في كل مرة أستمع فيها إلي خطابات الرئيس أستشعر صدقه المتفاني في العمل من أجل مصر, ليس لأنه يسرد تفصيل ما أنجز أو تحقق منذ أن تولي و تجاوز به سنوات طويلة من العمل علي طريق التنمية, و لكن لأن الرجل حقا يدرك حجم المشكلة التي تعيشها البلاد هذه الأيام منذ أن آل السيسي علي نفسه تحمل المسئولية استجابة لنداءات من خرجوا في الثلاثين من يونيو منتفضين ضد حكم الإخوان- أقول منذ ذلك التاريخ- و هو قد باع نفسه و حياته لمصر, حاملا روحه علي كفه في التزام عسكري عازم علي الذود بكل ما هو غالي عن هذا الوطن و إزالة أدران الماضي المقهر عن وجهه. و منذ اليوم الأول له أدرك أن الخروج من عنق الزجاجة لن يكون إلا بتنمية شاملة تحرق في طريقها كل جذور الفقر و الفساد الذي استشري في أوصال حياة مصر, حتي تعود إليها ريادتها و تألقها و يستشعر أبناؤها رخاء خاصمهم عقودا طويلة. و كان في يقينه أنه بمفرده لن ينجح في شيء دون تعاون المصريين أنفسهم و دون إحساس صادق و رغبة حقيقية في التغيير تطويرا و تصويبا لممارسات الفساد التي اعتاد عليها البعض في تعايشهم لأسباب العمل في صور رشاوي و عمولات و كل أشكال ال ديرتي ورك. و لكن في يقيني أن الرجل يواجه موقفا صعبا بلا تكاتف حقيقي يشد من أزره و يقويه و يدفعه للأمام و من هنا تكمن دعوته التي حملت شعار صباح الخير يا مصر. و لعمري لم يكن الهدف من الدعوي قصورها علي التبرع مساندة للمشروعات التنموية, و لكن هناك معني أعمق علينا أن ندركه و نستوعبه لأنه يرتكز علي نظرية فلسفية عميقة من نظريات التقدم و التنمية وضعها المولي عز وجل عندما قال في محكم آياته في سورة الرعد إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم, الرعد11]. و نحن يا سادة في حاجة ماسة لأن نغير ما بأنفسنا حتي يتغير لنا الحال فمهما اختلفنا مع الرجل و تباينت بيننا الرؤي في سبل التغيير فالواجب المقدس ناحية الوطن يحتم مساندته بالعمل الجاد و الصادق بلا جدال و مزايدات لا طائل منها غير إذكاء نيران الفساد التي تحرق في طريقها كل نباتات التنمية. خ - ح - ا [email protected]