أدلي ملايين الناخبين الإيرانيين بأصواتهم امس في اثنتين من أهم الانتخابات التي قد تغير موازين القوي داخل النخبة السياسية الحاكمة التي يهيمن عليها المحافظون وقد تؤذن إما بعودة الخط الإصلاحي أو تشديد قبضة المحافظين علي السلطة. ويعتبر المحللون أن الانتخابات لحظة فاصلة قد ترسم مسار مستقبل الجيل القادم في دولة يبلغ عدد شعبها80 مليون نسمة. وذكر التليفزيون الرسمي أن إيران مددت فترة التصويت لساعتين لشدة الإقبال علي الإدلاء بالأصوات في الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس الخبراء. ونقل التلفزيون عن وزارة الداخلية قولها تم تمديد ساعات التصويت لساعتين حتي الساعة الثامنة وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة صباحا وكان من المقرر أن تغلق الساعة السادسة مساء. ولاحت منذ بداية أمسمؤشرات الإقبال علي المشاركة في أول انتخابات تجريها الجمهورية الإسلامية منذ إبرام الاتفاق النووي مع القوي العالمية الست العام الماضي والذي أدي إلي رفع العقوبات وخروج إيران من عزلتها الدبلوماسية والاقتصادية. واصطفت طوابير طويلة أمام مراكز التصويت في العاصمة طهران, كما عرض التلفزيون الرسمي لقطات لأعداد كبيرة من الناخبين في الأهواز وشيراز. ولم يتضح مدي تأثير هذا الإقبال علي تحديد النتائج. وقال خامنئي بعد أن أدلي بصوته من يحب إيران وكبرياءها وعظمتها ومجدها عليه أن ينتخب, إيران لها أعداء, إنهم ينظرون إلينا بطمع في إشارة إلي القوي الغربية. وأضاف الإقبال علي الانتخابات يجب أن يكون كبيرا جدا لنخيب آمال أعدائنا, يتعين علي شعبنا أن يكون يقظا ويصوت بأعين مفتوحة وبحكمة. ويصوت الإيرانيون لاختيار أعضاء البرلمان وعددهم290 عضوا ومجلس الخبراء الذي يضم88 عضوا ويمتلك سلطة تعيين وإقالة الزعيم الأعلي الإيراني. ويسيطر المحافظون علي المجلسين في الوقت الراهن. وخلال فترة ولاية مجلس الخبراء التي تمتد ثماني سنوات قد يختار خليفة لخامنئي الذي يبلغ من العمر الآن76 عاما ويشغل المنصب منذ عام.1989 وسيؤثر التيار المسيطر علي البرلمان علي قدرة الرئيس المعتدل حسن روحاني- والمقيدة حتي الآن- علي الوفاء بتعهداته بإتاحة المزيد من الحريات والإصلاحات الاقتصادية وكذلك علي فرص إعادة انتخابه في العام المقبل. واستبعد مجلس صيانة الدستور- الذي يعين خامنئي نصف أعضائه وتعين السلطة القضائية المتشددة النصف الآخر- آلاف المرشحين من خوض الانتخابات التشريعية كما استبعد نحو80% من الساعين لعضوية مجلس الخبراء من بينهم المعتدل حسن الخميني حفيد زعيم الثورة الإسلامية آية الله روح الله الخميني. ويواجه مؤيدو روحاني- المناصر للاتفاقية النووية والمتوقع أن يرشح نفسه لولاية رئاسية ثانية- المحافظين المعارضين بقوة للتقارب مع الغرب. وأكد روحاني أنه لن يألو جهدا في حماية أصوات الناخبين وضمان انتخابات سليمة ونزيهة وفق ما ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء. وأورد موقع( كلمة) الإلكتروني التابع للمعارضة أن المشاركة في الانتخابات أعلي منها في الانتخابات السابقة دون أن يخوض في ذكر تفاصيل. وفي الوقت الذي يعتبر فيه الإصلاحيون المشاركة الواسعة في الانتخابات فرصة للتغيير يراها المحافظون دعما شعبيا هائلا للنظام السياسي في الجمهورية الإيرانية ولتمديد الوضع القائم حاليا.