم عرض الأوراق المدونة باللغة الإنجليزية عليه علي انها أوراق الشحن وهنا كانت المفاجأة حيث اكتشف الدسوقي ان تلك الأوراق خاصة بمخاطبات الشركة لتحديد المعدات المطلوبة ليقوم المحافظ بتوبيخ مسئولي الهيئة ومطالبتهم بالتركيز في إنجاز الأعمال المطلوبة بدلا من المراوغة والخداع وطالب بتقرير دوري عن الموقف التنفيذي للمشروع ووصول المعدات اللازمة لاستكمال تنفيذ المشروع الجديد الجاري إنشاؤه بطاقة إنتاجية52 ألف م3/يوم بتكلفة إجمالية127 مليون جنيه والتي تغذي حي الوليدية بالإضافة إلي7 قري شمال مركز أسيوط وهي قري سلام والعدر وبهيج ومنقباد وبني حسين ونجع سبع ونجع العيسوية وانتقد ياسر الدسوقي عدم جدية الشركات في تنفيذ المشروع في المواعيد المحددة.