عقد مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام أمس, مؤتمرا موسعا حول ثورة25 يناير لعرض عدد من الأوراق البحثية التي أعدها الباحثون والخبراء بالمركز, تمهيدا لإصدار كتاب هو الأول حول تأريخ الثورة. حضر اللقاء نخبة من الباحثين والقانونيين وأعضاء الأحزاب السياسية والتيارات الفكرية, لتقديم وجهات نظرهم حول الأوراق البحثية التي تم تقديمها علي7 فصول هي: القوي المشاركة في الثورة, وأداء النظام السياسي أثناء الأزمة, وأداء المؤسسة الأمنية, والأبعاد الاجتماعية للثورة المصرية, بالإضافة إلي الثورة والأوضاع الاقتصادية, والثورة والبيئة الدولية والإقليمية, وأخيرا الثورة والمستقبل. وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع رئيس وحدة الدراسات المصرية ورئيس برنامج التحول الديمقراطي بالمركز: إن القوي المعادية للثورة هي المستفيدة من عدم التفكير في الأشهر المقبلة بشيء من التمهل والتروي, وإن العرقلة قد تؤدي إلي إحداث انتكاسة حقيقية. وأضاف أن ميراثا طويلا من حكم الفرد أصبح متجذرا في عقلية الدولة والمجتمع علي السواء, وهو ميراث نابع من نظام سياسي لم يكن من الصواب تسميته نظاما جامعا. وأكد أن هناك أمورا ضرورية يجب التعامل معها قبل أن نتعجل ونصدر أحكاما لن تؤدي السرعة فيها إلا لمزيد من الالتباس, لذلك يجب علي شباب الثورة أن يكبحوا جماح طبيعتهم وغريزتهم كفئة عمرية تبغي التعجل والسرعة والإنجاز, ورؤية العائد الفوري حتي لا تؤدي السرعة إلي جر الثورة إلي دياجير الظلام. ومن جانبه أكد عبدالغفار شكر نائب رئيس مركز البحوث العربية وعضو حزب التجمع, أنه بالرغم من أن الثورة كانت مفاجأة للحاكم والمعارضة والشعب, فإنه لم تكن وليدة اللحظة الراهنة, بل كانت ثمرة وامتدادا لنضال سياسي طويل, فقد اكتسب شباب الثورة خبراتهم النضالية من ممارسة أنشطة احتجاجية خلال السنوات العشر الأخيرة, ابتداء من المظاهرات التي نظمتها اللجنة الشعبية تضامنا مع الانتفاضة الفلسطينية, ومظاهرات حركة كفاية من عام2003 إلي عام2010, وغيرها من التظاهرات مثل انتفاضة المحلة الكبري في أبريل2008. وقال: إن الشباب تعلم كيفية مواجهة أجهزة الأمن والكر والفر معه, واكتسب خبرة العمل الجماعي, وأن الشباب منذ عام2006 ينشطون علي موقع الفيس بوك مؤسسين جماعاتهم الخاصة بهم مثل شباب6 أبريل, وشباب من أجل العدالة والحرية, وكلنا خالد سعيد, واستطاعوا أن يلتقوا معا داخل الأحزاب السياسية, والجمعية الوطنية للتغيير. فيما قدم هاني الاعصر, باحث بمركزالأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية, تصنيفا للأحزاب المصرية وقسمها إلي4 فرق منها من دعا إلي الثورة ومنها من امتنع عن المشاركة بشكل رسمي إلا انه لم يمانع من اشراك أعضائه في التظاهر فيما هاجم فريق آخر هذا التظاهر وحاول تشويه صورته وصورة الداعمين له. وقال يسري العزباوي متحدثا عن الإخوان المسلمين وحزبي الكرامة والوسط لافتا إلي ان موقف القوي السياسية الثلاث جاء واضحا تماما عكس الأحزاب السياسية من حيث قبول الدعوة في المشاركة للتظاهر, خاصة ان عملية تزوير الانتخابات طالت قيادات هذه القوي والتي عملت علي تشكيل ماعرف باسم البرلمان الموازي ليكون بمثابة البرلمان الفعلي المعبر عن الشعب وصوته الحقيقي وليشكل أيضا اداة ضغط علي الحكومة وملاحقة الفساد والمفسدين. وقال يسري العزباوي, ان العلاقة بين القوي الثلاث اتسمت بالتعاون تارة وبالندية تارة أخري, خاصة بين الإخوان والوسط, حيث يجمع حزب الكرامة والإخوان علاقات طيبة, حيث لم ترشح الجماعة احد عناصرها في الانتخابات البرلمانية السابقة امام حمدين صباحي مؤسس حزب الكرامة. وأضاف ان جماعة الإخوان المسلمين وافقت علي إعادة تشكيل الحزب الوطني, وعودته للحياة السياسية, لان به رجالا شرفاء, كما ان معظم رجال الأعمال ليسوا فاسدين, ولكن الجماعة تري عودة الحزب بآليات أخري وأكدت انه إذا دخل الوطني في منافسة حقيقية فلن يحظي بالاغلبية. من جانبه, أكد أكرم حنا ان اثر الثورة علي الاوضاع الاقتصادية في مصر يمكن تفاديها سريعا كما انها لن تمثل اي عائق. مشيرا إلي ان هبوط البورصة في ثاني أيام الثورة بمقدار خسارة ب30 مليار جنيه للمؤشر الرئيسي و40 مليارا في اليوم التالي لايقدر بخسائرها اثناء الأزمة المالية العالمية. مؤكدا أن خسائر البورصة دفترية ومن الممكن ان تعود إلي العمل بشكل جيد, وقال ان الانفلات الامني وقرار حظر التجول الذي كان يطبق مع بدء الساعة الثالثة عصرا تسببا في خسائر كبيرة للعديد من القطاعات, خاصة ان قطاع السياحة خسر مايقرب من170 مليون دولار خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير, بعد ان غادر أكثر من200 ألف سائح البلاد, لافتا إلي ان نسبة الاشغالات في الفنادق كانت تصل إلي64.7% وبعد بدء الثورة انخفضت إلي14% فقط, وبرغم ماحدث فإن هذا القطاع ينتعش تلقائيا مع حدوث الاستقرار الموجود في البلاد. وأشار إلي ان القطاع المصرفي عاني من تكسير ماكينات الصرف الآلي وواجهات البنوك وتعطل العمل بها ولكن سرعان ماتم تزويد هذه الماكينات بالأموال, وقام البنك المركزي بطمأنة العملاء علي أموالهم المودعة لدي البنوك, موضحا ان الاحتجاجات العمالية في البنوك أسهمت في حدوث قلق داخل البنوك نفسها نظرا لمطالب العاملين بها, ولكن تم التعامل مع هذه المطالب وحل مشاكل العمال. وفي غضون ذلك, قال المهندس يحيي حسين ان الفساد هو الذي اوجد حالة الغضب والاحتقان وادي إلي اندلاع الثورة مما كان لها نتائج جيدة من بينها كشف الغطاء عن كم هائل لم يكن واضحا من قبل.