وزير الاستثمار يشهد الافتتاح الرسمي للملتقى الاقتصادي العربي الألماني    إزالة 88 حالة تعد على أراضي أملاك الدولة في أسوان    التقديم غداً.. فتح باب حجز «سكن لكل المصريين 7» بمقدم 100 ألف جنيه (المساحات والأماكن)    إسرائيل بعد موقف بريطانيا: الضغوط الخارجية لن تجعلنا نحيد عن موقفنا    باكستان والهند توافقان على سحب قواتهما إلى مواقع وقت السلم    الجيش السوداني يعلن تطهير ولاية الخرطوم من «الدعم السريع»    رونالدو يقود البرتغال أمام ألمانيا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية    "سقوط النادي في الهاوية".. عضو مجلس إدارة الإسماعيلي يتقدم باستقالته    لابورتا: لامين يامال مشروع نجم مختلف عن ميسي    القبض علي 3 من قائدي السيارات قاموا بحركات استعراضية بالشرقية | صور    إقبال منخفض على شواطئ الإسكندرية بالتزامن مع بداية امتحانات نهاية العام    المهرجان القومي للمسرح المصري يطلق 8 ورش احترافية لتطوير أدوات المسرحيين الشباب    في ذكرى يوم فارق من 2020... هل يعود شبح كورونا من جديد؟    رئيس جامعة أسيوط يتابع امتحانات الفصل الدراسي الثاني ويطمئن على الطلاب    «زهور نسجية».. معرض فني بكلية التربية النوعية بجامعة أسيوط    خالد عبدالغفار يبحث تعزيز التعاون مع وزيري صحة لاتفيا وأوكرانيا    مشاهدة مباراة الأهلي والزمالك بث مباشر اليوم في نصف نهائي دوري سوبر السلة    «سنطبق اللائحة».. رابطة الأندية تهدد بيراميدز بخصم 6 نقاط    بعد 9 سنوات.. تطوير ملاعب الناشئين في نادي الزمالك    20 مليون جنيه عقوبة الانسحاب من الدوري في الموسم المقبل    رئيس الوزراء: نتطلع لتفعيل المجلس الأعلى التنسيقي المصري السعودي    المشرف على "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" تستقبل وفدًا من منظمة هيئة إنقاذ الطفولة    وزارة التعليم تكشف إجراءات التعاقد على وظائف المدارس المصرية اليابانية    وفاة عجوز بآلة حادة على يد ابنها في قنا    محافظ سوهاج يسلم التأشيرات والتذاكر للفائزين بقرعة حج الجمعيات الأهلية    جدل لغز ابن نجم شهير.. هل موجود أم لا ؟ | فيديو    تغير اسم أحدث أفلام نيللي كريم من «جوازة ولا جنازة» ل «بروفة فرح»    القائمة الكاملة لأبطال فيلم «الست لما» ل يسرا    «الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» يوضح مواصفات الحجر الأسود؟    الوطنية للصحافة تنعي محمود صدقي التهامي الرئيس الأسبق لمجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف    وزير الصحة: مصر تقود مبادرة تاريخية لدعم أصحاب الأمراض النادرة    طريقة عمل البصارة أرخص وجبة وقيمتها الغذائية عالية    وزير الصحة: مصر تقود مبادرة تاريخية لدعم أصحاب الأمراض النادرة    ب48 مصنعاً.. وزير الزراعة: توطين صناعة المبيدات أصبح ضرورة تفرضها التحديات الاقتصادية العالمية    عامل يشرع في قتل صاحب ورشة بسبب الخلاف على أجرة إصلاح موتوسيكل بسوهاج    5 فرص عمل للمصريين في مجال دباغة الجلود بالأردن (شروط التقديم)    محافظ بورسعيد: المحافظة ظلمت بسبب إدراجها ضمن المدن الحضرية    محافظة القدس تحذر من دعوات منظمات «الهيكل» المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى    