تهامس الجيران حول عدد من الناس شاهدوهم يدخلون ويخرجون بطريقة مريبة في إحدي حارات مصر القديمة بالقاهرة لمقابلة عاطف أو شقيقه أحمد اللذين لم يكن هناك سبب مقنع لتجارة رائجة أو تعامل من نوع واضح مع كل هؤلاء الزائرين الذين بدا عليهم علامات الإجرام في كل مرة يأتون فيها إلي المنطقة. وكعادة أهالي المناطق الشعبية لا يتركون شيئا للصدفة بدأت مصادر سرية للمباحث ترصد بعيون ثاقبة حركة الشقيقين لما بدا عليهما من ثراء فاحش بأحياء الأفراح بأموال طائلة علي سبيل النقطة والمجاملة وكذلك إطلاق النيران من الأسلحة الآلية بصورة لم تكن طبيعية. ظهرت علامات الثراء علي الشقيقين بعد عام من مرور ثورة25 يناير2011 وبدأ كلاهما يرتدي الملابس الثمينة ويستقل السيارات الفاخرة وكأنهما من الأثرياء رغم أنهما لم يكن لديهما إلا القليل من المال بعد تعطلهم عن العمل لفترات كبيرة بعد أن سلكا سويا طريق الحرام بتجارة السلاح والتي بدأها الشقيق الأكبر عاطف ثم تبعه شقيقه الأصغر أحمد حتي فضحتهما تحركاتهما وبدأت المعلومات تتوارد علي رجال المباحث الذين كان لهم رأي حاسم في تلك المعلومات. بدأ فريق بحثي كبير العمل علي تحليل المعلومات الواردة من المصادر السرية بإشراف اللواء هشام العراقي مساعد وزير الداخلية ومدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة حيث تبين للمقدم أيمن سمير رئيس مباحث قسم شرطة مصر القديمة قيام عاطف مهران40 سنة عاطل و شقيقة أحمد32 سنة عاطل يزاولان نشاطا إجراميا في مجال الاتجار في الأسلحة النارية والذخائر متخذين من مسكنهما مكانا لتجارتهما وبإعداد الأكمنة تمكن ضباط مباحث القسم من ضبطهما أثناء تواجدهما بمسكنهما وعثر بداخله علي بندقية آلي عيار7.62*39 مللي تحمل أرقام17059025, و66 طلقة من ذات العيار و بندقية خرطوش عيار12 مم و57 طلقة من ذات العيار. وبعد ضبطهما وأثناء نزولهما والمضبوطات بصحبة القوات حضر إليهما محمد صبري37 سنة سائق ومقيم في الصوامعه بسوهاج والمحكوم عليه في القضية رقم3317 لسنة2010 م مركز البداري- سوهاج تبديد والمقضي فيها بالحبس سنة وكفالة500 جنيه بجلسة وبحوزته13 ألف دولار بما يعادل حوالي130 ألف جنيه وسامح حسن32 سنة سائق ومقيم بالبساتين وبحوزته149 ألف ريال سعودي بما يعادل حوالي300 ألف جنيه. وبمواجهة الأول والثاني بما أسفر عنه الضبط اعترفا بحيازتهما للأسلحة النارية المضبوطة بقصد الاتجار وأضافا بتحصلهما عليها من شخص يدعي علي حامد ومقيم في الصوامعة بسوهاج وأنه هو المورد للأسلحة لهم لتوزيعها بالقاهرة وبمناقشة الثالث والرابع عن المبالغ المالية المضبوطة بحوزتهما اعترفا بتحصلهما عليها من المدعو مؤمن أبو الوفاء ومقيم بالصوامعه في سوهاج بقصد استبدالها بالعملة المصرية بمعرفة الأول والثاني وبمواجهة الأول والثاني أيداها وأضافا قيامهما بتغيير العملات الأجنبية من مكتب صرافة بميدان الأوبرا بمنطقة عابدين بسعر السوق السوداء. وأمام رجال المباحث اعترف الشقيقان بأنهما يروجان الأسلحة الآلية والمحلية والذخيرة لعتاة الإجرام وأنهما استمرا في التجارة أكثر من4 سنوات حققا خلالها أموالا طائلة وأنهما كانا يتعاونان مع مصدرهما بقرية الصوامعة بسوهاج من خلال تهريب الأسلحة في سيارات نقل الحبوب والغلال بين الأجولة والتحرك بها عبر الطرق الصحراوية لتسليمها إليهما علي مشارف القاهرة. فيما كشف المتهم الثالث عن تفاصيل مثيرة في القضية بأنه دائم التردد علي المتهمين الأول والثاني و تبديل العملات الأجنبية والعربية منهما بأسعار السوق السوداء بالمخالفة للقانون وأنهما يجمعان الأموال من أغلب أهالي الصعيد خاصة القادمين من الخليج بأسعار أعلي من السوق الرسمية للعملات وأنه يبدل عملات أجنبية في المتوسط بحوالي نصف مليون جنيه أسبوعيا. واقر المتهم الرابع أنه دائم التردد علي عاطف وشقيقه بمنطقة مصر القديمة وأنه علي علاقة بهما منذ سنوات وأنهما يقومان بتغيير العملات له بأسعار السوق السوداء وأنهما إذا لم يغيرا بأنفسهما الأموال يوجهانه إلي معارفهما وأنهما لديهما شبكة موسعة من تجار العملات الكبار في السوق السوداء. تم تحرير محضر لجميع المتهمين وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة أمر بإحالتهما إلي النيابة التي أمرت بحبسهم4 أيام علي ذمة التحقيق.