ارتبطت احتفالات شم النسيم بالعديد من العادات التي توارثتها الأجيال عبر السنين حيث يحرص المواطنون منذ الصباح الباكر علي الخروج للحدائق والمتنزهات العامة وتناول وجبات الاسماك المملحة كالفسيخ والرنجة والملوحة غير عابئين بمخاطرها علي الصحة وانها قد تتسبب في حالات من التسمم الشديد في بعض الاحيان. وعن طقوس الاحتفال بأعياد شم النسيم يقول أشرف محمد أحمد- موظف- اعتدنا شراء الملوحة والرنجة بالرغم من التحذيرات بمخاطرها, فنحن نعشقها منذ الصغر لان شم النسيم من غير الملوحة والبصل ميبقاش له لازمة. ويضيف شريف صبري موظف- انه يحرص علي شراء الملوحة والرنجة من المحلات ويطالب المسئولين بمديريتي الصحة والتموين بتكثيف الحملات علي هذه المحلات لضمان صلاحية الاسماك المملحة. ويوضح علي عبد العال مدرس- أنه قبل الاحتفال بشم النسيم يقوم بعض التجار معدومي الضمير بطرح كميات من الاسماك المملحة الفاسدة واستغلال فرصة اقبال المواطنين علي الشراء لتصريف هذه الكميات ويطالب المسئولين بالقيام بحملات استباقية لضبط هذه الاسماك قبل بيعها. وتشير سوسن عبد الحميد ربة منزل الي انتشار الباعة الجائلين الذين يقومون ببيع الملوحة في الشارع بدون اية اشتراطات صحية حيث تكون رائحتها نفاذة وموضوعة في صفائح يعلوها الصدأ ولكنهم يجتذبون المواطنين البسطاء من خلال بيعها باسعار منخفضة خاصة في القري وتؤكد اهمية تتبع هؤلاء البائعين وضبطهم للتأكد من صلاحية الملوحة. وتطالب سامية الشيباني ربة منزل بتكثيف حملات التوعية للمواطنين قبل احتفالات شم النسيم بوقت كاف عن مواصفات الاسماك المملحة الجيدة وطريقة اكتشاف الاسماك الفاسدة وغير الصالحة للاستخدام حتي لا يقع المواطن فريسة في ايدي التجار معدومي الضمير. ويوضح هاني وليم محاسب- انه يلاحظ انتشار السرادقات في الشوارع والاسواق الاسبوعية مثل سوق السبت في قرية شطورة والثلاثاء بالمراغة والاربعاء بطما والاثنين بسوهاج بالاضافة الي الاسواق الاسبوعية بالمراكز الجنوبية لبيع الملوحة والرنجة وغيرها من اصناف الاسماك المملحة ويتساءل هل يتم منح ترخيص لاصحاب هذه السرادقات من مديريتي الصحة والتموين بالمحافظة ام انها تقام بشكل عشوائي لتصريف الاسماك الفاسدة واستغلال اقبال المواطنين علي الشراء احتفالا بهذه المناسبة. من جانبه اوضح احمد فؤاد عمران- مراقب أول اغذية بمديرية الصحة بسوهاج- انه يتم عمل حملات وضربات استباقية علي اماكن التصنيع واماكن التجهيز للاسماك المملحة لكشف الملوحة الفاسدة وغير الصالحة للاستخدام الادمي قبل عرضها في الاسواق لضمان سلامة المنتج وحمياة صحة المواطنين. واضاف ان شروط الملوحة الصالحة عند فتح جسمها من الداخل تكون خالية من الاحشاء ولونها احمر وردي ولحمها وقشرها متماسك وجسمها انسيابي وخالية من الالوان غير الصحية ويجب علي المواطن ان يحرص علي سلامة العبوة وان تكون مخصصة لهذا الغرض وليس بها صدأ وبالنسبة للمعلبات يجب التأكد من تاريخ الصلاحية. كما حث المواطنين علي استخدام الليمون والبصل بكثرة خلال تناول وجبات الملوحة لانهما يخففان من الحمل البكتيري الموجود عليها. من جانبه حذر دكتور حمدي سعد- استشاري الجهاز الهضمي والكبد ونائب مدير مستشفي طب سوهاج- من خطورة اكل الملوحة والفسيخ علي مرضي قصور وظائف الكلي وارتفاع ضغط الدم وهبوط عضلة القلب والسيدات الحوامل وكبار السن والمصابين بتصلب الشرايين والحساسيه ومرضي الكبد والاطفال الصغار حيث تسبب مضاعفات خطيرة علي هؤلاء المرضي سواء لما تحتويه من كميات هائلة من الملح او نتيجة التسمم الغذائي الناشيء عن طول مدة التخزين وسوء التصنيع والذي يتكرر كل عام رغم التحذيرات المتكررة من الاطباء ووزارة الصحة والجهات المعنية وناشد المرضي المصابين بالامراض المزمنة بالابتعاد تماما عن هذه المأكولات واستبدالها بالاسماك الطازجة لانها صحية ومفيدة لجسم الانسان. قال يسري بيومي- وكيل وزارة الصحة- انه كلف مفتشي الاغذية بشن حملات يومية علي محلات الرنجة والفسيخ خصوصا هذه الايام لضبط السلع الفاسدة حفاظا علي صحة وسلامة المواطنين وحذر من شراء الملوحة من الباعة الجائلين والتأكد من صلاحية المنتجات المعلبة.