في الوقت الذي ينتظر فيه الأطفال أجازة نصف العام للترفيه عن أنفسهم والخروج واللعب, يخرج محمد الذي لم يتجاوز عمره الثانية عشرة عاما صباح كل يوم قاصدا ورشة والده, حيث يمارس عمله اليومي بوهيجي أخشاب, وببراءة الأطفال التي لا تزال موجوده علي ملامح وجه الذي لطخه متاعب العمل قال محمد لالأهرام المسائي بشتغل علشان أساعد أبويا في الورشة من غير ما اخد اجر, لكن الشغل ممنعنيش اني أدرس زي باقي الأطفال. حالة محمد لم تكن الوحيدة خلال جولة الاهرام المسائي بمنطقة الجبخانة أو ما يطلق عليها اسطبل عنتر فهناك العديد من الاطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سبع الي عشر سنوات, ورغم صغر عمرهم إلا أن الزمن ترك أثره علي وجوههم, فمنهم من أضطر الي عدم أستكمال دراسته والبحث عن صنعه لكسب قوت يومه رافعا شعاره صباح كل يوم يا فتاح ياعليم يا رزاق ياكريم بحثا عن الرزق لمساعده أسرهم. ورغم كل ما يعانون منه من أسي وشقي إلا أنهم يستخدمون كل الحيل لإخفاء هذه المعاناه بالإبتسامة التي لا تزال تملأ وجوههم, مثل مصطفي عشر سنوات, والذي كان يعمل في مهنة النقاشة, ويبحث الأن عن عمل ولكن دون جدوي, مكتفيا بالجلوس أمام مدخل الجبخانة حتي الليل, قائلا كل أمنياتي أني أكون طفل زي أي طفل أخر!