ثمة مجموعة صغيرة من المستشارين المقربين لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون في صفوف المروجين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي, وبالنسبة لهؤلاء لا يقل حجم الانتصار أهمية عن الانتصار في حد ذاته. وقال أعضاء في الدائرة المقربة لكاميرون في مقابلات مع رويترز إن هذا الفريق يستهدف التصويت في استفتاء23 يونيو علي بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي بنسبة تقترب من60%. ويعتقد هذا الفريق أن هذه النسبة هي الحد الأدني لدفن قضية أوروبا وضمان قدرة كاميرون علي الاستمرار في منصبه حتي عام.2020 وتشير استطلاعات الرأي إلي نتائج متقاربة للغاية. لكن هؤلاء المستشارين يعتقدون ان الفوز بهامش قليل لا يكفي. فبدون الفوز بفارق واضح سيبقي كاميرون عرضة لخطر تمثله القضية التي أسقطت اثنين من أسلافه هما مارجريت ثاتشر وجون ميجور وأنهكت حزب المحافظين لعقود. ويقول مصدران بحزب المحافظين إن بعض المتشككين في الاتحاد الأوروبي يتآمرون بالفعل لإجبار كاميرون علي التنحي بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء. ويقول مساعدوه إنه كلما زاد هامش الفوز تراجعت فرصهم في النجاح وقال متحدث باسم كاميرون إن رئيس الوزراء ملتزم بتحقيق الفوز في الاستفتاء لكنه امتنع عن التكهن بمستوي الفوز الذي يتطلع إليه. وقال مصدر مقرب من رئيس الوزراء إن كاميرون يعي أنه كلما زاد مستوي الفوز تعزز موقعه. وقال المصدر وحتي حينها فإن لملمة شتات الحزب مرة أخري لن تكون مهمة سهلة. وطلب المصدر عدم نشر اسمه ليحذو حذو الأشخاص الآخرين الذين جرت مقابلتهم لهذا التحليل بسبب عدم السماح لهم بالحديث علنا عن الحملة وليست البلاد منقسمة فحسب بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي لكن نصف نواب حزب المحافظين وبعض أعضاء مجلس الوزراء يروجون للانسحاب من الاتحاد الأوروبي الذي يضم28 عضوا. وقال المصدر المقرب من كاميرون إن رئيس الوزراء متوتر. ولذلك تحول كاميرون إلي المستشارين محل الثقة والذين يملكون خبرة الانتخابات للتأكد من أن الأمور تسير بالشكل الملائم وأن لديه أناسا يفهمون ما يعنيه وكيف يعمل. ويعتمد رئيس الوزراء بصفة أساسية علي نحو ستة مساعدين لعبوا دورا أساسيا في الانتصار الذي حققه المحافظون في الانتخابات العام الماضي والتصويت ضد الاستقلال في اسكتلندا في 2014 وتشمل المجموعة أسلحته السرية في الانتخابات البرلمانية لعام2015 ومنها كريج إلدر وتوم إدموندز اللذان يستهدفان الناخبين المترددين بتسجيلات مصورة علي الإنترنت وإعلانات علي وسائل التواصل الاجتماعي. وترك إلدر وإدموندز وهما خبيران استراتيجيان في المجال الرقمي عملهما في حزب المحافظين بعد مساعدة كاميرون في الفوز بانتخابات2015 وأسسا وكالتهما الخاصة تستعين بها حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي.