أعلن مرصد ليجو الأمريكي عن رصد إحدي الموجات الثقالية يوم14 سبتمبر2015 لاندماج ثقبين أسودين علي بعد بليون و3 من عشرة سنة ضوئية من كوكب الأرض وبعد هذا الإعلان التاريخي بادر الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكينج المتخصص في نظريات الثقوب السوداء بتهنئة المرصد وأعرب عن سعادته بهذا الإكتشاف. ومن عدة أيام قالفي لقاء له مع محطة بي. بي. سي: أصبح واضحا أن رصد إحدي الموجات الثقالية يؤكد وجودها في الزمكان, وهو لا يؤكد فقط علي نظرية أينشتاين بل يفتح عيوننا أيضا علي هذا الكون الغامض. إذ كنا نستخدم الموجات الكهرومغنطيسية لدراسة الكون لكن الأجسام غير المشعة لا يمكن رصدها من خلال هذه الموجات.. الآن نحن نعرف كيف نرصد الموجات الثقالية وسنحقق بذلك نقلة نوعية في دراسة أغلب الظواهر الكونية. وأضاف( هوكينج): أن الموجات الثقالية توفر لنا طرقا جديدة للنظر إلي هذا الكون.. كما أن تقنية رصد الموجات الثقالية تعتبر ثورة في علم الفلك يقول( هوكينج) إنه قام بتحليل الإشارة الملتقطة من المرصد( ليجو) ولاحظ أنها تتفق تماما مع تنبؤ نظرياته حول اندماج الثقوب السوداء.. علما بأن هذه النظريات قد وضعها( هوكينج) عام1970 في كمبريدج. إن التشبيه الأكثر وضوحا نجده في الصورة التي اقترحها أينشتاين.. لقد تصور الفضاء كقماشة مطاطية مسطحة. فإذا ما دحرجنا كرة الطاولة فوقها فهي ستتحرك بخط مستقيم, تماما مثل أي شيء يتحرك بخط مستقيم في غياب الجاذبية. أما إذا وضعنا كرة البولينج الثقيلة في وسط القماشة فإن القماشة ستتمطط وتسقط أو تنحني, وهذا الإنحناء الفضائي هو الذي يسبب جاذبية الكواكب. الآن إذا دحرجنا كرة الطاولة مرة أخري عبر القماشة فإنها الآن ستتبع المسار المنحني, أي أنها ستنجذب نحو كرة البولينج. نفس الشئ يحدث عندما تتحرك الأجسام الثقيلة فيتوجب أن يتغير انحناء الفضاء لمتابعة مواقعها الجديدة, ويحتاج الفضاء أوالزمكان وقتا لذلك, حيث لا يمكن للمعلومات أن تنتقل بأسرع من سرعة الضوء. وترجع أهمية رصد الموجات الثقالية إلي أنها توفر الفرصة لاستكشاف فريد من نوعه لأكثر الأنظمة تطرفا في الكون, ابتداء من نشأة الثقوب السوداء فائقة الكتلة المندمجة, إلي النجوم المزدوجة التي تدور بسرعة تقرب من سرعة الضوء, وحتي الانفجار العظيم نفسه. ومنذ مائة عام أثبت العالم ألبرت اينشتاين نظريا من خلال نظرية النسبية وجود موجات أو إشارات أسماها الموجات الثقالية وهي عبارة عن تموجات ذات طبيعة خاصة في الفضاء أو الزمكان( الزمان المكاني), لكن هذه الموجات تستلزم أحداثا فلكية ضخمة لكي تحدث في الفضاء كإصطدام واندماج ثقبين أسودين, أو دوران نجمين نترونيين حول بعضهما خلال عمليات الإندماج والنجوم المنهارة, ويمكن أيضا أن تنشأ الموجات الثقالية من الانفجار العظيم أو عند نشأة الكون وتضخمه في أجزاء من الثانية. ظلت هذه النظرية غير مؤكدة رغم اثباتها نظريا.