بعد دخول قائد الطائرة الحمام وإغماء مساعده.. رحلة جوية تحلق بدون طيار ل10 دقائق    سالم: نجهز ملف كامل حول أزمة القمة قبل الذهاب للمحكمة الرياضية.. ومتمسكون بعدالله السعيد    الإفتاء توضح فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة.. وغرة الشهر فلكيًا    "أونروا": المنظمات الأممية ستتولى توزيع المساعدات الإنسانية في غزة    شقق متوسطى الدخل هتنزل بكرة بالتقسيط على 20 سنة.. ومقدم 100 ألف جنيه    تشديد للوكلاء ومستوردي السيارات الكهربائية على الالتزام بالبروتوكول الأوروبي    جامعة القاهرة تستقبل وفدا صينيا بمستشفى قصر العيني الفرنساوي    ماذا تفعل المرأة إذا جاءها الحيض أثناء الحج؟.. أمينة الفتوى ترُد    "أمين عام مجمع اللغة العربية" يطلب من النواب تشريع لحماية لغة الضاد    جامعة سوهاج تعلن انطلاق الدورة الرابعة لجائزة التميز الحكومى العربى 2025    المغرب: حل الدولتين الأفق الوحيد لتسوية القضية الفلسطينية    هل يجوز الحج عمن مات مستطيعًا للعبادة؟.. دار الإفتاء تُجيب    نقابة الفنانين السورية تنعي بطلة «باب الحارة»    الحبس 3 سنوات لعاطلين في سرقة مشغولات ذهبية من شقة بمصر الجديدة    أنطلاق فيلم المشروع x بطولة كريم عبد العزيز ويامسين صبري بدور العرض السينمائى    دينزل واشنطن يوبخ مصورا قبل حصوله على السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان كان    عاجل- الصحة العالمية تُعلن خلو مصر من انتقال جميع طفيليات الملاريا البشرية    بعد تداول فيديو.. ضبط قائد سيارة حاول الاصطدام بسيدة على محور 30 يونيو    نتنياهو: أدين بشدة تصريحات يائير جولان ضد إسرائيل وجيشها    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء جاد الكريم نصر الرئيس الأسبق للشركة المصرية للمطارات:
سقوط الطائرة له احتمالان: عمل إرهابي أو عطل فني مفاجئ.. وعلينا ألا نستبق التحقيقات
نشر في الأهرام المسائي يوم 22 - 05 - 2016

للمرة الثالثة خلال عدة أشهر تتصدر حوادث الطائرات أحاديث الشارع المصري حيث بدأت بسقوط الطائرة الروسية واختطاف طائرة إلي قبرص
وأخيرا حالة الجدل التي خلقها سقوط الطائرة المصرية القادمة من فرنسا علي مقربة من المجال الجوي المصري.
حالة الجدل هذه فتحت الباب لتخمينات كثيرة حول أسباب السقوط كلها لم تتعد فرضية المؤامرة ووجود عمل إرهابي, وهو ما رجحه وزير الطيران المدني نفسه, أو حدوث عطل فني مفاجئ وكلها تأويلات ليست مدعومة بأدلة دامغة حتي الآن.
الأهرام المسائي التقت أحد أبرز الخبراء في مجال الطيران المدني اللواء طيار جاد الكريم نصر رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للمطارات سابقا حيث تحدثنا معه عن واقعة سقوط الطائرة والأسباب والفرضيات المطروحة ومسئولية كل من الجانب المصري والفرنسي.. ومن هنا كانت بداية الحوار:
بداية كيف تابعت واقعة سقوط الطائرة المصرية القادمة من فرنسا؟
تابعتها بنوع من الحزن والأسي علي الضحايا الذين فقدناهم علي متنها وطاقم الطائرة والتبعات التي ستطول مصر بسببها. لكن لو تحدثنا بنوع من العقل والمنطق سنجد أنها حادثة طيران مثلها مثل أي حادث آخر يحدث في أي مكان بالعالم وطالما هناك طيران ستظل مثل هذه الحوادث موجودة.
أما بالنسبة للحادث نفسه فحتي الآن لا نستطيع أن نقول ما هو سببه ولابد أولا من جمع الحطام وهذا سيساعد كثيرا في الاقتراب من تحديد أسباب السقوط ثم يستكمل العمل بوجود الصندوقين الأسودين. ويتم فحص الحطام وتحليله بمعني أننا إذا وجدنا حطام الطائرة علي هيئة قطع صغيرة متناثرة علي مسافات بعيدة جدا نصبح أمام فرضية أن هذه الطائرة حدث لها إنفجار في الجو ومن ثم تحولت إلي أشلاء كثيرة ثم تناثرت في البحر أما إذا كانت قطعة واحدة فمعني ذلك أنه حدث شيء آخر غير الإنفجار.
وهل تتوقع أن يكون السقوط نتيجة لعمل إرهابي؟
هذا وارد لكن لا يمكنني الجزم بذلك إلا بعد الإنتهاء من جمع الحطام وتحليل الصندوق الأسود والتحقيق فيما حدث ووارد أيضا أنه يكون خطأ فني.
لكن لو تحدثنا عن حوادث الطيران بصفة عامة. ماهي أسبابها؟
هناك أربعة أسباب رئيسية لحوادث الطيران في العالم أولها العنصر البشري وهذا يتمثل في الطيار ومساعد الطيار والأطقم الفنية ومدي تدريبهم ومدي تأهيلهم ومدي لياقتهم الطبية وعدد ساعات طيرانهم وكفاءة هذا العنصر متوفرة في حالة الطائرة المصرية والطيار سجل6200 ساعة طيران. إذا لا توجد لدينا مشكلة في العنصر البشري. ثانيا الناحية الفنية ولو نظرنا للطائرة سنجد أنها تصنيع2003 أي ليست قديمة لأن العمر الافتراضي في الطيران30 سنة بينما طائرة مصر للطيران عمرها13 سنة فقط كما أن الطائرة ليس بها مشاكل ولم تظهر بها عيوب فنية وهذا مرصود في سجلات الطائرة وتحركاتها.
لكن بعد3 ساعات طيران هل يمكن حدوث عطل فني قبل النزول إلي الأرض؟
طبعا وارد ويمكن أن يحدث عطل فني مفاجيء في الجو ولا يمكن السيطرة عليه من خلال أجهزة التحكم وهو ما يجعل الطائرة تهوي فجأة ويجعل الطيار لا يجد وقتا حتي لإرسال استغاثة.
وماذا عن السببين الثالث والرابع؟
السبب الثالث يتمثل في الظروف المناخية مثل السحب الركامية والرعدية والتعرض لمطبات وشحنات كهربائية وهذه لم تكن موجودة في حالة الطائرة المصرية لأن الجو كان مثالي في ذلك اليوم علاوة علي أن الطائرة كان تطير علي ارتفاع37 ألف قدم وهو ما يعني أنها فوق طبقة التروبوسفير التي لا يوجد بها أي ظواهر جوية وهي بعيدة تماما عن السحب وهنا نستبعد فرضية الظروف المناخية.
السبب الرابع هو الخاص بأعمال التدخل غير المشروع أي الأعمال الإرهابية والإجرامية وتلك التي يكون فيها حالات اختطاف وفوضي وإتلاف ومواد متفجرة ومواد مشتعلة وخلافه.
لكن وزير الطيران نفسه لم يستبعد الإحتمال الرابع الخاص بالعمليات الإرهابية؟
نعم لأنه طبقا للأسباب الأربعة التي ذكرتها لك سنجد أنفسنا أمام احتمالين لا ثالث لهما إما العمليات الإرهابية وإما العيب الفني مع استبعاد الخطأ البشري والعوامل الجوية.
لكن أيهما أقرب في هذه الحالة العمل الإرهابي أم الخطأ الفني؟
لا يمكن الحكم علي ذلك الآن ولكن وزير الطيران قالها في الموتمر الصحفي صراحة أنه يرجح فرضية العمل الإرهابي وأعتقد أنه كان هناك نوع من الاستعجال في ذلك التصريح وكان لابد من انتظار التحقيقات ومراجعة مطار الإقلاع وكل من تعامل مع الطائرة ويتم مراجعة التفتيشات التي تمت من خلال كاميرات المراقبة ومتابعة سير الركاب منذ دخول المطار وحتي ركوب الطائرة.
إذا المسئولية هنا تقع علي الجانب الفرنسي؟
فرنسا هي مطار الإقلاع وهي الدولة المصنعة للطائرة وفرنسا ضحية مثلنا لأن لديها15 مواطن كانوا علي متن الطائرة. وأعتقد أنه طبقا للنظم العالمية يتحمل مطار الإقلاع المسئولية كاملة وقد حدث هذا من قبل وحملونا مسئولية سقوط الطائرة الروسية لأنها خرجت من مطار شرم الشيخ لذا فإن من يحدد الخطأ هي التحقيقات وليس الكلام المرسل وربما تكون فرنسا غير مسئولة تماما لو ثبت أن الطائرة سقطت نتيجة لخلل فني.
لكن وسائل الإعلام الأمريكية والغربية استغلت سقوط الطائرة وبدأت من جديد تشكك في الأمن المصري؟
في هذه الحادثة لا وجه للتشكيك في الأمن المصري والمطارات المصرية لأن الطائرة خرجت من مطارل شارل ديجول. ومصر للطيران حتي الآن ليس عليها أي مسئولية فيما حدث لأن صلاحية وسجلات الطائرة سليمة والطيارين من ذوي الخبرة والكفاءة. ولكن طبقا للقواعد المعمول بها يكون أمن الطائرة نفسها ملزما به مصر للطيران وقد كان موجود بالفعل موجود ثلاثة من الأمن بالطائرة وإنما الحقائب هي مسئولية مطار الإقلاع والإجراءات الأمنية للأمتعة والركاب مسئولية مطار الإقلاع وبالتالي جميع من يقترب من الطائرة من خدمات سواء تموين أو نظافة أو أطعمة أو مشروبات أو دعم فني فهو مسئولية مطار الإقلاع وليس شركة الطيران.
وبماذا تفسر إصرار وزير الطيران في المؤتمر الصحفي علي إطلاق لفظ الطائرة المفقودة وعدم إعلان أسماء الركاب الذين كانوا علي متنها؟
لا طبعا لابد من إعلان أسماء الركاب خاصة وقد ظهر حطام الطائرة أما يخص إصرار الوزير فكان علي أساس أن الطائرة مازالت مفقودة ولم يتم العثور علي ركامها حتي وقت إنعقاد المؤتمر الصحفي.
وحيث أنه مسئول رسمي في الحكومة لا يستطيع أن يعتمد علي فرضيات أو معلومات لم تتحقق علي الأرض حتي وإن كان الجميع يعلمون متخصصين وغير متخصصين أن الطائرة سقطت فلا يمكن مثلا أن تظل الطائرة في الجو5 أو6 ساعات ولا يتم رصدها. حتي رئاسة الجمهورية لم تصدر بيانا رسميا للعزاء في ضحايا الطائرة إلا بعد العثور علي أجزاء من الحطام.
لكن ما تقييمك لتعامل الوزير مع الأزمة بصفة عامة ورؤيتك للمؤتمر الصحفي الذي عقده؟
الحقيقة أعتقد أن الوزير تعامل بشكل جيد مع الأزمة وكان لديه إتزان وثبات إنفعالي وهذا يعطينا إنطباع أنه رجل سياسي ورجل دولة يمكنه إدارة الأزمة بكل حكمة وهذا ما ظهر في المؤتمر الصحفي حتي إنه عند الحديث عن الجوانب الفنية كان يتركها للطيارين المتخصصين الذين كانوا يرافقونه.
وهل الدولة كانت علي مستوي الحدث في التعامل مع الأزمة؟
نعم بالتاكيد وهذا ما ظهر من إنعقاد مجلس الأمن القومي بصورة عاجلة برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي وحضور رئيس الوزراء والوزارات السيادية بالإضافة لتحرك طائرات القوات المسلحة علي الفور ونجاها في العثور علي حطام الطائرة.
كذلك تواجد رئيس الوزراء في غرفة أزمات الطيران المدني والتعامل الحضاري مع أهالي الركاب والحجز لهم في الفنادق وتوفير الأطباء المتخصصين بجوارهم وخاصة الأطباء النفسيين. لذا أعتقد أن الدولة كانت علي مستوي الحدث وتعاملت بشكل محترف ومحترم للغاية.
لكن هل إجتماع مجلس الأمن القومي يحمل دلالة علي أن الحادث ربما يكون إرهابيا؟
لا دلالة بين هذا وذاك.. لأن هذا المجلس ينعقد في الازمات الكبري التي تمر بها البلاد وما حدث كان كذلك لأن سقوط طائرة تحديدا هو حدث يؤثر في العالم كله وليس في مصر فقط حتي لو كانت الطائرة سقطت في مكان غير مصر ستجد العالم كله يتابعها لأن الطائرة تنتقل من دولة لأخري ويكون عليها جنسيات مختلفة وهناك أقارب وأسر للركاب وهناك3.5 مليار شخص يسافرون سنويا وهذا رقم ضخم للغاية وهذا ما يجعل الأمر مثار اهتمام.
وكيف رأيت إذا التعاون الذي تم بين وزارتي الدفاع والطيران في تلك الأزمة؟
هذا التعاون يمثل مؤشر جيد للغاية علي التنسيق والتواصل بين مؤسسات الدولة وتشكيلها لإدارة أزمة علي الفور ولذلك لابد من استمرار هذا التواصل والتنسيق في كل الملفات التي تواجهنا.
وكيف رأيت أيضا التعاون الفرنسي واليوناني مع مصر ثم دخول واشنطن علي الخط بإرسالها طائرة استطلاع للبحث عن حطام الطائرة؟
طبعا فرنسا من الدول الصديقة وكذلك اليونان.. وفرنسا يهمها أن تصل للحقيقة مثلنا لأن الطائرة أقلعت من إحدي مطاراتها الدولية ذات السمعة الكبيرة كما أنها الدولة المصنعة للطائرة إضافة إلي أن لديها15 مواطن فقدوا علي متن الطائرة ولديهم أهالي يسألون عليهم وفي هذا الصدد نثمن هذا التعاون.
وقد نحتاج ربما لدولة مثل أمريكا إذا احتجنا إلي إمكانيات أعلي للوصول إلي أعماق البحر لإستخراج الحطام والصندوقين الأسودين باستخدام أجهزة الاستشعار عن بعد وأجهزة الرؤية في الأعماق وقد نحتاج إلي غواصات وقد يكون لدينا هذه الإمكانيات لكن في حالة عدم وجودها سنحتاج إلي تعاون أمريكا معنا لأن الموضوع إنساني بالدرجة الأولي وليس سياسي.
لو عدنا لفرضية العمل الإرهابي مرة أخري. هل من الممكن أن يكون الصندوقين الأسودين للطائرة قد تعرضا للتلف نتيجة هذا العمل؟
سواء إرهابي أو غير إرهابي قد يحدث ذلك. ولكن الصندوقين مصممان لاستحمال الإرتطام العنيف والسقوط من مرتفعات والسقوط في البحر. إنما أحيانا قد يتعرضا لبعض التلفيات التي لا تستطيع معها قراءتهم.
وماذا نفعل في هذه الحالة؟
في حالة فقد الصندوقين سيكون هناك شواهد أخري من بينها حطام الطائرة الذي يتم تحليله وتحليل حجم التناثر وحجم الشروخ والحروق وحالة المحركات بالإضافة للجثامين وما تم فيها وهناك لجنة طبية داخل لجنة التحقيق وهناك لجنة فحص فني ولجنة فحص سجلات وهناك لجنة خاصة بتأهيل الطيارين ولياقتهم الطبية وعدد ساعات طيرانهم.
وماهي المهام والإجراءات التي يقوم بها فريق التحقيق في مثل هذه الحالات؟
أولا سيقوم باستخراج الحطام والصندوقين الأسودين وتحليلهما وكذلك يتم الكشف علي الجثامين والأشلاء ومتعلقات الركاب ويكون هناك مراجعة للسجلات وفي نفس الوقت يتم إجراء تحقيق سلامة في مطار الإقلاع وهناك تحقيق جنائي أمر به النائب العام في مصر وهناك تعاون دولي بين مصر واليونان وفرنسا لمراجعة آخر اتصالات بين الطائرة وأبراج المراقبة وكذلك مراجعة الشركة المصنعة للطائرة وكذلك الشركة المصنعة للمحرك وهناك مراجعة ستتم في مصر للطيران.
لكن التقرير النهائي للتحقيقات قد يتسغرق شهورا وربما يمتد لسنوات. لماذا؟
لأن بعض الحطام والمعادن تحتاج إلي فحص مجهري وهذا يتم بأجهزة غير موجودة في مصر فيتم إرسالها للخارج وكذلك الصندوقين الأسودين أحيانا يتعرضا لتلفيات ويحتاجا إلي أجهزة متقدمة لفتحهم ومعالجتهم وهناك إجراءات كثيرة جدا تأخذ المزيد من الوقت ومن بينها جمع الحطام.
وهل يمكن أن تتحيز لجنة التحقيق للخروج بنتيجة معينة تؤدي لعدم إحراج الدولة أو مطار الإقلاع؟
لا يمكن ذلك لأنها لجنة دولية تكون برئاسة مصر وعضوية فرنسا واليونان ومنظمة الطيران العالمية ووكالة الطيران الفيدرالية الأمريكية والدولة المصنعة للطائرة. إذا لن يكون هناك تحيز او إنحياز ولابد من خروج تقرير شفاف ومحايد.
ولكن بما تفسر تكرار حوادث الطائرات في مصر خلال الفترة الأخيرة والتي بدأت بسقوط الطائرة الروسية ثم اختطاف طائرة لقبرص ثم سقوط الطائرة القادمة من فرنسا. وهل تؤيد ما ذهب إليه البعض من وجود مؤامرة علي مصر؟
دعنا ننظر إلي الأشياء بمسمياتها الصحيحة فعندما حدث تقارب مصري روسي سقطت الطائرة الروسية وعندما حدث تقارب مصري إيطالي حدثت قضية جوليو ريجيني وعندما حدث تقارب مصري فرنسي حدث موضوع الطائرة القادمة من فرنسا ولكن لو تأكد وجود حادث إرهابي في الطائرة الأخيرة سنكون أمام مؤامرة مكتملة الأركان علي مصر.
وهل تتفق مع ماقاله الطيار حسام كمال وزير الطيران السابق من أن حادث الطائرة الروسية كان فخا منصوبا لمصر؟
هو يدخل في نفس الطرح السابق.
لكن بالتأكيد قطاع السياحة سيعاني من جديد بعد سقوط الطائرة الأخيرة؟
نعم لا شك رغم عدم وجود تقصير مصري في تلك الواقعة حتي الآن ولو كان المفروض إن السياحة تخاف فالمفروض السياحة تخاف من فرنسا التي أقلعت منها الطائرة وليس من مصر.
لكن مازال هناك اتهامات للدولة بأنها أخطأت في التعامل مع قضية الطائرة الروسية؟
كان هناك بعض الأخطاء البسيطة جدا ولكن لا ننكر أننا استفدنا من هذه الحادثة وأخذنا خبرة وأصبح لدينا إدارة أزمة وخلية أزمة تعمل بشكل جيد للغاية وبشكل احترافي وهذا ما ظهر في حادث سقوط الطائرة القادمة من فرنسا.
