سيطرت حالة من عدم الاستقرار علي سوق الصرف منذ فترة وخلالها تذبذب فيها سعر الدولار ما بين ثبات وارتفاع, بالرغم من إجراءات البنك المركزي من طرح عطاءات استثنائية وتشديد الرقابة علي سوق الصرف واغلاق بعض شركات الصرافة الا أن ذلك لم يؤد للسيطرة علي سعر الدولار أو المضاربين بالسوق السوداء. وأشار أصحاب شركات الصرافة الي أن نقص المعروض من الورقة الخضراء بسوق الصرف أمام زيادة كميات الطلب عليها يعد السبب الرئيسي وراء هذه الارتفاعات, فضلا عن تراجع ميزان المدفوعات بنسبة240% نتيجة لانخفاض تحويلات المصريين وقلة الاستثمارات وتراجع التصدير والتي أثرت بشكل كبير في حالة الانتعاش بالسوق الموازي. وأكد أحمد محمد صاحب شركة صرافة أن حالة الارتفاع في سعر الدولار دون هوادة عادت للسوق السوداء من جديد, حيث تراوح سعره أمس ما بين10.20-10.30 جنيه مرتفعا بمقدار25 قرشا بالمقارنة بأسعار الورقة الخضراء خلال الأسبوع الماضي وذلك بسبب زيادة الطلب علي الدولار مع قلة المعروض, وكذلك اتجاه المضاربين الي احتكار العملة لفترات لرفع السعر ثم فكه, حيث أن مقاليد الأمور أصبحت في أيديهم مع عجز البنك المركزي في توفير الدولار للمستثمرين والأفراد. وأشار الي أنه بالرغم من المجهود الذي يبذله البنك المركزي للسيطرة علي السوق السوداء, الا أن عدم توفر الدولار في السوق الرسمية أدي الي نشأة السوق الموازية. وتوقع محمد عبد الفتاح صاحب شركة صرافة قريبا, أن يصل سعر الدولار في السوق الموازي الي12 جنيها قريبا بسبب الطلب الكبير عليه, في الوقت الذي تعاني فيه مصر من انخفاض الاستيراد والتصدير, اضافة الي العجز في احتياط النقد الأجنبي والميزان التجاري الذي وصل إلي29 مليار دولار. وقال أحمد السهيلي صاحب شركة صرافة لا يوجد دولارات بشركات الصرافة وهذا أمر مفروغ منه فالمستوردون لا يحاولون اللجوء لشركاتنا لتيقنهم بأن لا دولارات لدينا. وتابع: أن هذا الأمر نتج عنه ارتفاع سعر الورقة الخضراء في السوق السوداء, مما أدي الي حدوث تدهور اقتصادي في البلاد, وشعور المستثمر الأجنبي بعدم الأمان والاستقرار, فالمعروض أقل من الطلب.