أكد الدكتور أسامة نبيل، ممثل شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، أن الأزهر الشريف على مدار الألف عام يسعى لنشر وسطية الإسلام وثقافته السمحة، مؤكدًا أن له دورا رياديا وموقفا واضحا وسياسة رصينة تجاه التيارات المنحرفة سواء بالإدانة أو بالتأكيد المستمر على جرم العصابات المنحرفة التى تنفذ أجندات دولية. وأضاف نبيل خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر صناعة التطرف قراءة فى تدابير المواجهات الفكرية، أمس الأحد، الذى تنظمه مكتبة الإسكندرية على مدار 3 أيام، أن مؤسسة الأزهر أدانت الممارسات الإرهابية التى يرتكبها داعش، مشيرًا إلى إنشاء مرصد للغات الأجنبية يكون مهمته مراقبة كل ما يُنشر عن الدين الإسلامى لتصحيح المفاهيم الخاطئة. وأكد أن الدور الذى يعكف عليه الازهر لمجابهة تمدد الفكر المتطرف بالحفاظ على مباديء الشريعة الإسلامية، عن طريق تجديد الخطاب الدينى وعقد لقاءات مع المفكرين للوقوف على صيغة موحدة ضد الإرهاب. وقال أحمد العبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية فى المغرب، إن ظاهرة التطرف أصبحت صناعة متكاملة لها هندستها وثمارها، وروافدها العسكرية والاقتصادية والسياسية، مشيرًا إلى أن المعركة الأساسية التى يجب التركيز عليها هى معركة النص ، لمنع تحريف النصوص النبوية عن معناها وتأويلها على هوى المتطرفين. وأضاف العبادي أن المتطرفين وعلى رأسهم ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية داعش يروج لمجموعة من الأحلام لجذب أعضاء جدد، وأولها حلم الخلافة والذى يراود البعض منذ سقوط الدولة العثمانية، وحلم الحصول على أموال كثيرة وزوجات، وأخيرًا حلم دخول الجنة والفوز بالحور العين. وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كلف المكتبة باستمرار المناقشات حول سبل مواجهة الفكر المتطرف بالتعاون مع المؤسسات الدينية. وأوضح أن المكتبة حرصت على تنظيم المؤتمر تنفيذًا للتوصيات التى خرجت عن مؤتمر نحو استراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف فى مطلع العام الماضى 2015، والتى دعت إلى عقد مؤتمرات دورية للمفكرين والمثقفين العرب لمواجهة موجه التطرف والإرهاب. كما جاء تعبيرًا عن إدراك خطر التطرف الذى يطل بوجهه القبيح علينا يوميًا، ولم يقتصر على العالم العربى وحدة بل أصبح يجتاح العالم بأسره، متسائلاً عن سبب اجتياح الإرهاب والتطرف العالم العربى والإسلامي، فى حين أن الدين الإسلامى رفض التجاوز فى الفكر والفعل ودعا إلى الوسطية. ودعا المثقفين العرب إلى حمل لواء الإسلام الوسطى والتعريف به، مؤكدًا ضرورة أن يكون العرب والمسلمين منتجين للمعرفة وليسوا مستهلكين فقط، مع ضرورة الانفتاح الثقافى مع العالم والخروج من العزلة التى يحاول البعض ادخال العرب فيها. قال الدكتور عمرو الشوبكي، الباحث فى الشئون السياسية، إن دوافع التطرف والعنف فى الفترة الأخيرة هى اجتماعية واقتصادية وسياسية، ومن ثم يجد مبررا دينيا، على عكس التنظيمات الإرهابية التى ظهرت بداية من سبعينات القرن الماضى إذ فسرت نصوصا دينية بشكل متطرف بعيدًا عن التفسير الصحيح. وأضاف إن الغالبية العظمى من المنخرطين فى هذا التنظيم من أبناء العالم العربى وليس العالم الإسلامي، موضحًا وجود بيئة حاضنة فى عدد من الدول العربية من بينها سوريا والعراق من توتر الأوضاع السياسية والاجتماعية، والتى ساهمت فى انتشار تنظيم داعش الإرهابى بصورة كبيرة. وسرد الشوبكي التحولات الكبرى فى تاريخ الجماعات الإرهابية، والتى بدأت بعصر التنظيمات الجهادية الكبرى فى سبعينات القرن الماضى وكان هدفها إسقاط النظم القائمة، أما المرحلة الثانية عصر الخلايا الصغري والتى أعلنت الحرب على القوى الصليبية الاستعمارية، وأخيرًا العودة مرة أخرى إلى التنظيمات الكبرى مع فارق انها عابرة للدول.