رفض إسماعيل العيش وسط أسرته الريفية وتمرد علي تدبير النفقات اليومية بالكاد وقرر الخروج لسوق العمل مبكرا تاركا دراسته التعليمية في مراحلها الأولي بمنطقة أبو الغيط غير عابيء بوالده الذي طالما تحمل المشقات من أجله وأشقائه الصغار ليوفر لهم حياة كريمة علي قدر استطاعته. تنقل الشاب بين العديد من الورش بمنطقة القناطر الخيرية تعلم في بعضها صنعة وامتهنها لوقت قصير وترك الأخري قبل أن يبدأها ولكنه وجد الدرب طويلا لتحقيق أحلامه في جمع المال الوفير بأقل مجهود خاصة مع قلة المال الذي كانت توفره له مهنته. اختار الشاب العشريني طريقه بمحض إرادته وتعرف خلال رحلته علي العديد من تجار المواد المخدرة وبدأ يجلب المخدرات ويعيد توزيعها واحترف خلال تلك الفترة استخدام الأسلحة النارية حتي أصبح من أكبر مروجي المواد المخدرة. احترف التاجر البلطجة واشتهر بين معارفه ب إبراهيم الأعور وذاع صيته وتعددت جرائمه حتي سجل في أرشيفه الجنائي العديد من الوقائع كان آخرها قضية قتل والتي حكم عليه فيها بالسجن المؤبد وأصبح مطاردا من قبل رجال المباحث حتي تمكن الأمن من الإيقاع به وتم إيداعه خلف القضبان. استغل التاجر حالة الانفلات الأمني عقب أحداث ثورة25 يناير واستطاع الهروب من السجن واختفي عن الأنظار لفترة من الوقت ثم عاد بعدها للظهور في منطقة أبو الغيط واستعان بشقيقه الأصغر حسام واستغل علاقته بتاجر المواد المخدرة في منطقة الجعافرة بشبين القناطر وكون وشقيقه عصابة للإتجار بالحشيش وحازا السيارات الفارهة وذاعا صيتهما من جديد وأصبحا من أشهر بؤر الإتجار بالحشيش حتي تم رصدهما. كانت معلومات سرية قد تجمعت أمام مكتب اللواء سعيد شلبي مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية عن اختباء هارب من سجن بالمؤبد في واقعة قتل يدعي إسماعيل عبد الفتاح وشهرته إبراهيم الأعور بمنطقة أبو الغيط وتزعمه عصابة للإتجار بالحشيش. وعلي الفور تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء عرفة حمزة مدير المباحث الجنائية لجمع المعلومات اللازمة عن المتهم لوضع خطة الضبط وتبين من التحريات أن المتهم سبق اتهامه في قضيتين ومحكوم عليه في قضية قتل بالسجن المؤبد بمنطقة القناطر الخيرية. وأضافت التحريات استعانة المتهم بشقيقه حسام في الاتجار بجوهر الحشيش المخدر وحيازتهما الأسلحة النارية للدفاع عن تجارتهما. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن ضبط وإحضار للمتهمين وإعداد مأمورية لمداهمة البؤرة والقبض عليهما في أسرع وقت. تم إعداد حملة أمنية أشرف عليها اللواء سعيد شلبي مدير الأمن ونشر العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من مكان اختباء المتهم والأماكن التي يتردد عليها أسفرت عن ضبط شقيقه وتم القبض علي المتهم في أثناء محاولته الهرب داخل سياراة ملاكي تحمل لوحاتها أرقام وحروف ق ف م923 ماركة كيا وبتفتيش السيارة تم العثور علي بندقية آلية وكيلو جرام من جوهر الحشيش و137 ألف جنيه من متحصلات تجارته. وبمواجهة المتهم أمام رجال المباحث اعترف بحيازته المواد المخدرة بقصد الاتجار والسلاح الآلي للدفاع عن تجارته وأمواله من متحصلات تجارته وتم تحرير المحضر اللازم وإحالته للنيابة العامة التي تولت التحقيق.