لكن هل تعتقد أن قضية الطائرة الروسية أخذت أكبر من حجمها الطبيعي؟
أكيد لأنه في نفس اليوم خرج علينا من يقول إنه عمل إرهابي دون التأكد ودون انتظار العثور علي الحطام أو انتهاء التحقيقات وتقوم بمنع السياحة القادمة إلينا حتي أوباما نفسه طلع وصرح وقال عمل إرهابي وهذا مايؤكد سياسة الكيل بمكيالين لإنه أمس في حادث الطائرة الأخيرة لم يقل مثل ذلك لأن الطائرة خرجت من مطار فرنسي ولو كان مطار مصري لقامت الدنيا ولم تقعد كما حدث مع مطار شرم الشيخ من قبل.
هذا يأخذنا لسؤال مهم حول تأمين المطارات في مصر. كيف تراه الآن بعد وصول العديد من الوفود الدولية لمراجعة الإجراءات المتخذة مؤخرا؟
إجراءتنا الأمنية من قبل الطائرة الروسية تخضغ لمعايير ومقاييس منظمة الطيران العالمية وكان يأتي علينا تفتيشات كثيرة من هيئات متعددة ومن وزارات النقل في ألمانيا وبريطانيا وتفتيشات من أمريكا ولم يكونوا يبدوا أي ملاحظات وإحنا عندنا أجهزة حديثة جدا في مطار القاهرة وشرم الشيخ وهناك زيادة في التفتيشات والإجراءات الأمنية مؤخرا ده إضافة لعدم وجود مطار في العالم مؤمن بنسبة100% وانظر لما حدث في بروكسل وما حدث في فرنسا.
لكن هل تتفق مع ماقاله مسئولين مصريين بأن إجراءات الأمن عندنا أعلي من مطارات أوروبا وأمريكا؟
نعم المرحلة الأولي عندنا في الإجراءات أعلي من أوروبا وأمريكا لأنك عندما تدخل المطار تخضع لتفتيش فوري للحقائب وللأفراد أنفسهم أما في مطارات أوروبا فتدخل علي الكاونتر الخاص بالصعود وتدخل علي المنطقة التجارية حتي الوصول لبوابة الطائرة.
وكيف تري إذا تقرير شركة كنترول ريسكس الخاص بتقييم مطارات القاهرة وشرم الشيخ ومرسي علم؟
هو تقرير مبدئي لم يرصد وجود تقصير في الناحية الأمنية وإنما كان له مطالبات بمنهجية العمل والاهتمام ببرامج التدريب والمؤسسية.
هل تعتقد أن تكرار حوادث الطائرات سيلقي بنتائج عكسية علي قطاع الطيران المدني في مصر؟
لا أعتقد ذلك.
وهل بعد الحادثة الأخيرة سيتم الضغط علي مصر لتطبيق سياسة السماوات المفتوحة أو خصخصة مصر للطيران؟
هذا مستبعد تماما وغير منطقي بالمرة.
لكن الأزمة الأخيرة ألا تنبهنا لضرورة إحداث تطوير في منظومة مصر للطيران وإدخال طائرات جديدة علي أسطولها وتطبيق نظم أمنية أكثر صرامة؟
هذا يتم بالفعل وهناك خطط وبرامج مستمرة للتحديث والتطوير واتباع النظم الأمنية الحديثة.
أخيرا. هل تري أن الإعلام كان له دور سلبي في تضخيم الأحداث التي مر بها قطاع الطيران المدني مؤخرا؟
بالعكس الإعلام في حادث الطائرة الأخيرة كان أغلبه جيد ومتزن وتناول الحدث بصورة محترمة وقنوات كثيرة كانت تؤكد علي ضرورة أخذ المعلومة من مصدرها الرئيسي وهو وزارة الطيران المدني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.