تمرد عبد الحميد علي حياته الريفية بعاداتها وتقاليدها الطيبة ولم يتخيل والداه عندما اشتد عوده أن ينقلب علي حياته المعيشية ويبحث دائما عن الثراء بأي وسيلة ممكنة الأمر الذي دفعه للجلوس مع أصدقاء السوء, وبدأ يتعاقد معهم علي العديد من الصفقات من نبات البانجو لترويجه بمحل إقامته وأصبح عملاؤه يقصدونه في أوقات مختلفة من النهار لشرائه. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية, قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة ومناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها تجار الكيف للحصول علي احتياجاتهم من المواد المخدرة بأصنافها الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم الرائد محمود حسن رئيس مباحث التل الكبير ومعاونيه النقباء سليمان عيسي وأدهم الغزالي وأحمد هنداوي ومحمود بهلول. ودلت تحرياتهم أن المدعو عبد الحميد25 سنة عاطل مقيم بفاقوس شرقية سيئ السمعة واشتهر عنه بيع المواد المخدرة والتي تعد مصدرا أساسيا في تحقيق مكاسبه المالية ولم يراع سمعة عائلته وضرب بها عرض الحائط بتجارته غير المشروعة واستعان بالمدعو محمد44 سنة سائق يسكن في المكان نفسه لكي يرافقه في انتقاله من محل إقامته لأحد أوكار بيع البانجو في التل الكبير للحصول علي البضاعة والعودة منها ثلاث مرات أسبوعيا. وأضافت التحريات أن عبد الحميد رسم خطة اعتمد فيها علي التحرك بمساعدة صديقه السائق لتوصيل البانجو لزبائنه في أماكن وجودهم حسب الاتفاق الذي يتم تحديده عن طريق الهاتف المحمول حتي لا يكونوا فريسة سهلة للأجهزة الأمنية. وأشارت التحريات إلي أن المتهم عبد الحميد اتفق علي جلب شحنة من النبات المخدر تمهيدا لطرحها قبل أعياد الربيع التي يكثر فيها الطلب علي شراء البانجو والذي يرتفع سعره لدرجة خيالية. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن للقبض علي المتهم وشريكه وأعد ضباط المباحث خطة محكمة لاستهدافهما علي الطريق الذي اعتادا علي أن يسلكونه ذهابا وعودة من مدينة فاقوس بالشرقية وفي أثناء ظهورهما مستقلين السيارة رقم2167 ر.ن.ج مصر تم استيقافهما وبتفتيشهما عثروا علي لفافات كبيرة من البانجو بداخلها واعترفا بحيازتهما المضبوطات بقصد الاتجار فيها وتحرر المحضر اللازم لهما وبعرضهما علي مصطفي جوهر وأحمد عمران وكيلي النيابة العامة باشرا التحقيق معهما تحت إشراف كمال الشناوي مدير نيابة التل الذي أمر بحبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيق.