إن يوم النصف من شعبان هو من جملة الأيام الثلاثة البيض:( الثالث عشر, والرابع عشر, والخامس عشر) المندوب صيامها من كل شهر, وقد ورد حديث ضعيف جدا في تخصيص يوم النصف من شعبان بالصيام: فقد أخرج ابن ماجة في السنن بسنده عن علي رضي الله عنه, عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:( إذا كانت ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها, وصوموا يومها, فإن الله تبارك وتعالي ينزل فيها لغروب الشمس إلي السماء الدنيا, فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا من مسترزق فأرزقه؟ ألا من مبتلي فأعافيه؟ ألا سائل فأعطيه؟ ألا كذا, ألا كذا؟ حتي يطلع الفجر). وهذا الحديث حديث ضعيف جدا, في سنده: أبو بكر بن عبدالله بن أبي سبرة: رموه بالوضع. قال أحمد: ليس بشيء كان يضع الحديث. وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. وقال ابن المديني: كان ضعيفا في الحديث. وقال مرة: منكر الحديث. وقال البخاري: ضعيف. وقال مرة: منكر الحديث. وقل النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حجر: رموه بالوضع. ويغني عنه الحديث الصحيح: الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:( أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتي أموت: صيام ثلاثة أيام من كل شهر, وصلاة الضحي, ونوم علي وتر) وأما فضل ليلة النصف من شعبان فقد وردت أحاديث كثيرة فيه, من أهمها: حديث: أخرجه الإمام أحمد في المسند, والإمام الترمذي في السنن, والبيهقي في السنن الكبري عن عائشة رضي الله عنها قالت:( فقدت النبي صلي الله عليه وسلم فخرجت فإذا هو بالبقيع, رافع رأسه إلي السماء فقال أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ فقلت: يارسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك. فقال: إن الله تبارك وتعالي ينزل ليلة النصف من شعبان إلي السماء الدنيا, فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب) حكمه: حديث ضعيف, في سنده: حجاج بن أرطاة النخعي: كثير التدليس وقد عنعنه: قال النسائي: ليس بالقوي. وقل الدارقطني وغيره: لايحتج به. وقال ابن حجر: كثير الخطأ والتدليس. قال المناوي في فيض القدير: أخرجه أحمد, والترمذي في الصوم, والبيهقي في الصلاة, من حديث الحجاج بن أرطأة, عن يحيي بن أبي كبير, عن عروة عن عائشة رضي الله عنها, وقال الترمذي: لا يعرف إلا من حديث الحجاج, وسمعت محمدا يعني البخاري يضعف هذا الحديث, وقال: يحيي لم يسمع من عروة والحجاج لم يسمع من يحيي. أي الحديث منقطع في موضعين. قال الدارقطني: إسناده مضطرب غير ثابت, وقال العراقي: ضعفه البخاري بالانقطاع في موضعين, وقال ولا يصح شيء من طرق هذا الحديث, وقد ورد أن ليلة النصف من شعبان من الليالي التي لا ترد فيها الدعوة في الحديث: عن أبي أمامة رضي الله عنه: خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة: أول ليلة من رجب, وليلة النصف من شعبان, وليلة الجمعة, وليلة الفطر, وليلة النحر). رئيس قطاع أصول الدين بكلية الدراسات العليا بالأزهر