في الوقت الذي اعلن فيه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء عن انخفاض عجز الميزان التجاري خلال شهر سبتمبر من العام الجاري بنسبة22.1% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي, تباينت آراء خبراء الاقتصاد حول هذه النسبة, حيث رأي البعض ان المقارنة بين شهر واحد خلال عامين لا يعطي مؤشرات حقيقية عن وضع الميزان التجاري, فيما ذهب البعض الآخر إلي ان انخفاض العجز في حد ذاته يعد مؤشرا طيبا لانه يكون هناك زيادة في حجم الصادرات او تراجع في حجم الواردات وكلاهما أمر جيد... وقال الدكتور عزمي مصطفي مستشار جمعيات التنمية الاقتصادية, ان إعلان الجهاز المركزي للإحصاء عن انخفاض عجز الميزان التجاري خلال شهر سبتمبر بنسبة22.1% مقارنة بنفس الشهر من العام السابق قد لا يعبر تعبيرا حقيقيا عن واقع الصادرات والواردات, موضحا ان المقارنة بين شهر من هذا العام بنفس الشهر من العام السابق لا يؤدي الي معرفة حقيقة وضع الميزان التجاري. وأضاف أن هناك أوقاتا معينة من العام يزداد فيها حجم الصادرات, وأوقات اخري يزداد فيها حجم الواردات, مشيرا إلي أنه علي سبيل المثال وليس الحصر يزداد حجم الواردات من اللحوم قبل عيد الأضحي, وبالتالي فإن مقارنة شهر سبتمبر من العام الماضي قد لا يعطي نتائج معبرة عن حقيقة وضع الميزان التجاري. ولفت الي ان الزيادة السكانية سنويا تبلغ ما يقرب من2 مليون نسمة, وهذه الزيادة لديها المتطلبات التي تحتاج لتوفرها, مشيرا الي ان حجم هذه الزيادة السنوية يقابلها زيادة في حجم الواردات, وفي الوقت ذاته لا توجد زيادة واضحة في حجم الصادرات, مما يؤدي الي زيادة عجز الميزان التجاري. وأشار الي اهمية أن تكون فترات المقارنة ربع سنوية أو نصف سنوية حتي يتم إعطاء نتائج واضحة للتغيرات التي طرأت علي الميزان التجاري سواء سلبا أو إيجابا. ومن جانبه أكد الدكتور عبد الرحمن عليان الخبير الاقتصادي ان اعلان جهاز الإحصاء عن تراجع عجز الميزان التجاري خلال شهر سبتمبر من العام الجاري, مقارنة بنفس الشهر من العام السابق, يعد أمرا ايجابيا خاصة اذا كان التراجع نتيجة لزيادة في حجم الصادرات وانخفاض في الواردات, مشيرا الي ان وجود نسبة انخفاض في عجز الميزان التجاري يرجع في الاساس أما الي زيادة في حجم الصادرات, أو تراجع في حجم الواردات والأمرين كلاهما جيد. وأشار الي أن مشكلة عجز الميزان التجاري ترجع في الاساس الي عدم وجود انتاج حقيقي نستطيع من خلاله التصدير والمنافسة في الاسواق العالمية, موضحا انه من خلال زيادة حجم الصادرات وتراجع حجم الواردات ينخفض العجز في الميزان التجاري حتي يتلاشي نهائيا.