اثبت العلم نظرية أينشتاين، حول وجود موجات جاذبية ل"الزمكان" - الفضاء الرباعي الأبعاد الذي يمكنك من رؤية أبعد وأقدم الأماكن واللحظات في الكون - بعد مرور ما يقرب من 100 عام من إعلان نظريته في الفيزياء النسبية. وانتشرت إشاعات في المجتمع العلمي، منذ ما يقرب من شهر بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية، حول استطاعة العلماء رصد مجموعة من الموجات ل"الزمكان" لكنهم لم يعلنوا الأمر بشكل رسمي. وأعلن العلماء القائمين على رصد هذه الموجات، إقامة مؤتمر صحفي الخميس 11 فبراير، في الذكرى المائة لنظرية أينشتاين في الفيزياء النسبية في National Press Club أو "نادي الصحافة الوطني" بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، لإعلان آخر التطورات التي تم رصدها باستخدام "نظام رصد موجات "الزمكان". وقال موقع CNN الأمريكي، الجمعة 12 فبراير، إن العلماء أكدوا خلال مؤتمرهم الصحفي أن "أينشتاين كان على حق"، فقد استطاعوا رصد موجات الجاذبية موجودة حول كوكب الأرض، موضحين أنها نتجت عن تداخل ثقبين أسودين في الفضاء. وأضاف الموقع الأمريكي أن العلماء كانوا متشككين في نظرية اينشتاين لأن حدوث هذه الموجات كان يحتاج لحدث ضخم في الفضاء "كالتقاء الثقبين"، لكنه حدث بعد ما يقرب من 100 عام من وضع عالم النظرية النسبية ألبرت اينشتاين، فرضية نظريته. وأضاف العلماء خلال إعلان اكتشافهم، أن اينشتاين لم يذكر أي سلبيات أو تأثيرات جانبية على وجود هذه الموجات في الفضاء حتى الآن، الأمر المقلق بالنسبة للعلماء بعض الشيء، لأنهم يتعاملون مع حدث جديد نسبياً، ونادر حدوثه في الكون. وأكد العلماء خلال مؤتمرهم الصحفي، انه على الرغم من أن الموجات التي تم رصدها ليست موجات صوتية، إلا إن وجودها يعطي صوتاً للفضاء بدلًا من الصمت والفراغ، مؤكدين أنهم استطاعوا الاستماع لصوت الموجات عند اصطدامها. وأشار العلماء إلى أن رصد أول هذه الموجات في الفضاء كان في 14 سبتمبر 2014، لكنهم كانوا بحاجة لفترة طويلة للتأكد من صحة وجودها، لافتين إلى أن هذا الاكتشاف قد يكون أكبر من مجرد موجات جاذبية للزمكان، إلا إنهم حتى الآن لا يعرفون ما يتعاملون معه. ويعتقد العلماء أن اكتشاف هذه الموجات ربما يُعمق فهمهم لمراحل وجود وإنشاء الكون منذ البداية. وظل مصطلح "الزمكان" مجرد نظرية منذ بداية ذكره بواسطة عالم الفيزياء النسبية الشهير ألبرت أينشتاين، والذي اعتقد بضرورة وجود هذه الموجات رباعية الأبعاد التي يتواصل فيها الزمان والمكان من لحظات بعيد في الكون، ورغم عدم وجود إثبات مادي لهذه النظرية إلا أن العلماء عملوا على محاولة رصدها منذ فترات طويلة.