جاءت أزمة اختطاف الطائرة المصرية يوم الثلاثاء الماضي3/29 لتؤكد أن مصر ما زالت في بؤرة الاستهداف, فرغم ما تأكد بعد ذلك من أن الحزام الناسف الذي هدد الخاطف بتفجير الطائرة به كان مجرد حزام طبي, إلا أنه كان إحدي حلقات إاستهداف السياحة بمصر من خلال التأكيد علي أن مطاراتنا تنعدم فيها أبسط قواعد الأمن الأمان, حيث تمكن راكب, تبين أن له سجلا إجراميا حافلا, من المرور بكل نقاط التفتيش بالمطار حتي الصعود للطائرة واختطافها, ولولا ذكاء كابتن الطائرة ورجاحة عقله حيث فضل امان وسلامة الركاب فاستجاب أولا لأوامر الخاطف رغم شبهة ان يكون ما ادعي أنه حزام ناسف لا يعدو ان يكون هيكليا فقط, وثاني ما يحسب له انه استطاع أن يقنع الخاطف بعدم كفاية وقود الطائرة بصورة لا تمكنها إلا من الوصول لقبرص, فلو تخيلنا أن الطائرة وصلت بالفعل لتركيا وليس قبرص التي تربطنا معها علاقات قوية لصعب الموقف كثيرا من حيث التشهير الإعلامي وإمكانية التفاوض مع الخاطف بنجاح, ولتم تبديل الحزام الناسف الزائف بآخر حقيقي وليس مستبعدا ان يتم تفخيخ الطائرة ذاتها للتدليل علي ما قد يدعون. لقد استمرت تلك الأزمة قرابه ست ساعات متصلة, بعد تواتر أنباء عن اختطاف طائرة مصرية متجهة من مطار برج العرب بالإسكندرية لمطار القاهرة تحمل رقم رحلة181 طيران داخلي, وتقل علي متنها55 راكبا من جنسيات مختلفة, تابعة لشركة مصر للطيران, وتم فقدان الاتصال بها بعد فترة وجيزة من إقلاعها, إلي أن تم التأكد من إجبارها علي الهبوط في مطار لارناكا القبرصي,. ولقد نجحت الحكومة المصرية بكافة أجهزتها في التعامل بحنكة وشفافية شديدين مع الأزمة وتحويلها إلي صالحها, حيث قطعت الطريق بسرعة التعامل مع الحادث وتشكيل غرفة عمليات للتعامل معها برئاسة رئيس الوزراء ووزير الطيران والخارجية, وإشراف الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أجري فضلا عن ذلك اتصالا هاتفيا بنظيره القبرصي للتنسيق فيما بينهما بشأنها. لقد تضارب وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية في معلوماتها التي نقلتها لتغطية الحادث, إلا أن كفاءة تعامل التليفزيون المصري الرسمي معها وصدق وشفافية ما كان يصدر عبره من تصريحات رسمية لمسئولين مصريين جعلت الشعب المصري لأول مرة يستقي معلوماته من أجهزة دولته, لقد توقع الجميع أن تبرئ الحكومة نفسها من تهمة التسيب الأمني بالمطارات وتخرج بنفي قاطع لوجود أي متفجرات أو أحزمة ناسفة علي متن الطائرة, إلا ان وزير الطيران في مؤتمره الصحفي الأول أعلن انه( لا يعلم إن كان الحزام الناسف الذي تحدث عنه الخاطف حقيقيا أم هيكليا ولكن حرصنا علي السلامة الكاملة للركاب دفعت الجميع للتعامل مع الخطر علي انه حقيقي حتي يتبين العكس), ولتأكيد سلامة إجراءات تأمين الطائرة عرض التليفزيون المصري مقطع فيديو يوضح إجراءات التفتيش التي خضع لها الجاني بمطار برج العرب لتبعث رسالة إلي الكافة بأن مطارات مصر مؤمنة تأمينا محكما. وكان لكل ذلك صدي دولي إيجابي حيث أكد خبراء أمنيون لصحيفة الجارديان البريطانية أثناء إدارة الأزمة أنه في حالة عدم وجود أي متفجرات علي متن الطائرة, فإن حادثة مثل هذه يمكن أن تحدث علي أي طائرة, وفي هذا السيناريو, لا يمكن لوم السلطات الأمنية في مصر, فكانت تلك الأزمة كطوق نجاه إلقي لإنقاذ السياحة بمصر من خلال التدليل بصورة قاطعة علي توافر جميع معاملات الأمن والأمان والسلامة بمطارات مصر, وأن العاملين بشركة مصر للطيران يتسمون بالذكاء الكافي والحرص في عملهم علي سلامة الركاب, بصورة أنهت تلك الأزمة بسلام.