الفرحة تعلو جميع الوجوه زغاريد وطبول وهتافات وسيارات تنادي بعضها بعضا, ويرفرف أعلاها علم مصر خفاقا: يرفعه المصريون الذين خرجوا إلي الشوارع يحصدون ثمار ثورة25 يناير المجيدة محتفلين بإعلان تخلي الرئيس مبارك عن منصبه ليثبت المصريون للعالم أجمع أنهم قادرون علي صنع التغيير ليبدأوا عهدا جديدا في مشوار الحضارة الذي بدأه اسلافهم منذ سبعة الاف عام. منذ أعلن نائب الرئيس عمر سليمان تنحي الرئيس مبارك عن منصبه مساء أمس تحولت شوارع القاهرة إلي عرس شارك فيه الاطفال والشباب والشيوخ وكل منهم عبر عن فرحته وتطلعه لمستقبل أفضل علي طريقته الخاصة وان كان جميعهم علي اختلاف فئاتهم لديه حلم واحد هو مصر جديدة.. الاهرام المسائي طالعت وجوه هؤلاء.. وقالت أمنية فريد34 سنة من حق كل مصري أن يخرج إلي الشوارع معبرا عن فرحته. ولم يكن الأطفال بعيدين عن هذا العرس التاريخي حيث خرجوا بصحبة اسرهم رافعين الأعلام مهللين مرددين الهتافات والاغاني الوطنية. وقال أحمد فؤاد(45 سنة) مدرس الثورة الشعبية التي قام بها الشباب حققت ما عجز جيلنا عن تحقيقه. وقال طارق الروبي(40 عاما) نحلم بغد أفضل لمصر وبدستور جديد يغلب مصلحة الشعب ويضعها فوق القادة وببرلمان حقيقي يعبر عن ارادة الشعب لا ارادة الحاكم وان يسود الأمن ربوع مصر كلها. ويقول رامز مجدي28 سنة بأنه لم يكن يصدق ما يحدث الآن رغم أنه شارك في المظاهرات في يومي28,25 يناير إلا أنه لم يكن يتوقع أن يصنع التاريخ بيديه هو ومن في سنه أما محمد فتحي33 سنة محاسب فيقول: أنا مبسوط جدا وأخيرا انتصرنا بعد طول كفاح علي مدار أيام سنحكيها بكل فخر لأولادنا وعن مصير الحكم مستقبلا قال: إن الجيش يحظي بثقة كبيرة من كل المصريين ولن يحبط آمالنا وتطلعاتنا إلي حياة كريمة وديمقراطية وكل الشباب يثق في الجيش المصري العظيم. ويقول وائل مجدي31 سنة لم أكن أهتم برأيي السياسي ولكني الآن سأهتم لأنني استطعت التأثير في سياسة بلدي ووطني وسأختار نظاما آخر جديدا يعبر عني ويحقق لي مطالبي وإن لم يفلح فلابد أن يتغير والآن سأطمئن علي مستقبلي ومستقبل أبنائي من خلال نهضة شاملة في مصر, ورغم أننا خسرنا وخسرت بلدنا في الايام الماضية الكثير إلا أنها اكتسبت الكثير وسيعلم العالم كله بأن المصريين سيبنون بلدهم من جديد في جو جديد من الأمل.