ذكرها الله تعالي في سورة الأنبياء(72), وهود(71) والذاريات(29). أما في سورة هود فقد قال تعالي: ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشري قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ(69) فلما رءا أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلي قوم لوط(70) وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب(71) قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب(72) قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد(73): ويعقب الإمام ابن كثير في تفسيره علي هذه الآيات بأن ضيوف إبراهيم عليه السلام من الملائكة وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل جاءوا في شكل شباب حسان ليبشروا إبراهيم عليه السلام بالولد( إسحاق) وبهلاك قوم لوط فقدم لهم واجبات الضيافة( عجل حينذ سمين) مشوي إلا أنهم لم يقدموا أيديهم للطعام فخاف منهم, إلا أنهم كشفوا عن رسالتهم له وكانت امرأته قائمة( سارة) تخدمهم فضحكت استبشارا بهلاك قوم لوط لكثرة فسادهم. قال ابن عباس:( فضحكت) أي حاضت, وقول وهب بن منبه: إنما ضحكت لما بشرت بإسحاق مخالف لهذا السياق, فإن البشارة صريحة مرئية علي ضحكها( فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) أي: يولد لها ولد يكون له عقب ونسل, فإن يعقوب ولد إسحاق, ومن هنا استدل من استدل بهذه الآية علي أن الذبيح إنما هو( إسماعيل) وأنه يمتنع أن يكون هو إسحاق لأنه وقعت البشارة به, وأنه يولد له يعقوب, فكيف يؤمر إبراهيم أن يذبحه وهو طفل صغير ولم يولد له يعقوب الموعود بوجوده, ووعد الله حق لا خلف فيه, فيمتنع أن يؤمر بذبح هذا والحالة هذه, فيتعين أن يكون الذبيح هو إسماعيل وهذا من أحسن وأبين الاستدلال, قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا), قالت الملائكة أتعجبين من أمر الله وإن كنت عجوزا عقيما وبعلك شيخا كبيرا فإن الله علي ما يشاء قدير( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) وفي سورة الأنبياء ذكر الله تعالي نجاة إبراهيم عليه السلام من النار التي أعدها له الكافرون ثم إن الله تعالي وهب له إسحاق ويعقوب قال تعالي( قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين(68) قلنا يا نار كوني بردا وسلاما علي إبراهيم(69) وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين(70) ونجيناه ولوطا إلي الأرض التي باركنا فيها للعالمين(71) ووهبنا له أسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين(72) وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين(73) الأنبياء وفي سورة الذاريات قال تعالي: هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين(24) إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون(25) فراغ إلي أهله فجاء بعجل سمين(26) فقربه إليهم قال ألا تأكلون(27) فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم(28) فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم(29) قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم(30) الذاريات. فكانت البشارة لإبراهيم ولزوجته فأقبلت زوجته في صرة أي صرخة عظيمة ورنة وهو قولها( يا ويلتي) وقالت( عجوز عقيم) وصكت وجهها أي ضربت جنبها قال ابن عباس( لطمت أي تعجبت, كما تتعجب النساء من الأمر الغريب( وقالت عجوز عقيم) وهي كانت في شبابها وصباها عقيما لا تحبل؟( قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم), أي عليم بما تستحقون من الكرامة, حكيم في أقواله وأفعاله.