لأول مرة تسمع صرخات محمد النني في الملعب, عاتبا علي حظه العنيد.. وردت جماهير الأرسنال: أنت في قلوبنا والأهداف تأتي في وقتها هكذا كانت المشاعر الإنجليزية في قلعة المدفعجية مع بدء الثواني الأولي للمواجهة الحاسمة التي جمعت بين أرسنال وواتفورد في دور الثمانية لمنافسات كأس الإنجليزي التي خسرها أرسنال بهدفين مقابل هدف وفقد لقبه وشهدت مشاركة محمد النني أساسيا في مركز جديد هو لاعب الوسط المهاجم فيما بقي كوكولين محور ارتكاز. وبعيدا عن خسارة أرسنال للمباراة وفقدانه لقب بطل كأس الاتحاد الإنجليزي كان هناك بطل آخر وهو محمد النني الذي أثبت نفسه في تأدية دور لاعب الوسط المهاجم ونال كل مشاعر الحب والتعاطف سريعا. ويقول المعلق الرياضي باتريك جيننجيز إن أرسنال أهدر فرصا مؤكدة منها اثنتان, علي الأقل,أضاعهما النني. ففي الدقيقة ال31, يبدأ ميرتساكر هجمة مرتدة, بعد ضربة ركنية لواتفورد. ويمرر الكرة إلي النني الذي كان في انتظارها واستقبلها في التوقيت الذي توقعه بالضبط. وكانت عيناه علي المرمي. لكنه أهدرها. ولو كان قد سجلها, لتغير مجري المباراة, وفي الدقيقة ال33 أضاع النني أول فرصة حقيقية في المباراة. فبعد ضربة ركنية لأرسنال, وقعت الكرة في قدم تشامبيرز الذي أهداها للنني الذي تلقاه علي يمين منطقة الجزاء وأرسلها ضعيفة لتمرر فوق القائم. وفي الدقيقة ال40, واتت النني أفضل فرصة لأرسنال في المباراة.فبعد مراوغة رائعة من جانب مهاجم أرسنال مسعود أوزيل, تصل الكرة إلي كامبل الذي مرره سهلة جاهزة للتهديف إلي النني داخل منطقة الجزاء. وحبس مشجعو المدفعجية أنفاسهم ترقبا لرؤية الكرة في مرمي الضيوف. لكن النني أساء التعامل معها ليرسلها عالية فوق المرمي. وبهذه الطريقة في التعامل مع هذه الكرة, بدت تحرك النني وكأنه لاعب خط وسط مدافع وليس لاعب خط وسط مهاجم. وقال جينجز إنه طالما يلعب النني بهذه الطريقة في هذا الموقع فإنه لن يتمكن من تسجيل هدف. وأبدت صحيفة الجارديان دهشتها من الفرص التي أضاعها النني. وقالت: أتيحت فرصتان لمحمد النني, لاعب أرسنال المصري, الذي بدا أنه يصارع لإثارة الإعجاب بمهاراته, لكنه أضاعهما, وقالت إن ضياع الفرصتين كان أمرا صادما. في الدقيقة ال80, يؤدي النني واجبا دفاعيا ينقذ فريقه من هدف بعد ضربة ركنية لواتفورد يشتتها النني من منطقة الجزاء. وفي الدقيقة الستين, بدا واضحا أن النني وكوكلين, لاعبي خط وسط الأرسنال, لم يكونا علي مستوي التوقعات في مثل هذه المبارة الحاسمة. وفي تعليقه علي أداء اللاعبين في هذه المرحلة من المباراة, قال ستيف كلاريدج, مهاجم فريق بورتسموث السابق ومعلق راديو5 في بي بي سي إن كوكلين لم يحسن استغلال مهاراته في المباراة بينما لا يبدو أن النني يميل إلي التهديف. وبعد ثماني دقائق فقط, أجري أرسن فينيجر, مدرب المدفعجية, ثلاثة تغييرات في وقت واحد. فقد سحب جيرو والنني وكامبل ودفع بويلكوت وإيوبي وويلبيك. وحقق التغيير هدفه. فقد نجح ويلبيك في تسجل هدف أرسنال الوحيد في الدقيقة ال87. لكن المعجزة التي انتظرها المدفعية وجماهيرهم, لم تأت. ولم يستطع أرسنال تحسين النتيجة, فخسر1/2 وخرج من البطولة. ولم يصعد واتفورد إلي دور الثمانية فقط, بل صنع التاريخ أيضا لأنه فاز علي أرسنال علي أرضه لأول مرة منذ سنوات. كما حرم الأرسنال من فرصة أن يكون أول فريق يفوز ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لثلاث سنوات متتالية. ولم تكد تنتهي المباراة حتي تدفقت علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر تغريدات جماهير المدفعجية تعبر عن إعجابها بأداء النني في خط الوسط, متوقعة مستقبلا باهرا له مع أرسنال. وقالت إحدي المغردات النني يلعب كرة بسيطة.. أحب ذلك. وقال آخر أحد إيجابيات النني هو تفوقه علي رامزي في القدرة علي العودة إلي الخلف سريعا... أحبك ذلك فيه. وقال مشجع ثالث: أحب ما أراه من أداء النني.. الأهداف سوف تأتي.. والإعداد لذلك يجري بمستوي عال من المهارة. وعبر مغرد آخر عن إعجابه لسرعة ودقة النني في تمرير الكرة. وقال: أحب النني. ما نريده بالضبط هو الحاجة إلي تمرير الكرة بسرعة إلي الأمام دائما. وأكدت مشجعة إعجابها بالنني كلما شارك في مباراة مع أرسنال. وقالت حبي للنني ينمو مع كل مباراة. ومنذ انتقال النني من بازل السويسري إلي الأرسنال في منتصف يناير الماضي, لعب6 مباريات, أربعة في كأس الاتحاد, واثنتان في الدوري الإنجليزي الممتاز بريميير ليج. وبلغ عدد المباريات التي خاضها في كل البطولات في هذه الفترة13 مباراة. وغرد أحد المشجعين قائلا لا يزال الأمر مبكرا, لكنني أعتقد أنني وقعت في حب النني.