عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلي الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي علي رطبات, فإن لم تكن رطبات فعلي تمرات, فإن لم تكن حسا حسوات من ماء. يقول الدكتور أنور المفتي: إن الأمعاء تمتص الماء المحلي بالسكر في أقل من خمس دقائق, فيرتوي الجسم وتزول أعراض نقص السكر والماء فيه, في حين أن الصائم الذي يملأ معدته مباشرة بالطعام يحتاج إلي ثلاث أوأربع ساعات حتي تمتص أمعاؤه مايكون في إفطاره من سكر, فكان في الرطب والتمر أو الماء المحلي ما يوافق الصائم الجائع. ولقد كشفت الأبحاث الطبية عن آثار الرطب التي تعادل العقاقير الميسرة لعملية الولادة والتي تكفل سلامة الأم والجنين معا, فهو يسهل انقباض الرحم بعد الولادة ويمنع النزيف, كما أن له تأثيره المهدئ للأعصاب. يقول عمرو بن ميمون: ما من شيء خير للنفساء من التمر والرطب, وتلا قوله تعالي: وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي وقري عينا مريم25,.26 والتمر ملين طبيعي ممتاز, يستطيع من اعتاد تناوله يومياأن ينجو من حالات القبض المزمن, ومعالجة البواسير, بالإضافة إلي أنه مقو عام للعضلات والأعصاب ومؤخر لمظاهر الشيخوخة, وإذا أضيف إليه الحليب كان من أحسن الأعذية خاصة للجهاز الهضمي. وثبت أن كل مائة جرام من التمر تحتوي علي65 مليجراما من الكالسيوم, و72 مليجراما من الفسفور, و501مليجرام من الحديد, وهذه الأماح المعدنية القلوية تساعد الجسم علي التخلص من الحموضة والسموم المتراكمة, ويمكن لكل مائة جرام من التمر أن تعطي الجسم طاقة قدرهخا353 سعرا حراريا. وقد وصف التمر كعلاج للسعال والبلغم والتهاب القصبة الهوائية, وذلك بعمل50 مجم من التمر و50مجم من الزبيب و50مجم من العناب المجفف, ووضعهم علي1 لترمن الماء ثم يلي علي النار ونظرا لأن التمر غني بفيتامين( أ) فهو يحفظ رطوبة العين وبريقها, ويمنع جحوظها, ويقوي الرؤية وأعصاب السمع, ويكافح التراخي والكسل عن الصائمين. ومن هذا يكشف لنا الطب الحديث حكمة التوجيه النبوي الكريم في الإفطار علي التمر أو الماء حين قال: إذا أفطر أحدكم فليفطر علي تمر فإنه بركة, فإن لم يجد فليفطر علي ماء فإنه طهور. وروي عن النبي أنه ذكر التمر قائلا: من تصبح بسبع تمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر.