حديث:( رجب شهر الله, وشعبان شهري, ورمضان شهر أمتي) حكمه: ضعيف جدا, ذكره الحافظ ابن حجر في كتابه: تبيين العجب بما ورد في شهر رجب في مقدمة ما ورد في فضل رجب من الأحاديث الباطلة والموضوعة وقال: أحاديث لا بأس بالتنبيه عليها; لئلا يغتر الناس بها. وذكره ابن الجوزي في كتابه الموضوعات بطرق عديدة, وقال: هذا حديث موضوع علي الرسول صلي الله عليه وسلم, وذكره ابن عراق في كتابه: تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة. وقال الحافظ السيوطي في كتابه الجامع الصغير: ضعيف. وقال الحافظ ابن حجر: رواه أبو بكر النقاش المفسر, وساق إسناده ثم قال: هذا إسناد مركب موضوع, ولا يعرف لعلقمة سماع من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه, والكسائي المذكور في السند لا يدري من هو, والعهدة في هذا الإسناد علي النقاش. وأبو بكر النقاش: ضعفه علماء الجرح والتعديل; فقال عنه الإمام الذهبي في كتابه ميزان الاعتدال: ضعيف, متروك الحديث. وقال الهيثمي: النقاش متهم. وقال البرقاني: كل أحاديث النقاش منكرة. ويغني عنه الحديث الصحيح الذي اتفق علي إخراجه الشيخيان البخاري ومسلم في صحيحيهما بسندهما عن أبي بكرة رضي الله عنه, عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض, السنة اثنا عشر شهرا, منها أربعة حرم, ثلاثة متواليات, ذو القعدة, وذو الحجة, والمحرم, ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان. ومنها: حديث:( كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب, وشعبان, وبلغنا رمضان) هذا الحديث أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند, وأخرجه الإمام الطبراني في كتابه: المعجم الأوسط, وأخرجه الإمام البيهقي في شعب الإيمان, وأخرجه أبو نعيم في كتابه حلية الأولياء من طريق زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب, وشعبان, وبلغنا رمضان. هذا الحديث ضعفه العلماء: فضعفه الإمام الهيثمي فقال: رواه البزار, وفي سنده: زائدة بن أبي الرقاد قال عنه البخاري: منكر الحديث, وضعف الحديث أيضا الإمام النووي في الأذكار, وضعفه ابن رجب في لطائف المعارف. وإسناده ضعيف; في سنده علتان: العلة الأولي: زائدة بن أبي الرقاد قال عنه الإمام البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي مناكير عن مشاهير لا يحتج بخبره. وعد الذهبي هذا الحديث من مناكير زائدة. العلة الثانية: في سنده زياد النميري, ضعفه أئمة الجرح والتعديل, وفي مقدمتهم ابن معين, وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. الحديث مع ضعفه ليس فيه أن ذلك يقال عند أول ليلة من شهر رجب, إنما هو دعاء مطلق بالبركة فيه, وهذا يصح في رجب, وقبل رجب, وبعد رجب, بل ويصح لجميع الأوقات وبخاصة مواسم العبادة والطاعة. ولا بأس أن يسأل المسلم ربه أن يبلغه شهر رمضان. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالي: قال معلي بن الفضل: كانوا يدعون الله تعالي ستة أشهر أن يبلغهم رمضان, ويدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم. وقال يحيي ابن أبي كثير: كان من دعائهم: اللهم سلمني إلي رمضان, وسلم لي رمضان, وتسلمه مني متقبلا