تختتم مساء اليوم الأحد الدورة التاسعة والستون من مهرجان كان السينمائي الدولي بحفل معتاد علي مسرح لوميير الكبير بقصر مهرجانات المدينة, وسط ترقب ملايين المشاهدين عبر شاشات التليفزيون حول العالم وآلاف المعجبين الذين يصطفون كل عام أمام المسرح ليحظوا برؤية نجومهم المفضلين علي السجادة الحمراء الشهيرة وآلاف الصحفيين والإعلاميين الذين يحرصون علي تغطية نتائج الحدث السينمائي الأكبر والأهم في العالم. يتولي تقديم الحفل الممثل والكوميديان الشهير لوران لافيت, عضو الكوميدي فرانسيز العريقة, والذي قدم حفل الافتتاح مساء الأربعاء11 مايو الجاري. ولا تخرج الأحاديث الدائرة قبل الحفل- بطبيعة الحال- عن التساؤلات التقليدية: من أحق بالسعفة الذهبية الشهيرة؟ ومن يؤهلها أداؤها للحصول علي جائزة أحسن ممثلة؟ ومن يستحق التكريم كأفضل ممثل؟ ومن يتوج من المخرجين؟ وهل تكون الجوائز فنية بحتة, أم تشوبها بعض الحسابات والتوازنات السياسية كما حدث في العديد من دورات كان السابقة؟ قبل محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة, لابد من التأكيد علي أن هذه الدورة ليست قوية من حيث الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية, وربما- بل من المؤكد- أن هناك بالأقسام الأخري أعمالا كانت تستحق دخول المسابقة بدلا منها, ومن بينها الفيلم المصري اشتباك, الذي عرض في افتتاح قسم نظرة ما.. لكن الثابت أن هذه المسابقة ليست علي المستوي المنشود, وبعض أفلامها لا ترقي للمشاركة في مسابقة مهرجان دولي كبير, فما بالك بكان الأكبر؟ ويعود ذلك إلي أن كان ما زال مصرا علي المضي قدما في طريق التحول إلي ناد شبه مغلق لا يدخله أو يتمتع بخدماته سوي عدد محدود ومعروف من الأعضاء, أو المخرجين, الذين أكاد أن أجزم أن أفلامهم يتم اختيارها قبل مشاهدتها وقبل حتي أن ينتهي تنفيذها.. وإذا لم يكن لهؤلاء الأعضاء أفلام, يتم ترشيحهم للجان التحكيم المختلفة, أو يجري تكليفهم بإلقاء درس السينما علي رواد المهرجان, أو بأي نشاط آخر, المهم أن يكونوا موجودين! من اللحظة الأولي, أظهرت قوائم الاختيار الرسمي أن مسئولي المهرجان قرروا هذا العام أن يلعبوا- كالعادة- بكل أوراقهم المتاحة, ويشركوا كل لاعبيهم الكبار, لكن من الواضح أن ذلك تم بالاعتماد علي سمعة هذه الأسماء فقط, ودون رؤية الأفلام أو تقييمها بشكل فني ومهني سليم, وينسحب ذلك علي معظم الأفلام التي شاهدتها هنا. وفي ضوء ما سبق, فإن الأفلام المرشحة- من وجهة نظري- لدخول لائحة الجوائز, قليلة جدا, وعلي رأسها البائع للمخرج الإيراني الكبير أصغر فرهادي, وبكالوريا للمخرج الروماني الكبير كريستيان مونجيو.. وأرشحهما للسعفة الذهبية وجائزة المهرجان الكبري, بحيث يحصل أحدهما علي الأولي والآخر علي الثانية. وبالنسبة لجائزة لجنة التحكيم, هناك في الصورة الفيلم الألماني إيدرمان, من إخراج مارين آدي, وفيلم هي للمخرج الهولندي الكبير بول فيرهوفن.. وفي الإخراج والسيناريو أرشح الأفلام الأربعة السابق ذكرها مع أفلام أخري يمكن ترضيتها, مثل أنا دانيال بليك لكين لوتش وباترسون لجيم جارموش والفتاة المجهولة للأخوين جان بيير ولوك داردين. وفي فئة الممثلات, أرشح بقوة النجمة الفرنسية الكبيرة إيزابيل أوبير عن أدائها الرائع في فيلم هي لفيرهوفن.. أما الممثلون, فأتمني أن ينالها مناصفة الممثلان الإيرانيان المتميزان شهاب حسيني وباباك كريمي عن دوريهما في فيلم البائع لفرهادي, خاصة الأخير تقديرا لأدائه المذهل.