داعش, أو ما يسمي الدولة الاسلامية في العراق والشام التي أصبحت هدفا مزعوما من جانب أمريكا وحلفائها فيما يدعي( الحرب علي الارهاب) هي في الحقيقة قوات لامريكا والتحالف علي الارض في العراقوسوريا وليبيا لضمان التدخل الغربي المستمر في تلك الدول اما لمحاربة داعش أو لتتبع نشاطها الذي لا ينتهي برغبة الغرب وبدعمه أيضا. وعلي الرغم من صناعة( داعش) تمت في غرف المخابرات الامريكية وقطر وتركيا وإسرائيل والأردن فان هذا الامر قلما يذكر في وسائل الاعلام. وكما ذكر موقع( جلوبال ريسيرش) فانه بينما تدعي امريكا والناتو انهما يستهدفان( داعش) فانهما في حقيقة الامر يستهدفان حماية( داعش) كما ان الحرب المزعومة علي الارهاب تستهدف تدمير سورياوالعراق بدلا من ملاحقة الارهابيين والقضاء عليهم. وفي كتاب( أمريكا.. الحرب علي الارهاب) يكشف المؤلف ميشيل شوسودوفسكي هذه الشبكة من الخداع التي تهدف الي استدراج الشعب الامريكي وباقي العالم الي قبول الحل العسكري ضد الدول العربية مما يهدد مستقبل البشرية علاوة علي فتح الباب علي مصراعيه ارتكاب الغرب جرائم حرب واسعة النطاق دون حساب او رادع. ويكشف المؤلف ايضا من خلال البحث الدقيق حيلة الاستخبارات العسكرية وراء هجمات11 سبتمبر والتستر والتواطؤ من الأعضاء الرئيسيين في إدارة بوش لارتكاب هذا المخطط بهدف غزو العالم العربي تحت مسمي الحرب علي الارهاب. كما يركز المؤلف علي استخدام هجمات سبتمبر كذريعة لغزو غير شرعي واحتلال العراق, وعسكرة العدالة وإنفاذ القانون وإلغاء الديمقراطية.mويقول المؤلف صراحة إن الحرب علي الارهاب التي تقودها أمريكا والناتو ما هي الا حرب لغزو العولمة والنظام العالمي الجديد الذي تسيطر عليه( وول ستريت) والمجمع الصناعي العسكري الامريكي. وهكذا قدمت هجمات سبتمبر مبررا لشن حرب بلا حدود يكون جدول أعمال واشنطن من خلالها توسيع حدود الامبراطورية الامريكية. كما يكشف المؤلف عن تدخل الولاياتالمتحدة في الدول المجاورة لروسيا والصين بهدف نهب مواردها الطبيعية وتوسيع نطاق الامبراطورية الامريكية وباكستان خير دليل علي ذلك. ووفقا لموقع( جلوبال ريسيرش) فان مستنقع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش استخدم قدرات الجيش والمخابرات للسيطرة علي سوق النفط العالمية بحجة جعل العالم مكانا أكثر أمنا. وتحت عنوان( رسم خرائط انتشار طاعون داعش) نشرت مجلة( فورين بوليسي) تقريرا حول مناطق تمركز داعش قالت فيه: من التفجيرات في جاكرتا واسطنبول لهجمات علي منشآت نفطية في ليبيا, تشهد داعش توسعا سريعا لعملياتها إلي أبعد من معاقلها في العراقوسوريا وذكرت المجلة ان الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي تولي منصبه وعد بالحد من التدخل العسكري للولايات المتحدةالامريكية في الشرق الأوسط, قرر ارسال المزيد من القوات الامريكية الي العراق لتعزيز الحرب ضد داعش والاستعداد لفتح جبهة جديدة ضد الجماعة المتشددة في ليبيا. تأتي هذه التحولات وسط مؤشرات علي أن داعش عازمة علي الانتشار في شمال إفريقيا وتعمل علي انتشار شبكتها العنكبوتية الارهابية في جميع أنحاء القارة وصولا الي آسيا. وحتي الان أعلنت داعش ولايات ما يسمي الخلافة في تسعة دول هي ليبيا ومصر واليمن والسعودية والجزائر وأفغانستان وباكستان ونيجيريا وروسيا. ويخشي محللون ومسئولون أمريكيون أن تتسع هذه القائمة لتشمل دولا أخري مثل تونس وبنجلاديش وإندونيسيا والصومال.